نفى البيت الأبيض الأمريكي، مساء الجمعة، أي علاقة له بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا قبل أسبوعين، وذلك على خلفية اتهامات وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجنرال أمريكي كبير بدعم الانقلابيين، مضيفا أنّ تلك ”الاتهامات عارية تماما عن الصحة”. وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض، إيريك شولتز، في بيان صحفي، إنه لا توجد أي أدلة تثبت مزاعم الرئيس التركي بتورط قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) الجنرال جوزيف فوتيل، في دعم محاولة الانقلاب الفاشلة. وأضاف أن ”الرئيس باراك أوباما قالها بشكل واضح أن الولاياتالمتحدة لا علاقة لها إطلاقا بمحاولة الانقلاب وأنها لم تكن تعرف بتلك المحاولة قبل حدوثها وكل ما يقال غير ذلك مغلوط تماما”. وقال أن شغل الرئيس أوباما الشاغل هو العودة إلى الممارسات الطبيعية والمؤسسات الديمقراطية فقط. وأوضح أن الولاياتالمتحدة كانت من أوائل الدول التي أدانت محاولة الانقلاب ودعمت الحكومة المنتخبة في تركيا. ومن جهته، أكّد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزف فوتيل، أن الاتهامات التي وجهها إليه أردوغان بالانحياز للانقلابيين غير صحيحة. وقال الجنرال الأمريكي في بيان إن ”أي معلومات تفيد أنه كانت لي أي صلة بالمحاولة الانقلابية في تركيا خاطئة تماما”. وأضاف فوتيل أن ”تركيا شريك استثنائي وحيوي في المنطقة منذ سنوات ونقدر التعاون المتواصل مع تركيا ويسرنا أن نواصل شراكتنا ضد مجموعة داعش”. وكان الرئيس التركي اتهم في وقت سابق من يوم الخميس الجنرال جوزيف فوتيل بالانحياز للانقلابيين، بدعم محاولة الانقلاب التي جرت في بلاده منتصف جويلية الجاري، كما اتهم واشنطن بإيواء من يسميه ”قائد محاولة الانقلاب”، في إشارة إلى فتح الله غولن المقيم على الأراضي الأمريكية. وجاءت اتهامات أردوغان على خلفية تصريحات أدلى بها فوتيل والتي أبدى فيها خشيته من عواقب حملات التطهير التي تجريها السلطات في البلاد على العلاقات أنقرة مع واشنطن. وقال أردوغان ”أنتم تنحازون إلى طرف الانقلابيين عوض الدفاع عن بلد أفشل محاولة الانقلاب”. وأضاف أن ”من دبر الانقلاب يقيم في بلدكم وأنتم تطعمونه”. وفي السياق، أعلن قيادي بارز بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أن سلطات بلاده تحقق في احتمال تورط القيادي المفصول عن حركة فتح محمد دحلان، في محاولة الانقلاب الأخيرة. وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية بسراييفو، هناك شبهات قوية بشأن تورط دحلان المقيم في الإمارات حاليا، والذي يشغل حاليا منصب مستشار لدى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ويحمل جواز سفر الجبل الأسود وصربيا، في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا. وقال المركز البحثي إن دحلان الذي تربطه صداقة بالسلطات الحاكمة في الجبل الأسود وصربيا، نقل عن القيادي بحزب العدالة والتنمية التركي، أحمد فارول، قوله إن هناك صلات وطيدة بين دحلان وأنصار فتح الله غولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب في تركيا. وأضاف فارول أن السلطات التركية ”تواصل تحقيقاتها في تورط دحلان بالمحاولة الانقلابية، ونحن لن تتردد في معاقبة ومحاسبة أولئك الذين تورطوا في إيذاء بلدنا”. ووفق المركز البحثي، فإن دحلان وزوجته حصلا على جنسية الجبل الأسود في عام 2010، كما حصل القيادي المفصول عن فتح على جنسية ”صربيا” في عام 2013، واستطاع استغلال علاقاته بالمسؤولين في صربيا في إنهاء العديد من الصفقات التجارية لصالح الإمارات، وولي عهدها محمد بن زايد. وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر في الجيش، حاولوا خلالها قطع حركة المرور وإغلاق الجسرين الرابطين بين شطري مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفي الوقت نفسه حلقت مقاتلات على علو منخفض فوق سماء العاصمة أنقرة. وأكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم انها ”محاولة غير شرعية” تقوم بها ”مجموعة” داخل الجيش التركي وتوعد بانهم سيدفعون ”الثمن باهظا”. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه المطار والبرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب وسرّع في إفشال الانقلاب بعد 6 ساعات من بدايتها. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان متوسطا حشدا من أنصاره في إسطنبول، الذين توافدوا بالمئات إلى الشوارع استجابة لندائه، عن ”فشل الانقلاب على السلطة الشرعية في تركيا”، مؤكدا على بقاء أنصاره في الشوارع والميادين حتى نهاية شبح الانقلاب.