ق. حنان يعتقد بعض المواطنين، في قدرة بعض الأعشاب الطبية والعطرية، على منحهم بعض الفوائد الطبية والعلاجية فيما يخص بعض الأمراض البسيطة، ولذلك فإنها تكون أول ما يعتمدون عليه ويلجؤون إليه، قبل توجههم إلى الطبيب، الذي لا يكون التوجه إليه بالنسبة لعدد من المواطنين في الجزائر، إلا بعد أن تصل الأمور فعلا إلى درجة لا يمكن تحملها، أو مثلما يقال بالتعبير الشعبي الجزائري "يوصل الموس للعظم"، وعليه فان الإقبال على هذه الأعشاب وأنواع من النباتات والزهور، يبقى مستمرا ومتواصلا من طرف فئات عديدة ومختلفة، تشمل حتى الفئات المثقفة والمتعلمة أحيانا، ومن ذلك مثلا الإقبال على اقتناء عشبة "الويزة" أو راعي الحمام والمعروفة بالتيزانة و"الفارفان" بالفرنسية، خاصة في مثل هذه الأيام الباردة، حيث يتناولها المواطنون في الجزائر، ويعتمدون عليها بشكل كبير لدى الإصابة بالزكام والأنفلونزا، وأعراض البرد، وحتى للشعور ببعض الراحة والدفء، ويتم طلبها من عند المحلات والصيدليات، وفي المقاهي، وهي موجهة لكافة الفئات العمرية، ويحرص الكثيرون على أن تكون أول ما يعتمدون عليه لعلاج مختلف الأمراض المتعلقة بالبرد، مع إضافة قطعة من الليمون إليها، حيث أنها تقضي على مرض الزكام وتهدئ الأعصاب والتوتر وتطرد الغازات إلى غير ذلك من الفوائد المتعددة. ولا يستغني الكثير من كبار السن تحديدا عن هذا المشروب الدافئ، ولذلك فان بعضا منهم يستهلكه حتى في الأيام العادية، مرات عدة في اليوم، وقبل النوم تحديدا، نظرا لما يوفره لهم من راحة نفسية وهدوء، وقد تربى الكثيرون منذ أجيال على هذا المشروب في أيام البرد وأيام المرض، خاصة وأنها ليس غالية الثمن، حيث لا يتجاوز سعرها ال20 دج. ولذلك فهي تستهلك بكثرة في فصل الشتاء وتضاف إلى التيزانة بعض الأعشاب كالبابونج مثلا، أو قطع من الليمون، أو بعض الأعشاب والنكهات الأخرى لإعطائها أذواقا محببة، ونكهات مختلفة، تجعل شربها عملية ممتعة ومفيدة، ومع ذلك ينصح أصحاب الأمراض المزمنة بعدم استهلاكها إلا باستشارة طبية لتفادي أي أعراض ثانوية ذلك أنها تستعمل للعلاج في فترة قصيرة المدى كمرض الزكام وذلك بتناول ثلاثة أكواب يوميا للتعرق والتبول من أجل طرد الفيروس والاستشارة الطبية تبقى ضرورية، حيث لا يمكن الاعتماد على هذا المشروب الساخن فقط، لأجل معالجة أمراض كالزكام والأنفلونزا، سيما أن كان المرض في مراحل متقدمة، تستدعي الاستشارة الطبية وتناول بعض المضادات الحيوية. ومن فوائد هذه العشبة أيضا، أو التيزانة مثلما هي معروفة محليا، تهدئة الأعصاب، ولذلك فلا ضرر من شربها يوميا وهي مهمة للأشخاص الذين يعانون من قلق أو ضغوط نفسية كما أنها تعتبر مهدئا بصفة عامة، ومفيدة كمضاد للتقلصات المصاحِبة للتهيج العصبي، ومغلي الأوراق مفيد في علاج الاضطرابات الهضمية وطارد للرياح أما الزيت المستخلَص منها فهو مفيد لعلاج الاضطرابات النفسية وخاصة الاكتئاب والتوتر والقلق.