ق. حنان لا تستغني أية أم، جديدة كانت تستقبل مولودها الأول، أم أصبحت أما منذ سنوات، عن حفاظات الأطفال التي أضحت ضرورة لدى غالبية الأسر الجزائرية حاليا مهما كان مستواها الاجتماعي، وتستهلك العديد من الأمهات ميزانية معتبرة فيما يتعلق بحفاظات الأطفال الخاصة بالعمر الأول أو الثاني أو الثالث، أي سواء تلك الموجهة إلى الرضع أو حتى إلى الأطفال في سن ال3 سنوات. ولأن كثيرا من الأمهات قد لا يتمكن من اقتناء الحفاظات الغالية الثمن وذات النوعية الجيدة عموما، خاصة وأنهن يحتجن إلى أعداد كبيرة منها، وهي تتراوح ما بين 30 إلى 40 دج، فان بعضهن وجدن في الحفاظات الرخيصة التي تعرض بكثرة عبر مختلف الأسواق الشعبية وحتى بعض المحلات التجارية، ورغم التحذيرات الكثيرة حول هذه النوعية من الحفاظات، إلى أن كثيرا من الأمهات يتغاضين عن جملة من المخاطر التي يمكن أن تشكلها هذه النوعية من الحفاظات على صحة أطفالهن، كما أن منهن من تدرك تماما، بحكم الخبرة أو التجربة، أن هذه النوعية قد تركت آثارا سيئة واضحة خاصة على بشرة الطفل في مناطق حساسة من جسمه، كالاحمرار والالتهاب والحساسية، إلا أنهن يكتفين باستعمال بعض المراهم أو المرطبات أو حتى زيت الزيتون، ويعتبرن أنهن لا يملكن حلا آخر، ولا يستطعن الاستغناء عن هذه الحفاظات، خصوصا بالنسبة لمن لا يملكن مصادر متنوعة للدخل، فيضطررن إلى الاعتماد على هذه النوعية الرخيصة بالذات دون غيرها، والاستنجاد بالمراهم المرطبة، لإخفاء الآثار السلبية لها على أطفالهن. ورغم أن هذه الحفاظات تعرض بكميات كبيرة في اغلب الأسواق وعبر عدد من المحلات مثلما سبقت الإشارة إليه، إلا انه من المستحيل التعرف على مكان صنعها ولا الجهة المسؤولة عن ذلك ولا حتى نوعية المواد الداخلة في تركيبها، لأنه ببساطة لا توجد أية إشارة إلى هذه المعلومات على الغلاف الخاص بالحفاظة، التي تعبئها في كيس بلاستيكي كبير، ثم تباع بالقطعة الواحدة أو حسب رغبة كل زبونة، حتى باعتها أنفسهم لا يعلمون الجهة المصنعة لها، ومنهم من يقول أنها مصنعة في الصين، وآخرون يقولون أنها صناعة محلية وأنهم يقتنونها بالجملة من أسواق السمار وغيرها من أسواق الجملة الأخرى، ولا تتجاوز أسعارها في معظم الحالات ال10 دج. وتتسبب هذه النوعية من الحفاظات في التهابات واحمرار على مستوى البطن أو على مؤخرة الطفل أو على الأعضاء التناسلية أو أعلى الفخذين نتيجة احتكاك المواد الكيميائية الموجودة بالبول والبراز في الحفاظة مع بشرة الطفل ويؤدي هذا التفاعل إلى تهيج الجلد واحمراره والتهابه وأحيانا أخرى إلى تسلخات تسبب الكثير من الألم والإزعاج للطفل. كما أثبتت بعض الدراسات العلمية الألمانية أن حفاظات الأطفال التي تستسهلها كثير من الأمهات وتتركها ملتصقة بأجسام أطفالهن بالساعات تسبب العقم بين الذكور وتؤدي للإصابة بسرطان الخصيتين، فالحفاظات المبطنة بمادة بلاستيكية تؤدي إلى تجمع الحرارة حول الخصيتين، ويمكن بذلك أن تعيق تطورهما في مرحلة حاسمة من نمو الطفل، وهو ما أدى إلى تفاقم مرض انخفاض عدد الحيوانات المنوية إلى جانب سرطان الخصيتين عالميا خلال الأعوام الخمسة والعشرين سنة الماضية.