قراءته للوضع السياسي والأمني تطابقت مع موقف سعداني أويحيى: مرتزقة يخططون لضرب الجزائر عدّد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى التحديات العديدة والخطيرة التي تتربص ببلادنا في الوقت الراهن أهمها الجانب الأمني وذلك بسعي قوى خارجية لاستهداف الجزائر بالتعاون مرتزقة سياسيين بالداخل إلى جانب التحدي الاقتصادي جراء الانخفاض الشديد لأسعار البترول محذرا من اللجوء إلى الاستدانة الخارجية. وقال أويحيى أمس في كلمة افتتاحية التي ألقاها خلال الاجتماع الأول لحزبه بزرالدة بعد إعادة انتخابه أمينا عاما إن ما يجري في دول الجوار يشكل تحديا كبيرا للجزائر التي تواصل مجهوداتها في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وتواجه مؤامرات تحاك ضدها من الداخل والخارج مدعومة بمرتزقة هدفها الوحيد العبث بالاستقرار الذي تنعم به بلادنا واستهداف الوحدة الوطنية وخص بالذكر المخططات الانفصالية في منطقة القبائل ومنطقة ميزاب الغاليتين على كل الجزائريين والجزائريات. واستدرك زعيم الأرندي قائلا إن الجيش الوطني الشعبي حقق نتائج مبهرة على الميدان ولا يزال يكافح بقايا وفلول الإرهاب باقتدار كبير ملقيا على عاتق الجزائريين مهمة الوقوف مع جيشهم وحماية ظهره لأنهم أيضا أساس حماية الوطن. وأضاف المسؤول الحزبي الذي يشغل أيضا منصب مدير ديوان رئاسة الجمهورية حديثنا عن تراكم التحديات أمام بلادنا ليس مبالغة بل هي حقيقة تثبتها المستجدات في الواقع. نعم إنها تحديات عديدة على رأسها تحدي الأمن والاستقرار في البلاد كيف لا ونحن نسجل محاولة بقايا معزولة من الإرهاب الهمجي ارتكاب أعمال جبانة تتصدى لها باستمرار بكل بسالة وحزم قوات جيشنا الوطني الشعبي . من جهة أخرى قال اويحيى إنّ بلادنا تواجه إضافة إلى تحديها الأمني تحديا ماليا عويصا جراء الانخفاض الشديد لأسعار النفط في السوق العالمية. وبدورها لم تسلم بلادنا من هذا الوضع حتى ولو أنها تحوز إلى حد الآن هامشا بسيطا من الأريحية بفضل القرارات المالية الرشيدة المتخذة من قبل رئيس الجمهورية خلال العشرية السابقة هذا الهامش تستغله الحكومة حاليا بمجهودات محترمة لمواجهة هذا الظرف العصيب بأقل تكلفة على التنمية وعلى المجتمع بناء على تصور أويحيئ الذي دعا الحكومة للإستفادة من مخلفات أزمة تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية من خلال القيام بإصلاحات جوهرية وعميقة محذرا في نفس الوقت من مخاطر اللجوء إلى المديونية الخارجية في وقت تتطلب فيه الميزانية العمومية أن يكون سعر النفط 90 دولار بدل 50 دولارا كي تكون متوازنة. وتعمق أويحيى كثيرا في ملف الإستدانة الخارجية محذرا من الوقوع في فخ الحلول السهلة التي ترافع لها بعض الأصوات وفي مقدمتها اللجوء للاستدانة من الخارج استدانة ستؤدي في حالة الإفراط فيها إلى رهن السيادة الاقتصادية للبلاد كما قد تنجر عنها عواقب وخيمة على المجتمع سبق لشعبنا أن عانى من ويلاتها أثناء مرحلة إعادة الهيكلة الاقتصادية تحت رقابة صندوق النقد الدولي في وقت كانت فيه الجزائر عاجزة عن تسديد مديونيتها الخارجية التي بلغت حدود 30 مليار دولار آنذاك مثلما أشار إليه زعيم الأرندي. وتبدو قراءة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي للوضع السياسي والأمني مطابقة لتحليل نظيره في جبهة التحرير الوطني عمار سعداني الذي حذر قبل نحو أسبوع من مؤامرة تستهدف الجزائر من قبل دول عظمى وأذنابها داخل الوطن للمساس بوحدتها واجهاض مشاريعها وقال أن سببها رفض الرئيس بوتفليقة للوقوع في كماشة الابتزاز داعيا كل الأحزاب والمجتمع الوطني والطلبة للمشاركة في بناء الجدار الوطني من أجل حماية الجزائر من خطر داعش والربيع العربي. وبعد إبراز الدور الهام الذي يؤديه حاليا الجيش الوطني الشعبي في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية أمن واستقرار البلاد دعا سعداني آنذاك إلى مساندة هذه المؤسسة العسكرية لأنها القوة الرادعة والعين الساهرة التي تحمي حدود البلاد . يذكر أن الفترة الأخيرة شهدت حربا كلامية شرسة وتبادلا للإتهامات بين زعيمي الأفلان والأرندي رغم تقوقعهما في نفس خانة الموالاة.