بعد 3 أيام من إحباط قلب النظام بتركيا ** كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكثير من التفاصيل عن محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها عناصر من الجيش التركي ووصف أردوغان محاولة الانقلاب هذه ب(جريمة خيانة واضحة). ق. د/وكالات قال أردوغان إنه كان في إجازة رفقة زوجته وصهره وأحفاده في مرمريس عندما تلقى أنباء عن نوع من التحركات في إسطنبولوأنقرة ومدن أخرى إذ وجهت له نصيحة بالانتقال بطائرة إلى مكان أكثر أمنا. وتابع أردوغان في مقابلته مع سي إن إن بأنه بينما كان على متن الطائرة سيطر الجنود الانقلابيون على برج المراقبة الجوية في مطار أتاتورك بإسطنبول وأطفؤوا الشريط الضوئي الذي يحدد مهبط الطائرات فقرر إلى جانب الطيار الهبوط باستخدام أجهزة إنارة الطائرة فقط قبل أن يستعيد جنود موالون له السيطرة على برج المراقبة لتتمكن الطائرة من الهبوط. واستطرد قائلا: فور هبوطنا حلقت طائرات إف-16 فوقنا وبصورة قريبة من الأرض مشيرا إلى أن الطائرات كانت تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت. وفي تعليقه على المطالبات بإعدام المتورطين في الانقلاب قال الرئيس التركي: هناك جريمة خيانة واضحة والطلب (إلحاق عقوبة الإعدام) لا يمكن أبدا أن يتم رفضه من قبل حكومتنا ولكن بطبيعة الحال سيتطلب الأمر قرارا برلمانيا وبعد ذلك -وبصفتي رئيسا للبلاد- سأوافق على أي قرار يصدر عن البرلمان. وتابع: الآن لدى الناس فكرة بعد العديد من الأحداث الإرهابية بأن الإرهابيين لا بد من قتلهم ولا يرون أي نتيجة أخرى مثل السجن المؤبد لماذا علينا إبقاؤهم وإطعامهم في السجون على مدى سنوات مقبلة؟ يريدون (الناس) نهاية سريعة لأن الناس فقدوا أطفالا ثماني سنوات وشبابا بعمر 15 سنة و20 عاما في هذه الأحداث هناك أمهات وآباء حزينون ويعانون والناس يمرون بأوقات حساسة وعلينا التعامل بطريقة حساسة للغاية. وبخصوص تسليم رجل الدين التركي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب قال أردوغان: لدينا اتفاقية مشتركة لتسليم المجرمين والآن نطلب تسليم شخص.. أنت شريكي الاستراتيجي إن طلبت ذلك فسأستجيب والآن طلبنا ذلك ولا بد أن يكون هناك تبادل في مثل هذه الأمور. وفسر الرئيس التركي قطع الكهرباء عن قاعدة انجرليك الجوية جنوبي البلاد التي تستخدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية في عملياتها الجوية ضد تنظيم الدولة بكونه تكتيكا طبيعيا لمنع تحليق أي طائرة يمكن أن تكون تحت سيطرة الانقلابيين الذين وصفهم بالإرهابيين. ونفى أردوغان أن يكون استغل حدث محاولة الانقلاب لشن حملة ضد خصومه مشددا على أنه وحكومته سيقومون ب(الأمر الصحيح) وأن شخصا ظالما لا يمكنه الحصول على 52 في المئة من الأصوات في إشارة إلى فوزه بانتخابات العام 2014. حقائق جديدة وفي السياق كشفت الاستخبارات التركية خطة الانقلاب الفاشل قبل ساعات من تنفيذها مما حدا بمدبريها لتقديم موعدها بحوالي ست ساعات وفق مصادر استخبارية تركية. وقالت المصادر إن الاستخبارات حصلت عصر الجمعة على معلومات بشأن المحاولة الانقلابية التي بدأ تنفيذها التاسعة من مساء نفس اليوم بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينيتش) واستمرت حتى صباح اليوم التالي. وأضافت أنه بناء على تلك المعلومات عقد رئيس الاستخبارات هاكان فيدان اجتماعا سريا مع رئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكاروالرئيس الثاني بالهيئة قائد القوات البرية يشار غولار. وتابعت المصادر أن جهاز الاستخبارات حذر السلطات المختصة بوجود محاولة انقلاب بعدما تلقى المعلومات المتعلقة بخطة الانقلاب بالرابعة من عصر الجمعة. وفي الرابعة والنصف عصرا أبلغ فيدان غولار بوجود تحركات داخل الجيش التركي. وفي الخامسة والنصف عصرا توجه نائب رئيس جهاز الاستخبارات لمقر هيئة الأركان العامة وأمد غولار بتفاصيل خطة الانقلاب. وفي الساعة السادسة توجه فيدان إلى مقر هيئة الأركان العامة وعقد اجتماعا سريا مع قائد القوات البرية ناقشا خلاله اتخاذ تدابير ضد الانقلاب. ووفق المصادر الاستخبارية نفسها فإنه في السادسة والنصف من مساء الجمعة عقب الاجتماع السري بين فيدان وغولار أصدر رئيس هيئة الأركان العامة تعليمات لكافة الوحدات بالجيش بإغلاق المجال الجوي كاملا أمام حركة الطيران وعدم إقلاع الطائرات العسكرية بأي شكل من الأشكال ومنع تحرك الوحدات والدبابات. وفي نفس الوقت تم إرسال قائد القوات البرية إلى مدرسة الطيران التابعة للقوات البرية لتفتيش أنشطتها. وقالت المصادر الاستخبارية التركية إن محاولة الانقلاب انطلقت رسميا بالتاسعة من مساء الجمعة بعدما كان من المقرر أن يبدأ بالثالثة من فجر السبت. ومع بدء تنفيذ المحاولة احتجز الانقلابيون رئيس هيئة الأركان العامة (أكار) وقائد القوات البرية (غولار) في مقر هيئة الأركان بالعاصمة أنقرة وتم تحرير أكار في اليوم التالي..