لا تزال مسرحيتا "شنا لضيور" و"مستشار الملك" الموجهتان على وجه الخصوص للأطفال الصغار تلقى إقبالا وإعجابا معتبرا من طرف تلاميذ المؤسسات التربوية للطور الابتدائي،أين عمد مسرح تيزي وزو تحت إشراف مديرته السيدة فوزية ايت لحاج ،إلى النزول لجمهور المسرح بمختلف شرائحه، ويعمل حاليا على تحضير جمهور من نوع خاص يكبر معه الاحتكاك بالمسرح،هذا الأخير الذي فقد جمهوره بعد انقطاع دام سنوات عديدة، علما أن المسرحيتين المذكورتين أنتجهما مسرح تيزي وزو. تتمحور قصة "شنا لضيور" او غناء الطيور حول حياة شابة تعمل في متجر لبيع الطيور والعصافير،و نظرا لتواجدها المستمر في وسط هذه المخلوقات،شعرت بالشفقة عليها وقررت يوما إعادة حريتها المسلوبة إليها بإخراجها من الأقفاص التي احتجزت فيها ،مصممة على تحمل العواقب الوخيمة التي تنجم عن تصرفها اللامسؤول،صاحب المحل وفور اكتشافه للفعل الذي أقدمت على ارتكابه قرر معاقبتها اشد عقاب،لكنها تمكنت من الإفلات من قبضته بهروبها نحو الغابة والتوغل في وسطها أين تيقنت من عدم وصوله إليها،في هذه الغابة لقيت الفتاة ثواب وتصرفها الإنساني مع العصافير التي سارعت لأنستها في وحدتها ووحشتها في الغابة بعدما تخلت عن عالمها،و خلال إقامتها المطولة في الغابة تضطر البائعة لمواجهة الشر في الغابة،و تصارعه من اجل البقاء والتغلب عليه، متسلحة بالإيمان ومعتمدة على ذكائها،فتنتصر على الوحوش،لتدخل في دوامة أخرى من الصراع مع ساحر شرير،تستطيع بعد صراع مرير الانتصار عليه وإبطال سحره،ما يساعد أميرا مسحورا على الاستفاقة والتخلص من سحر المشعوذة،و بعدها يتكلل تعبها ومعاناتها في الغابة بنهاية سعيدة تتمثل في عقد قرانها على الأمير المتخلص من السحر،أحداث المسرحية تجري في أجواء تصاحبها أنغام موسيقية عذبة،تجذب إليها مسامع الأطفال بعدما أخذت أبصارهم،و لا تخلو هذه المسرحية من البعد التربوي والمعاني الهادفة التي تحث الطفل الصغير على الشجاعة ،و الرافة والمشاعر والتصرفات الانسانية التي لا يكون جزاؤها الا الخير مهما طال،الزمن، المسرحية اعتمد فيها على البساطة وو التعامل ومستوى الاطفال بتعابير ورسائل سهلة الهضم والمرور للطفل،الذي يجتمع في تمتعه بمشاهدة المسرحية،تعلم اشياء كثيرة تساهم في تربيته وتنمية مواهبه وتمتعه بالاخلاق الحميدة،اما المسرحية الثانية ''مستشار الملكة''توري قصة لبؤة تحكم احدى الغابات وتنصب النمر كمستشار لها ، الأمر الذي لا يروق للذئب،و يعمل كل ما في مقدروره واستطاعته للايقاع بالنمر وافساد علاقته باللبؤة،فيحاول الايقاع به،و عليه تعرف الغابة حالة من الفوضى والذعر واللامن بعد اشتعال الفتة التي اخذت مكان السلم والسلام الذي طالما عرفته في حضرة اللبؤة الملكة ومستشارها النمر، غير انه نهاية الشر تكون دائما شرا،انتهى الامر باكتشاف مكيدة الذئب والقضاء على مكره. وهكذا بعدما عاشت الغابة فترات طويلة من السلم والحب، تشتعل فيها نار الفتنة التي يوقدها الذئب الماكر، لكن القصة تنتهي بالنهاية الحتمية لكل شر وليتحقق مبدا العدل والانصاف ومن يحفر حفرة لاخيه يقع فيها،و تجدر الاشارة اتلى ان العروض تكون في الفترات المسائية في العديد من المؤسسات الابتدائية المتواجدة عبر مدينة تيزي وزو وبدات منذ الاسبوع المنصرم لتمتد الى غاية ال24 من شهر فيفري المقبل ،على ان تعمم عملية عرض المسرحية الى بعض المدارس الابتدائية الكائنة حارج المناطق الحضرية في خطوة ايجابية نحو خلق جمهور مسرحي من نوع خاص،عن طريق استقطابه منذ الصغر.