أقدم صبيحة أوّل أمس المئات من الشباب البطّال المتواجدين بمختلف بلديات دائرة دراع بن خدّة وعلى وجه الخصوص هذه البلدية الأخيرة، على الاستيلاء على الأرضية التي كانت سابقا سوقا فوضويا بمحاذاة وعلى حافّتي السكّة الحديدية بالقرب من مسجد التقوى بمدينة ذراع بن خدّة· حيث أقدم هؤلاء في ساعات مبكّرة من يوم الخميس على تحويط وتسييج رقع أرضية بحجم محلّ مصغّر، مطالبين بإعادة فتح هذا الفضاء الشعبي من جديد وذلك بعدما اتّخذت بشأنه إجراءات الغلق بعد إعادة فتح خطّ السكّة الحديدية الرّابط بين تيزي وزو والعاصمة· وتماشيا مع مطالب الشباب، قامت السلطات المحلّية بفتح مركزين تجاريين حوّل إليهما التجّار العاملون سابقا في السوق الفوضوي، إلاّ أن عملية التقسيم حسب ما صرّح به المحتجّون أو المقتحمون أوّل أمس، لم تكن عادلة ولم يستفد منها الجميع، حيث نجد بعض الأشخاص استفادوا من محلّين أو أكثر في حين استبعد الآخرون لأسباب اعتبرت إدارية وقانونية من طرف المسؤولين· كما اشتكى هؤلاء من ارتفاع أسعار الاإجار بالمراكز التجارية التي فتحت رغم توفّرها على جميع الشروط الضرورية لممارسة الأنشطة التجارية في ظروف آمنة، إلاّ أن هؤلاء طالبوا بإعادة فتح السوق الفضوي لأنهم لا يدفعون تكاليف استغلالهم لهذه القطع الأرضية الكائنة في منطقة أقل ما يقال عنها إنها خطيرة كونها تقع على حواف السكّة الحديدية ويعبرها القطار السريع باستمرار، ما وضع هؤلاء في خانة المستهنين بسلامة وأمن المواطنيين عن طريق مطالبتهم بفتح هذا السوق مجدّدا، والذي كان بدوره يعرف إقبالا منقطع النّظير من مختلف مناطق الولاية وحتى تلك المجاورة لها، لكن ذلك كان في الفترة التي كانت فيها حركة القطار مشلولة· المحتجّون طالبوا بقدوم السلطات المحلّية وضرورة الاستجابة لمطالبهم، وكان ذلك إلاّ أن استحالة وخطورة تنفيذ مثل هذا المطلب دفع بالسلطات المحلّية إلى الاستنجاد بالقوّة العمومية وإبعاد مئات المحتجّين الذين تجمهروا على مستوى خطّ السكّة الحديدية· وهدّد هؤلاء بإعادة الحركة ورفع لغة الاحتجاج مستقبلا بانتهاج مختلف السبل والطرق التي من شأنها إرضاخ السلطات· من جهة أخرى، وببلدية ذراع بن خدّة دائما أقدم نفس الأشخاص على الاستيلاء على أرضية الملعب البلدي الكائنة بالقرب من ثانوية كريم بلقاسم بذراع بن خدّة، بالقيام بتسييج وتقسيم الملعب إلى قطع صغيرة قسّمت حسب رغبة ونفوذ المقتحمين والمستولين· وأكّد النّائب الأوّل بالمجلس الشعبي البلدي بذراع بن خدّة في اتّصال مع أخبار اليوم أن السلطات المحلّية لن تلتزم بدور المتفرّج حيال هذه الاقتحامات والاستيلاءات غير الشرعية على الأملاك العمومية، حيث سيكون الحوار والنّقاش السلمي السبيل الأوّل لاستعاد هذا العقار العمومي واللّجوء إلى القوّة العمومية أمر غير مستبعد في حال إذا ما أصرّ المقتحمون على موقفهم· ومن جهة أخرى، كشفت مصادر محلّية مطّلعة أن المشرفين على تتنظيم عمليات الاقتحام يحضّرون لاقتحام ممتلكات وعقارات أخرى ذات طابع عمومي واجتماعي في مناطق متفرّقة من ذراع بن خدّة·