تجددت المظاهرات اليوم السبت في القاهرة للمطالبة بتغيير النظام في الوقت الذي أعلن فيه عن استقالة الحكومة وتمديد حظر التجول بمحافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس. وفي الوقت الذي انتشر فيه الجيش في شوارع القاهرة وعدة مدن أخرى أمام المؤسسات والمرافق الحيوية، أعلن عن تمديد حظر التجول من الساعة الرابعة مساء إلى الساعة الثامنة صباحا، حسبما أوردته مصادر إعلامية رسمية. وكان الرئيس مبارك قد قرر مساء أمس فرض حظر التجول في ذات المحافظات ابتداء من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السابعة صباحا. وطبقا لما أعلنه الرئيس المصري في كلمة ألقاها أمس فقد قدمت حكومة احمد نظيف استقالتها ومن المرتقب أن يعين الرئيس مبارك شخصية لتشكيل حكومة جديدة. غير أن المتظاهرين والقوى السياسية المعارضة اعتبرت أن ما جاء في خطاب الرئيس مبارك "اقل من سقف مطالبهم" التي تدعوا الى رحيل الرئيس المصري. ففي أول رد فعل أكدت جماعة الإخوان المسلمين على ضرورة "رحيل الرئيس مبارك ونظامه كاملا" ونفس الرد تناقلته تقارير إعلامية عن المعارض محمد البرادعي الذي يوجد منذ أمس تحت الإقامة الجبرية في حين تمسك حزب الوفد المعارض بمطب تشكيل حكومة إنقاذ وطنيي. كما جاء خطاب الرئيس المصري، حسني مبارك، حسب المعارضة، "مخيبا لطموحات المتظاهرين" الذين طالبوا بإصلاحات سياسية جذرية منها حل البرلمان وإبعاد مسالة التوريث. وقد بدا المتظاهرون منذ الصباح هذا اليوم الذي يعد عطلة أسبوعية في مصر يتجمعون من جديد في وسط القاهرة مما يوحي بان حركة الاحتجاج ستتواصل . ويخشى المتتبعون والمحللون وقوع مشادات بين المتظاهرين وقوات الجيش في غياب اي قرارات جددة تلبي مطالب المتظاهرين. وكانت "مظاهرات الغضب" التي تعتبر الاكثر اتساعا وحدة في فترة حكم مبارك قد امتدت امس الى معظم احياء القاهرة ومدن اخرى وتخللتها اشتباكات عنيفة مع قوات الامن حيث استخدمت خلالها الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وفي احيان اخرى الرصاص الحي مما أسفر عن مقتل اكثر من 30 شخصا وإصابة حوالي الفين آخرين في جميع أنحاء البلاد . ورغم فرض حظر التجول في القاهرة والسويس والإسكندرية فان المتظاهرين ظلوا في الشوارع طيلة الليل وتحدث شهود عيان عن عمليات تخريب ونهب لبعض المحلات والبنوك والمؤسسات. كما أشعلت النيران في أقسام للشرطة ومقرات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم . وتحدثت تقارير إعلامية عن حملة اعتقلات واسعة في صفوف حركة الإخوان المسلمين عقب اعلان الحركة مشاركتها رسميا في مظاهرات الجمعة. ومن جهة أخرى، قامت السلطات المصرية بايقاف خدمات الانترنيت والهاتف النقال بشكل شبه كامل منذ امس في المدن التي شملتها المظاهرات ولا سيما القاهرة والإسكندرية والسوبس. واعتبرت المعارضة هذا القرار "دليل على عجز وعدم فهم النظام للأمور" معتبرة ان ذلك سيزيد من استفزاز المتظاهرين وإصرارهم على مواصلة "الثورة".