نسوة يعدن العدة لاستقبال الشهر الفضيل حركية واسعة تشهدها الأسواق قبيل رمضان بدأ العد التنازل لبلوغ الشهر الفضيل الذي لا تكاد تفصلنا عنه سوى أيام معدودات ودأبت الأسر الجزائرية والنسوة على وجه الخصوص على الاستعداد لشهر رمضان قبل أيام من حلوله وهو ما تعكسه الحركية الواسعة التي تشهدها الأسواق في هذه الآونة فحتى الأسواق لبست حلة تتناسب واستقبال الشهر الفضيل. نسيمة خباجة من يتجول في شوارع وأزقة العاصمة في هذه الأيام يتيقن أن هناك مناسبة عظيمة يلوح قدومها من بعيد ألا وهو الشهر الفضيل المبارك شهر رمضان المعظم الذي ينتظر الكل استقباله بكل شوق وحنين بغية أداء ركن الصيام كأعظم ركن في الإسلام فهو شهر للعبادة والتصدق وأخذ الثواب والتكثيف من الحسنات والأفعال الخيرة إضافة إلى كل ذلك تعودت أغلب النسوة على الاستعداد للشهر الفضيل بأيام من حلوله خاصة وأنه شهر يتطلب أكلات خاصة لإكرام أفراد الأسرة الصائمين. إقبال كبير على الفريك والتوابل ما تركز عليه أغلب النسوة قبيل رمضان التوابل خاصة وأنها الحاضر الأساسي في جميع الأطباق وتستمد منها النكهة فتركيز النسوة على التوابل لم يأت من العدم فهي أساس الطبخ وتنوعت التوابل عبر المحلات بالأسواق الشعبية واصطفت بطريقة جذابة جدا وكل تاجر يريد الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من الزبونات بعرض أجود التوابل ولم يعد الاعتماد على التوابل المعروفة كالفلفل الأسود والأحمر والعكري والكمون بل أضيفت إلى قائمة التوابل الجزائرية توابل أخرى بعد تيقن النسوة من فوائدها الصحية كالكركم والزنجبيل والزعفران خاصة وأنها توابل صحية تفيد جسم الإنسان وهو ما وضحته إحدى السيدات التي التقيناها بسوق باب الواد إذ عبرت بالقول أن التوابل قبيل رمضان تأخذ حصة الأسد بين التحضيرات وتهتم بها كثيرا خاصة وأن نكهة الأطباق تستمد منها وهي بالإضافة إلى التوابل المعروفة ترغب بإضافة بعض التوابل إلى أطباقها لضمان صحة أفراد عائلتها طيلة الشهر الفضيل خاصة وأن الصائم يتأثر كثيرا بالأكل ومن الواجب أن يكون الأكل صحيا ومتوازنا ومن التوابل الجديدة التي ستدخل إلى مطبخها الكركم والزنجبيل وزريعة الكتان خاصة وأنها قرأت كثيرا على منافع تلك التوابل لذلك ارتأت استعمالها في الأطباق الرمضانية. أما سيدة أخرى فقالت إنها لا تثق كثيرا في بعض التوابل التي يعرضها بعض التجار بالنظر إلى حالات الغش التي تطالها وخلطها بمواد مجهولة وفي كل سنة توصي جارتها بشراء بعض التوابل من ولاية بشار خاصة وأن أصولها من تلك المنطقة وهي تجلب لها كمية لابأس بها من كل نوع تكفيها لكامل الشهر ولا حاجة لها لاقتناء التوابل من المحلات. تجديد الأواني عادة لا جدال فيها العادة الأخرى التي لا تفوتها أغلب النسوة هي اقتناء أوان جديدة تيمنا بالفال الحسن وكذلك تعبيرا منهن على الفرحة والبهجة بحلول الشهر الفضيل فكل سيدة حتى وإن كانت تملك كل الأواني الخاصة بالأكل نراها تقتني كمية جديدة من بعض الأنواع استعدادا للشهر الفضيل ولكي يستمتع أفراد العائلة ببعض الأطباق الرمضانية اللذيذة في تلك الأواني الجديدة ومن يزور بعض الأسواق الشعبية يجدها تكاد تنفجر من شدة اكتظاظ الطاولات العارضة لمختلف الأواني الزجاجية وأواني الألومنيوم وكل ما يخص مطابخ رمضان في كل بيت جزائري فمن القدر إلى المقلاة والصحون وأنواع الصينيات إلى جانب أطقم الكؤوس الزجاجية المتنوعة فكل شيء معروض أمام النسوة وما عليهن إلا انتقاء ما يرغبن فيه تقول السيدة وهيبة التي التقيناها بساحة الشهداء وهي تهم بشراء صحون رمضان فقالت إن السلع متنوعة وجميلة وكذلك الأسعار جد ملائمة وقالت إنها تعكف على اقتناء صحون للشربة كطبق رئيسي في رمضان والسلطة واللحم الحلو والطبق الثانوي واختارت أن تكون من نوع واحد لخلق التنوع على طاولة الأكل فكما قالت إن العين ترى والفم يأكل والتنسيق هو ضروري خاصة في مائدة رمضان التي تحتاج إلى تنظيم محكم تبعا لقدسية الشهر الفضيل. وبذلك تعيش مختلف الأسواق الشعبية أجواء غير عادية تعكسها الحركية الواسعة تحضيرا للشهر الفضيل الذي لا تكاد تفصلنا عنه سوى أيام قلائل.