أعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل أن الجزائر ترفض ضغوطا من مشترين كبار للغاز الطبيعي لإعادة التفاوض بشأن عقود طويلة الأجل كانت قد وقّعتها بغرض خفض الكمية والسعر، وأضاف الوزير أن هؤلاء العملاء برروا مطالبهم بأن هناك من يعرض بيع الغاز بأسعار أرخص في الأسواق الفورية· وأعاب خليل على بعض البلدان التي تغرق السوق الدولية بهذا المنتوج الحيوية خدمة للبلدان المستوردة، مما خلق للجزائر صعوبات في التفاوض مع البلدان الأوربية، مشيرا إلى أن السوق اليوم تعرف نوعا من التشبع، وأن هذه السياسة لا تخدم البلدان المنتجة بقدر ما تجده البلدان المستهلكة فرصة للضغط عليها من أجل شراء الغاز بسعر منخفض جدا· وتزود الجزائر أوروبا بنحو 20 بالمائة من احتياجاتها من الغاز عبر خطوط أنابيب متجهة إلى إسبانيا وإيطاليا بأسعار ترتبط بسعر النفط وفقاً لعقود طويلة الأجل· وحذر خليل هؤلاء العملاء لأنهم يعرضون إمداداتهم للخطر في المستقبل من خلال الضغط لخفض أسعار العقود والحصول على الحد الأدنى من الكميات في العقود طويلة الأجل بهدف شراء غاز أرخص من السوق الفورية· وأكد على التزام الجزائر ببيع الغاز بموجب عقودها المرتبطة بالنفط بسعر يبلغ نحو سبعة دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، دون تغير عن أسعار الربع الأول للعام الجاري· قال خليل في الدوحة أن سوق النفط تشهد وفرة في المعروض لكن التقلبات تحركها اضطرابات أسواق المال لا العوامل الأساسية للعرض والطلب، مشيرا إلى أن سعر النفط انخفض 10 دولارات الأسبوع الماضي· وهذا لا يمكن تفسيره بعوامل العرض والطلب، وأضاف أن تقلب أسعار النفط يعزى إلى اضطراب أسواق المال· وسئل خليل هل سوق النفط تشهد وفرة في المعروض، فرد بقوله: إنها كذلك وكانت كذلك والمخزونات مرتفعة· وأبزر خليل أن الجميع في منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك سيكونون في وضع غير مريح إذا انخفضت الأسعار كثيرا دون 70 دولارا، مضيفا أن الجزائر تحتاج إلى سعر 60 دولارا لموازنة ميزانيتها لكن لا أحد من أعضاء أوبك يرضى عن أسعار النفط في حدود 60 دولارا، وأضاف أن الجزائر قلقة أيضًا لركود أسعار الغاز في أوروبا· وأوضح خليل أن الجزائر تضخ حاليا 1,2 مليون برميل يوميا من النفط الخام ولديها فائض من الطاقة الإنتاجية قدره 200 ألف برميل يوميا ومن المحتمل أن تؤدي مشروعات جديدة إلى بقاء إجمالي الطاقة الإنتاجية مستقرا عند حوالي 1,4 مليون برميل خلال الأعوام الخمسة القادمة على الأقل· وقد سجلت أسعار النفط الخام الأمريكي أعلى مستوى لها في 19 شهرا فوق 87 دولارا للبرميل في بداية الأسبوع الماضي، ومنذ ذلك هوت حتى 74,51 دولار للبرميل في السابع من ماي قبل أن تنتعش إلى أقل قليلا من 77 دولارا