أردوغان : نحن باقون في السلطة ! ** هكذا انتهى ليل الانقلاب التركي يلدرم يعلن إخماد التمرّد ويشكر الشعب والشرطة أشرقت شمس السبت في تركيا مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسط الآلاف من أنصاره في إسطنبول سيطرة الحكومة على الأوضاع في البلاد بالتزامن مع ظهور لقطات مصورة لجنود من الجيش على جسر البسفور يستسلمون بعد مشاركتهم في محاولة الانقلاب العسكري التي استمرت طوال الليل وسط فوضى من الاشتباكات المسلحة والاحتجاجات. ق.د/وكالات وبدأ الانقلاب بطائرات مقاتلة ومروحيات تحلق فوق أنقرة وقوات تتحرك لغلق الجسور فوق مضيق البوسفور في إسطنبول. كما أغلقت المطارات وانقطع الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت وتعطلت الاتصالات الهاتفية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن هناك محاولة تمرد ضد الديمقراطية والإرادة الشعبية.. ولن نسمح بذلك ولن نتنازل عن الديمقراطية أبداً متوعدا المجموعة التي وصفها بالصغيرة بدفع الثمن وذلك في الوقت الذي هزت فيه أصوات انفجارات وإطلاق النار أنقرةوإسطنبول خاصة حول المقرات الرسمية. بينما سيطرت قوات من الجيش على مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي. وأعلنت في بيان السيطرة على السلطة وفرض الأحكام العرفية وحظر التجول حتى عودة الاستقرار إلى البلاد واتهم البيان الحكومة بتقويض سيادة حكم القانون الديمقراطي والعلماني. وأفاد البيان بأن مجلسا للسلام سيدير شؤون البلاد. ولكن وزير الدفاع فكري إيشيك اعتبر أن هذا البيان عبارة عن قرصنة وتوعد بالتصدي للمسؤولين عن محاولة الانقلاب. بعدها ظهر أردوغان في اتصال فيديو عبر الهاتف على قناة CNN Turk ودعا الأتراك إلى الخروج للشارع للتصدي للجيش وقال أردوغان إن على الناس الخروج إلى الشارع لمواجهة الجيش وأن يقدموا لهم الإجابة وأضاف أن المسؤولين عن محاولة الانقلاب سيتلقون العقوبة المناسبة . وبالفعل استجاب آلاف الأتراك لدعوته ونزلوا للاحتجاج ضد محاولة الانقلاب في الشوارع وظهرت لقطات مصورة وهم يتصدون للدبابات وجنود يطلقون الرصاص في الهواء لتفريقهم. وتصاعدت حدة الفوضى وسط تقارير عن إغلاق مطار إسطنبول وتعليق الرحلات الجوية وإطلاق مروحية عسكرية النار على مقر المخابرات وإطلاق طائرة طراز (إف 16) النيران على مروحية عسكرية لتسقطها فوق أنقرة ومقتل 17 شرطيا في قصف للمشاركين في محاولة الانقلاب استهدف قيادة القوات الخاصة في أنقرة وإلقاء قنبلة على مبنى البرلمان. وأدان زعيم حزب الشعب التركي المعارض كمال كليجدار أوغلو محاولة الانقلاب قائلا: دولتنا عانت كثيرا من الانقلابات ولا بديل عن الديمقراطية وحرية الشعب كما نددت جماعة الزعيم المعارض فتح الله كولن الذي يعيش في الولاياتالمتحدة بمحاولة الانقلاب رغم اتهام نظام أردوغان للجماعة التي يصفها ب الكيان الموازي الإرهابي بأنها تقف وراء محاولة الانقلاب. أنقرة تتصدى للانقلاب وفي ظل استمرار المواجهات بين قوات الجيش التي حاولت الانقلاب من جهة والقوات الموالية لنظام أردوغان وأنصاره المتظاهرين من جهة أخرى أعلنت الاستخبارات التركية هزيمة الانقلاب و عودة الحياة إلى طبيعتها . كما أكدت الحكومة استعادة السيطرة على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية. واستأنفت قناة CNN Turk بثها بعد توقفه لفترة إثر دخول قوات من الجيش التي شاركت في محاولة الانقلاب إلى مقر القناة في مركز دوغان الإعلامي. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم: أطلب ممن قاموا بهذه المحاولة المجنونة العودة من منتصف الطريق بدون تعريض الأبرياء لأي ضرر وعودتهم قد تخفف من جرمهم الذي اقترفوه . فيما وصل أردوغان الذي كان يقضي عطلة على الساحل في مدينة مارماريس جوا إلى مطار اتاتورك في إسطنبول بعد أنباء عن انسحاب قوات الانقلاب من حول المطار. وأكد أردوغان أن قوات إنفاذ القانون بدأت اعتقال ضباط الجيش المشاركين في محاولة الانقلاب التي وصفها بأنها حركة خيانة وتوعد منفذيها بدفع ثمن باهظ جدا . ومع حلول نور الصباح أظهرت لقطات فيديو عشرات الجنود الذين شاركوا في محاولة الانقلاب وهم يستسلمون ويرفعون أيديهم في الهواء بينما ظهر أردوغان وسط الآلاف من أنصاره ليعلن انتهاء ليلة طويلة بفشل محاولة الانقلاب ويؤكد أن الحكومة مسيطرة لكنه حث أنصاره في الوقت نفسه على البقاء في الشوارع حتى عودة الوضع لطبيعته . ولم يتضح حجم القوات التي شاركت في محاولة الانقلاب ولكن مكتب الرئيس التركي أعلن اعتقال أكثر من 1500 عنصرا بالجيش بينهم جنرالات وقيادات كبيرة. كما أعلنت السلطات التركية عن مقتل 90 شخصا وإصابة أكثر من 1000 آخرين في مناطق متفرقة من أنحاء تركيا نتيجة الأحداث التي رافقت محاولة الانقلاب وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا. البلاد تحت السيطرة وفي الأثناء أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أمس السبت أن الوضع في البلاد بات تحت السيطرة وتوعد بمحاسبة الانقلابيين داعيا الشعب للبقاء في الشوارع درءا لأي محاولة تمرد جديدة. وقال يلدرم في مؤتمر صحفي هو الأول من نوعه منذ الانقلاب العسكري الليلة الماضية إن ما حدث كان محاولة من قبل هيكل مواز في القوات المسلحة وإنه أظهر أن لتركيا تجربة كبيرة مع الديمقراطية. ودعا رئيس الوزراء الشعب التركي للاحتشاد في الميادين والشوارع في المدن والبلدات الليلة رافعًا الأعلام معربا عن شكره للشعب الذي قال إنه هو الذي أحبط المحاولة الانقلابية وإن إرادة الشعب أقوى من أي إرادة أخرى. وشدد يلدرم على أن الأمور لم تنته بعد وأن الذي انتهى هو المرحلة الأولى مما حدث موضحا أنه تمت السيطرة والقبض على من وصفهم بمن يشكلون العمود الفقري للعملية الانقلابية وكبار مدربيها متوعدا باتخاذ كل الإجراءات ضد من حاولوا النيل من أمتنا . ولفت إلى أن الأحداث أسفرت عن مقتل 161 وإصابة 1440 مقابل نحو 20 قتيلا و30 مصابا من الانقلابيين. وأكد يلدرم أن حملة الاعتقالات بحق المشاركين في الانقلاب ما زالت مستمرة مشيرا إلى أنه تم اعتقال 2839 عسكريا بينهم ذوو رتب رفيعة لكنه عاد وأكد أن جميع الانقلابيين جردوا من رتبهم واصفا إياهم بالخونة. ولدى سؤاله عن احتمال اللجوء إلى عقوبة الإعدام بحق المتورطين في المحاولة الانقلابية قال يلدرم إن هذه العقوبة ليست واردة في الدستور لكن البرلمان سيبحث إجراء تغييرات لضمان عدم تكرار ما حدث. وفي ظل الاتهامات لزعيم الكيان الموازي فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية دعا يلدرم واشنطن إلى تسليمه للسلطات التركية مؤكدا أن أي بلد يدعمه لن يكون صديقا أو حليفا لتركيا. الرئاسة التركية تحذر من محاولة تمرد ثانية دعت رئاسة الجمهورية التركية أمس السبت المواطنين إلى الاستمرار في البقاء في الشوراع والميادين مؤكدة أن الأمور لم تستقر بعد إثر المحاولة الانقلابية التي قادها عدد من ضباط الجيش. وغردت الرئاسة عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر : مهما كانت المرحلة التي وصلت لها الحركة الانقلابية علينا الاستمرار في الوجود في الشوارع هذه الليلة أيضاً لأنه من الممكن أن تحدث أي حركة أخرى في أي وقت . وقال مسؤول تركي إن العمليات التي تهدف لاستعادة السيطرة على مقرات القوات المسلحة في أنقرة ما تزال مستمرة. وأضاف أن القوات الخاصة في الشرطة بالإضافة لقوات الجيش تؤمن محيط المقرات. وأضاف: أطلق ضابط جيش أعيرة نارية من داخل أحد المباني صباح اليوم . في غضون ذلك تم اعتقال عدد من الجنرالات الانقلابيين ومنهم الجنرال نجات أتيللا الذي تم احتجازه في مديرية أمن ولاية مرسين. وكذلك تم اعتقال الجنرال ممدوح حقبيلان قائد هيئة أركان جيش بحر إيجة في الجيش التركي في مدينة إزمير والذي يشرف على القوات العسكرية التركية المتواجدة في قبرص التركية. وتم إبعاد 29 عقيدا وخمسة جنرالات في الجيش من قبل وزير الداخلية التركي إفكان آلا. وكذلك تم إبعاد قائد قوات خفر السواحل التركية الجنرال حاقان أوستم. ............. غولن وحركته ينفيان تورطهما نفت الحركة التي يقودها الداعية فتح الله غولن من مقرها في الولاياتالمتحدة تورطها في المحاولة الانقلابية أمس الجمعة ضد الرئيس التركي طيب رجب طيب أردوغان. وقال التحالف من أجل القيم المشتركة الذي يتزعمه غولن الخصم اللدود لأردوغان ندين أي تدخل عسكري في السياسة الداخلية لتركيا . وأضاف البيان أن تصريحات الدوائر المؤيدة لأردوغان بشأن الحركة غير مسؤولة تماما . وكان أردوغان قد اتهم الداعية -المقيم منذ 1999 في منطقة جبلية بولاية بنسلفانيا شمال شرق الولاياتالمتحدة- بالوقوف خلف الانقلاب. وأعلن الرئيس التركي أنه انقلاب شاركت فيه أيضا الدولة الموازية في إشارة إلى حركة غولن. وندد غولن (75 عاما) في بيان مقتضب منتصف ليل الجمعة بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب. وقال من المسيء كثيرا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة مضيفا أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات . وتابع غولن في بيان من فقرتين أندد بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب العسكري في تركيا مؤكدا أنه ينبغي الفوز بالحكم من خلال عملية انتخابية حرة وعادلة . وجاء في البيان أدعو الله من أجل تركيا من أجل المواطنين الأتراك ومن أجل جميع الموجودين حاليا في تركيا أن تتم تسوية هذا الوضع بصورة سلمية وسريعة . وغولن حليف سابق لأردوغان ويدير من الولاياتالمتحدة شبكة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والشركات تحت اسم خدمة وقد أصبح الخصم الأول للرئيس أردوغان منذ فضيحة فساد كشفت أواخر عام 2013. ومنذئذ يتهم أردوغان غولن بإنشاء دولة موازية للإطاحة به وهو ما ينفيه أنصار الداعية.