رغم تواجد عدد لا بأس به من المصانع ببلدية كاب جنات الواقعة شرق عاصمة بومرداس، إلا أن شباب المنطقة يعاني من مشاكل البطالة التي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، وما زاد الطين بلة هو غياب المرافق الترفيهية والثقافية ليعيشوا بعدها فراغا قاتلا على مدار السنة. وقد أرجع شباب المنطقة سبب ارتفاع نسبة البطالة إلى تفضيل أصحاب المصانع تشغيل الشباب الوافد من البلديات المجاورة وهو ما أكده عدد من شباب البلدية الذين اشتكوا حرمانهم من التشغيل وضيق آفاق المستقبل. فالحياة اليومية حسبهم أصبحت مزرية جدا نتيجة الروتين والملل والاستسلام للفراغ، وأمام هذا المشكل القاتل لم يخف الشباب العاطل عن العمل تذمره اتجاه السلطات المحلية، مؤكدين أنها لم تنظر إلى مشكلتهم خاصة إلى ملفات طلب الشغل التي أودعوها لدى البلدية منذ أزيد من عامين، ومع ذلك ينتهج المسؤولون سياسة الصمت والتجاهل في حقهم، ولا شيء في الأفق يؤشر على أنها ستتكفل بانشغالاتهم في الغد أو بعده. ومن خلال هذا الإهمال الذي تعاني منه فئة الشباب لمسنا حالة غضب واستياء ناجمة عن احتضان بعض المصانع التي تمتلكها البلدية للشباب الوافد من بلديات أخرى دون أبناء كاب جنات. وعموما فإن حالة الفراغ التي يعيشها المئات من الشباب جعلت منهم هدفا للقيل والقال ومحل ارتياب أعوان الأمن، خاصة بعد اتباع البعض منهم طريق الكحول والمخدرات من جهة، ومن جهة أخرى هناك من اختار سكة الهروب إلى الضفة الأخرى. فانشغالات الشباب لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يثير أغلبهم مسألة ضيق الأفق والفضاء في كاب جنات، نتيجة غياب المرافق الترفيهية والثقافية والرياضية، فالمركز الثقافي بالنسبة إليهم هيكل بدون روح، ونفس الشيء بالنسبة للقاعة متعددة الرياضات، فرغم المبالغ المالية التي أنفقت من أجل إنجازها، إلا أنه وبعد سنوات من إنهاء الأشغال بها لا تزال تعاني من نقص الوسائل والمعدات. للإشارة فقد أكد العديد من شباب المنطقة أن انشغالاتهم قد طرحت على السلطات المحلية في العديد من المرات، وقد كانت تعدهم بالحلول، غير أن الحال بقي كما هو دون تغيير. وبقي إلى جانب ذلك المشروع الضخم الذي استفادت منه بلدية كاب جنات والمتمثل في مشروع إنجاز ميناء الذي من المنتظر أن يحل مشاكل الشباب بتوفير ما يزيد عن مليون منصب عمل غير مجسد على أرض الواقع.