يكشف السيد صهيب حشايشي المدير الطبي بمخبر ''ماق فارم'' للمواد البيوطبية في حوار مع ''المساء'' أن الاعتماد على المواد والأعشاب الطبيعية في التداوي أصبح يفرض نفسه بالحاح في السنوات الأخيرة. وقد جاءت الحاجة إليه عن طريق سعي العلماء الى إيجاد بديل أو مكمل للأدوية الكيماوية المعتمد عليه في علاجات الأمراض المختلفة. ؟ البداية نود معرفة ما مدى إقبال المواطن على منتوجات الطب البديل؟ لا يخفى عليكم أن التداوي بالأعشاب في المجتمع الجزائري يعود لازمنة بعيدة، اذ اعتمد المواطن في مجتمعنا وما يزال على بعض الاعشاب في مداواة اعراض الرشح والزكام أو بعض آلام المفاصل أو حتى أعشاب يعرف عنها تأثيرها في قطع الشهية لتخسيس الوزن أو العكس بالنسبة لفتح الشهية. بل هناك دراسات علمية دولية تؤكد اعتماد الانسان في الازمنة القديمة على الاعشاب في العلاج، اذ تشير الدراسات إلى أن استعمال الاعشاب في التداوي قد ظهر في استراليا قبل 4 آلاف سنة قبل الميلاد. ؟ ولكن قدم هذا الاستعمال لا يعني بالضرورة فعالية الأعشاب مقارنة بالدواء الكيميائي! أكيد، فالادوية الكيماوية أحدثت ثورة كبيرة في علاج مختلف الامراض خاصة المستعصية منها. وما تزال تحدث ثورات متواصلة بالكشف عن احدث الاكتشافات في علاج امراض كان الشفاء منها في وقت قريب غير ممكن، إلا اننا نشير بالمقابل إلى أن الطب المكمل المعتمد على الاعشاب قد تطور هو الآخر بالتوازي، واصبح اختصاصا قائما بذاته تقام فيه أبحاث ودراسات يقودها علماء مختصون. ما نؤكد عليه هنا أن التداوي بالاعشاب يطلق عليه مصطلح الطب المكمل، لأنه يأتي مكملا للعلاج الكيميائي بالاعتماد على بعض الاشربة المصنوعة من خلطات أعشاب بطريقة مدروسة جدا،يصفها عادة الطبيب المعالج لمريضه ويجدها الاخير في الصيدليات. ؟ ولكنه يجدها كذلك عند العشابين بالاسواق الشعبية ! صحيح، هناك شريحة واسعة من المواطنين يترددون على عشابين ببعض الاسواق الشعبية لاقتناء منتجات عديدة، غير أننا كمختصين نحذر من عواقب هذا الأمر، فمنتوجاتنا مثلا تأتي ضمن مقاييس معترف بها وعلى شكل كبسولات أو حتى خلطات من عدة اعشاب بمقادير مدروسة جدا، توجه لمستهلكيها حسب العمر والجنس والأمراض كذلك. أما الاعشاب التي تباع على قارعة الطريق خطيرة، وأشير هنا الى دراسة قامت بها جامعة عنابة في 2007 حول منقوع عشب موجه لعلاج الرشح والزكام اظهرت أن الوصفة المكتوبة على علبة الخلطة مغايرة تماما لما يوجد بداخل العلبة، إضافة إلى التحاليل التي أثبتت وجود تعفنات على الخلطة وميكروبات تؤذي صحة المريض عوض معالجته. ؟ لماذا لم يفكر مخبركم بتوضيح هذه الصورة للمواطن مثلا من خلال إجراء أيام تحسيسية حول التداوي بالأعشاب؟ صحيح نحن لم نفكر في إجراء مثل هذه التظاهرات، ما قمنا به منذ 2003 تاريخ نشأة ''ماق فارم'' هو تنظيم دورات تحسيسية موجهة للأطباء والصيادلة، ولكن هذه المقترح سيؤخذ بعين الاعتبار لاحقا وسندرس إمكانية أيام أو ملتقيات تحسيسية، ونحن هنا نوجه دعوة للوزارة الوصية وكل المعنيين لدعم خطوتنا هذه الهادفة بالدرجة الأولى لترقية الصحة العمومية.