أردوغان يواصل حربه على الانقلابيين في الداخل والخارج البنتاغون متهم بالمشاركة بانقلاب تركيا نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تورط مسؤولين عسكريين أميركيين في محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في وقت أطلقت السلطات سراح مئات الجنود الذين اعتقلوا إثر المحاولة. وقال بيتر كوك الناطق باسم (البنتاغون) إن التقارير التي تشير إلى أن قائد القيادة الوسطى بالجيش الأميركي جوزيف فوتيل دعم عسكريين أتراكاً خلال محاولة الانقلاب هي تقارير غير صحيحة. وأوضح كوك في الموجز اليومي للبنتاغون: على جميع مستويات القيادة بجيشنا نحن على تواصل مستمر مع نظرائنا الأتراك وكما قال الجنرال فوتيل في منتدى آسبن الأمني في كولورادو فإن تركيا لطالما كانت شريكاً مهماً وأي تقارير تقترح أنه (فوتيل) عبّر عن دعمه بأي صورة من الصور لأعمال ضباط بالجيش التركي ممن نفذوا عمليات عسكرية غير قانونية ضد الحكومة التركية غير صحيح. وأضاف أن الولاياتالمتحدة دانت مراراً محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومستمرة بتقديم كل الدعم للحكومة التركية المدنية المنتخبة ومؤسسات الدولة الديمقراطية. وكان فوتيل قال يوم الخميس الماضي: كانت لنا علاقات طيبة بالتأكيد مع عدد كبير من القادة الأتراك وخصوصاً العسكريين منهم وأنا أشعر بقلق بشأن تأثير (المحاولة الانقلابية) على هذه العلاقات مستقبلاً. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقد ما تناقلته تقارير على لسان فوتيل ومدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر حول عمليات التطهير في الجيش التركي وتأثيرها على مواجهة تنظيم داعش ومستوى التعاون العسكري بين واشنطن وأنقرة داعياً فوتيل إلى تقديم الشكر لتركيا قائلاً (عليك أن تقدم الشكر باسم الديمقراطية لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين عوضاً عن الاصطفاف بجانبهم لا سيما أنَّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك ويتلقى الدعم منكم). وأعلن الرئيس التركي عزمه التنازل عن كافة القضايا المرفوعة ضد أفراد اتهموا بإهانته وقال إنه اتخذ قراره هذا بعد أن ألهمه تلاحم الشعب التركي عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد. وكانت السلطات قد وافقت على قرابة ألفي دعوى قضائية بشأن اتهامات بالإساءة إلى اردوغان خلال العامين الماضيين. وقال أردوغان إنه يسحب كافة الدعاوى بحق كل من أساء لشخصه موضحاً أن العفو لمرة واحدة فقط. إطلاق سراح في غضون ذلك أطلقت محكمة في إسطنبول سراح مئات الجنود المجندين الذين اعتقلوا في إطار التحقيق في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في 15 جويلية الجاري. وطلب وكلاء النيابة الذين يعملون في مكتب رئيس الادعاء العام في إسطنبول إطلاق سراح 758 من أصل 989 مجند وذلك بعد أخذ شهاداتهم. وقضت إحدى محاكم إسطنبول بالإفراج عن هؤلاء الجنود على أساس أن اعتقالهم لم يعد ضرورياً وأنهم لم يشكلوا خطراً. ومن بين من أطلق سراحهم طلاب في الكليات العسكرية. المخابرات ورئاسة الأركان تحت سلطة أردوغان في الأثناء قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إغلاق كل المدارس_الحربية في البلاد وفتح جامعة عسكرية جديدة تخصص لتخريج الضباط وذلك بعد أسبوعين من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي استهدفت الإطاحة به. وقال أردوغان في مقابلة مع قناة (أخبر) التلفزيونية إن المدارس العسكرية ستغلق وسيتم استحداث جامعة وطنية. وأكد أنه يريد وضع وكالة الاستخبارات ورئاسة أركان الجيش تحت سلطته المباشرة. وفي هذا السياق قال: سنجري إصلاحا دستوريا بسيطا (في البرلمان) يضع وكالة الاستخبارات الوطنية ورئاسة الأركان تحت سلطة الرئاسة. ووصف الرئيس التركي فتح الله غولن رجل الدين المقيم في أميركا والذي تتهمه تركيا بتدبير انقلاب فاشل هذا الشهر بأنه أداة يدعمها عقل مدبر في إشارة إلى وجود قوى أكبر وراء محاولة الانقلاب. وعادة ما يشير أردوغان في خطاباته إلى الغرب بصفة عامة والولاياتالمتحدة بصفة خاصة عندما يستخدم كلمة عقل مدبر. ونفى غولن الذي يعيش منذ أعوام في منفى اختياري بالولاياتالمتحدة صلته بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي تمت عشية 15 جويلية الجاري. وكثرت نظريات المؤامرة في تركيا بعد محاولة الانقلاب. وقالت صحيفة موالية للحكومة إن الانقلاب مولته المخابرات المركزية الأميركية (سي آي ايه) وأداره جنرال أميركي متقاعد باستخدام هاتف خلوي في أفغانستان. ونفت الولاياتالمتحدة أي صلة لها بمحاولة الانقلاب الفاشلة أو أي علم مسبق بها. الكشف عن آلاف الانقلابيين وفي غضون ذلك نقل التلفزيون التركي عن مسؤول بارز السبت أن السلطات رصدت رسائل مشفرة أرسلها أتباع المعارض فتح الله غولن قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف الشهر الجاري ما أتاح للأجهزة الأمنية معرفة أسماء نحو أربعين ألفا من أتباع غولن بينما أفرج عن مئات المتهمين بالتورط في الانقلاب. وصرح المسؤول التركي بأن جهاز الاستخبارات القومي التركي بدأ بفك شفرة الرسائل التي أرسلت عبر تطبيق بايلوك في ماي من العام الماضي ما مكنه من معرفة أسماء نحو 40 ألفا من أتباع غولن بينهم ستمئة من كبار قادة الجيش. وأضاف أن أتباع غولن استخدموا تطبيقات الرسائل المشفرة للتواصل بشكل سري منذ أواخر 2013 وأنهم بدؤوا باستخدام تطبيق بايلوك في 2014 ثم تحولوا إلى استخدام تطبيق آخر عندما أدركوا أنه تم اعتراض التطبيق حيث سبق الكشف عن تواصل الانقلابيين لحظة محاولة الانقلاب عبر تطبيق واتساب. في سياق متصل قالت وكالة الأناضول إن 17 صحفيا سُجنوا من أصل 21 مثلوا أمام محكمة إسطنبول حيث وجه إليهم القضاة تهمة إقامة صلة محتملة مع منظمة إرهابية. كما ذكرت وسائل إعلام رسمية تركية أنه أفرج عن 758 عسكريا مساء الجمعة بينهم 62 طالبا في أكاديمية إسطنبول بعضهم دون سن العشرين. وبلغ عدد المحبوسين بموجب قرارات قضائية على خلفية محاولة الانقلاب 12096 شخصا منهم 1446 قاضيا و768 مدعيا عاما و155 جنرالا و4185 ضابطا وضابط صف حسب مصادر رسمية.