مددت السلطات المصرية قرار حظر التجول في القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس، ليصبح من الرابعة عصراً حتى الثامنة صباحاً، بعدما كانت بين السادسة مساء والسابعة صباحاً، بحسب ما نقل التلفزيون المصري أمس السبت. وجاء قرار التمديد على وقع الاحتجاجات المتواصلة منذ 5 أيام في مختلف المحافظات المصرية، والتي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا، بلغ أكثر من 74 قتيلاً ومئات الجرحى، بحسب تقارير طبية ومستشفيات وشهود عيان. ووردت أنباء عن سقوط نحو 68 قتيلاً في القاهرةوالسويس والاسكندرية في احتجاجات الجمعة، التي سميت "جمعة الغضب". بينما أكدت قناة "الجزيرة" أن عدد القتلى بين الجمعة وأمس السبت تجاوز المئة. الاحتجاجات مستمرة وقد تجمع أمس عشرات الآلاف من المحتجين وسط القاهرة، مطالبين بإسقاط نظام الرئيس المصري حسني مبارك على وقع هتافات "ارحل ارحل"، ما يعني رفض المحتجين المطلق للاجراء الذي اتخذه مبارك حيث اكتفى باقالة حكومة نظيف وتعيين حكومة جديدة بهدف امتصاص غضب المتظاهرين والبقاء في الحكم. الذي يحتكره منذ 30 عاماً. وأشارت تقارير إلى نشوب اشتباكات بين المواطنين وقوات الأمن في محافظة الإسماعيلية، فيما اشتعلت النيران في محكمة الجلاء بوسط القاهرة ومركز تجاري، كارفور، في حي المعادي جنوب العاصمة. وفي ميدان التحرير، هتف المحتجون "سلمية سلمية"، في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع. ومظاهرات أمس السبت تمثل أول مؤشر على عدم رضا المحتجين الذين نزلوا إلى الشارع عن تصريحات مبارك الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما. وتعرض متجر كبير لسلسة كارفور الفرنسية العملاقة على طريق القاهرة الدائري للقاهرة تعرض للنهب والسرقة، ثم أضرمت فيه النيران. وفي محافظة الإسماعيلية على قناة السويس، اندلعت صدامات عنيفة بين قوات الامن وآلاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس المصري، مشيرا إلى مخاوف المواطنين من غياب الشرطة عن الشوارع. وتجه معظم المتظاهرين، وهم من العاملين بالمصانع الاستثمارية، إلى سنترال المدينة وأشعلوا فيه النار، وأكدوا أن مطالبهم هي تنحي مبارك. وفي محافظة السويس، تحول تشييع 13 قتيلا سقطوا من جراء الاشتباكات مع قوات الأمن إلى مظاهرة حاشدة. مشاركة البرادعي إلى ذلك، اعتبر المعارض المصري محمد البرادعي في مقابلة مع محطة "فرانس 24" أمس السبت أن الرئيس المصري حسني مبارك "يجب أن يرحل". وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "سأنزل اليوم لأشارك مع زملائي في تحقيق طفرة نحو الإصلاح، ولنؤكد للرئيس مبارك أنه يجب أن يرحل". وكان البرادعي، الذي عاد مساء الثلاثاء الى مصر، نزل الى الشارع أمس الجمعة تلبية لدعوة الحركات الشبابية وأدى صلاة الجمعة في ساحة أمام مسجد الاستقامة بميدان الجيزة. ورأى أن "الحكومة الأمريكية ما زالت متمسكة بالرئيس مبارك، ويجب أن يدركوا أن مصداقيتهم تتضاءل في الشارع المصري والعالم العربي". مظاهرات داعمة في أمريكا ومن وراء البحار، شارك عرب في الولاياتالمتحدةالامريكية في تظاهرات دعما للمحتجين في مصر، بينما دعا المسؤولون عن المجموعات المسلمة والعربية الى اجراء اصلاحات سياسية حقيقية في الشرق الاوسط. وقالت الجمعية المصرية الامريكية ان وقت التغيير "تأخر كثيرا" وتظاهرات الاحتجاج الكبيرة تدل على "استياء شعبي غير مسبوق". واصدر مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية بيانا قال فيه ان "الاصلاحات الحكومية تأخرت كثيرا في المنطقة بكاملها". وفي ولاية ديترويت التي يقيم فيها اكبر عدد من عرب اميركا في هذا البلد يتابع الجميع عن كثب حركات الاحتجاج الكبيرة في تونس والاردن واليمن ومصر. وقال شريف عقيل (45 عاما) وهو محام يقيم في ديترويت "هناك اجواء من الابتهاج في الوقت الراهن. اليوم مهم جدا بالنسبة الى كثيرين".