تُجدد في هذه المناسبة كل سنة تجار الأواني يلهبون أسعارها قبيل رمضان بعد اللهيب الذي مس أسعار الخضر والفواكه والملابس التي لم تعد تشهد استقرارا في أسعارها، انتقلت العدوى في هذه المرة إلى الأواني المنزلية بشتى أنواعها واختلاف وظائفها بدءا من مستلزمات الطبخ والى غاية الأواني المعدة لاستعمالها في الأكل وشرب القهوة والشاي، وكافة المستلزمات التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالشهر الفضيل، خصوصا مع تيقن التجار من أن تجديد الأواني المنزلية هو عادة لا مفر منها ما دفعهم إلى الرفع من أسعارها في هذه الآونة التي لم تعد تفصلنا فيها إلا أياما معدودة عن حلول الشهر الفضيل· لم تسلم حتى الأواني من الارتفاع الذي مس العديد من المواد الاستهلاكية المرتبطة بالشهر الكريم كالفواكه الجافة والفريك إلى غيرها من المواد الضرورية والتي تحتاجها المائدة الرمضانية في كل بيت· والشيء الذي حير الكل هو لجوء تجار الأواني المنزلية إلى رفع أسعارها في الأسبوع الأخير قبل رمضان، على اختلاف أنواعها كالقدور والمقالي والقصاع والصحون والكؤوس بمختلف أنواعها إلى غيرها من الأواني التي عرفت المرأة الجزائرية باستعمالها استعمالا واسعا كما التزمت بعادة تجديدها في كل سنة وصارت تقليدا سنويا مرتبطا بحلول الشهر الفضيل تعبيرا من النسوة عن فرحهن وبهجتهن بحلول رمضان المعظم ومن باب جلب الفأل الحسن كذلك· إلا أن وتيرة الأسعار التي تشهدها الأواني حرمت الكثيرات من تلك العادة السنوية بعد أن هب التجار إلى الرفع من أسعارها ولم تسلم حتى الأواني من نار الأسعار، وراح أصحاب العربات المتنقلة التي كانت تعرف برخص الأثمان المتداولة على مستواها، إلى الرفع من أسعار شتى أنواعها فالفرصة لا تعوض لمضاعفة الأرباح من طرف هؤلاء على حساب المواطنين· وفي جولة لنا عبر بعض الأسواق على غرار سوق بن عمر، باش جراح، بومعطي، المدنية، والمرادية·· وقفنا على وتيرة الأسعار التي شهدت ارتفاعا كبيرا أسبوعاً قبل حلول رمضان المعظم، وبينت أغلب النسوة تذمرهن واستياءهن من تلك الأسعار المتداولة والتي حرمتهن من العرف السنوي المعهود في تجديد بعض الأواني لاستقبال الشهر الكريم بها، وإدخال الغبطة على أفراد الأسرة بإعادة تجهيز المطبخ· ومنهن من راحت إلى التزود ببعض منها قبل حلول الشهر الكريم بأيام طويلة، خاصة وأنهن على علم بأن التجار سيلهبون أسعارها لا محالة· منهن السيدة سمية التي قالت أنها اقتنت مجموعة من الأواني التي تحتاجها خلال أيام رمضان قبل حلولة بشهر، لكي تضمن استقرارا الأسعار في تلك الآونة، وبالفعل لاحظت ارتفاع ثمن البعض منها على غرار الصحون المستعملة في تحضير مقبلة الفلان التي ارتفع طقم منها يحوي ستة صحون إلى 400 دينار بعدما كانت بثمن 200 دينار، إلى جانب الالتهاب الذي مس أنواع الصحون الأخرى المستعملة في رمضان والتي كانت معروضة بأبخس الأثمان من قبل، دون أن ننسى القدور التي عرفت هي الأخرى ارتفاعا في السعر، وختمت بالقول أنها سلمت من التهاب الأسعار بعد أن اقتنتها مبكرا وقفزت من الورطة بعد أن استعملت ذكاءها وفطنتها· لكن هناك من النساء من وقعن في فخ الأثمان المرتفعة منهن السيدة عائشة التي قالت أنها دهشت للأسعار التي أعلنها التجار قبل رمضان والتي مست الأواني كمستلزمات ضرورية في رمضان بالنظر إلى تنوع وتعدد الأطباق المحضرة خلال مائدة الإفطار، لتضيف أن الأسعار حرمتها من تجديد بعض المقتنيات واكتفت فقط بشراء صحون الشربة لإراحة نفسيتها خاصة وأنها اعتادت على ذلك العرف· ويبقى تجديد الأواني عرفا ملزما لدى أغلب العائلات الجزائرية ولم تقو نار الأسعار على افتكاكه بحيث راحت النسوة إلى التقليص من كمية الأواني المقتناة بدل المراهنة بإلغاء العادة بكاملها·