تبعا لما أعلن عنه المرصد الجزائري للأرصاد الجوية فإن سحابة بركان آيسلندا التي انبعثت مجددا تكون قد وصلت في وقت متأخر من مساء يوم أمس الثلاثاء إلى ولاية تندوف الواقعة على بعد 1750 كيلومترا غرب الجزائر العاصمة قادمة من المغرب على أن تتجه السحب بعدها شمالا إلى مدينة وهران. ونقلت إذاعة الجزائر الدولية عن مصدر في المرصد قوله »إن السحب الجديدة التي انبعثت من بركان آيسلندا بعد الهدوء النسبي سوف تمتد إلى أكثر من 2000 كيلومتر غرب المحيط الأطلسي متجهة نحو إفريقيا شمالا«. وكان بوعلام عناد الرئيس التنفيذي لعمليات القيادة الجوية في شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلن أن الشركة تكبدت خسائر مادية بلغت 220 مليون دينار بعد إلغاء أكثر من 90 رحلة نحو أوروبا بسبب بركان آيسلندا. وقال عناد - في تصريح صحفي سابق »إن خسائر الشركة جاءت خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 21 أفريل الماضي التي شهدت أول انتشار لسحابة رماد بركان إيسلندا«، موضحا أن هذه الخسائر هي الحصيلة التي سجلتها الشركة من دون احتساب التكاليف غير المباشرة الخاصة بالشحن والصيانة وغيرهما من الإجراءات الخاصة بالرحلات التي ضمت 19679 مسافرا ألغيت رحلاتهم. وعن الإجراءات التي اتخذتها الشركة بعد تجدد نشاط البركان، أوضح أنه تم إلغاء عدد من الرحلات الجوية المتوجهة نحو العاصمة التركية أنقرة كإجراء احترازي خوفا من وصول الرماد المنبعث من السحابة البركانية إلى الأجواء التركية، في حين تم تأخير بعض الرحلات باتجاه باقي الدول الأوروبية، خاصة بعد العثور على آثار الرماد على مستوى مطار الدارالبيضاء بالمغرب. وأوضح أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية ستواجه الأزمة بالتقليل من حدتها عن طريق تأخير بعض الرحلات الجوية أو حتى تغيير وجهاتها بدلا من إلغائها وتعويضها برحلات جديدة، مضيفا أن عمليات الرصد والمراقبة مستمرة ما دامت سحابة الرماد متواجدة فوق المنطقة الجوية الأوروبية، خاصة بعد امتدادها لمناطق مجاورة للقارة، حيث يمكن وصولها إلى الأجواء الجزائرية المجاورة للأجواء المغربية. من جهة أخرى، قالت وزارة النقل المغربية إن البلاد أغلقت عددا من المطارات أمس الثلاثاء مع اقتراب سحابة الرماد البركاني الناجمة عن بركان أيسلندا من شمال غرب إفريقيا. وتابعت وزارة التجهيز والنقل في بيان أن سحابة الرماد البركاني ستصل إلى جزء من المجال الجوي المغربي خلال الساعات المقبلة. وأضافت أن الإغلاق ضروري لضمان السلامة التامة للركاب المسافرين. وفي سياق ذي صلة، أغلقت السلطات الإسبانية سبعة مطارات صباح أمس الثلاثاء بسبب سحابة الرماد المنبعث من بركان إيسلندا. وذكرت هيئة مراقبة المجال الجوي الإسبانية (آينا) أن مطاري اشبيليا وخيريث في الأندلس ومطار باداخوث في استريمادورا وأربع مطارات في جزر الخالدات أغلقت صباح اليوم. وأوضحت ناطقة باسم الهيئة أن إعادة فتح هذه المطارات يعتمد على توقعات الوكالة الأوروبية لمراقبة المجال الجوي. وكان انتشار سحابة الرماد البركاني في المجال الجوي الإسباني أدى أمس الاثنين إلى إلغاء عدد من الرحلات لكنه لم يتسبب بإغلاق أي مطار إسباني. وعاود بركان ايافيول الإيسلندي منذ الخميس الماضي قذف كميات كبيرة من الرماد، بعدما شل ثورانه حركة الملاحة الجوية لمدة أسبوع تقريبا في منتصف أفريل الماضي.