تم بثه مجانا لجميع دول العالم حفل افتتاح ألعاب ريو 2016 يدعو لإنقاذ الغابات كشفت البرازيل فجر أمس السبت عن رؤية لغاباتها المطيرة الشاسعة والطاقة الإبداعية لسكانها المتنوعين في مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو على أنغام موسيقى السامبا وبوسا نوفا. وفي دولة تعاني من تفاوت اقتصادي احتفت مراسم الافتتاح بثقافة المناطق العشوائية التي تطل على شواطئ ريو الشهيرة وتحيط بملعب ماراكانا الشهير الذي استضاف الافتتاح. على عكس مراسم افتتاح بكين 2008 ولندن 2012 لم يكن أمام البرازيل التي تواجه متاعب مالية الكثير من الخيارات إلا تقديم عرض لا يعتمد على الكثير من التكنولوجيا ويعول بشدة على تقاليد المهرجانات البرازيلية. واجتذب الافتتاح نجوما نشأوا في البرازيل مثل عارضة الأزياء جيسيل بونتشن التي سارت عبر الرمال على أنغام موسيقى بوسا نوفا وباولينيو دا فيولا وهو مغني سامبا شهير قام بغناء النشيد الوطني ولم يحصل أي من النجوم على أجر. وتناقض الافتتاح المبهج لأول أولمبياد في أمريكا الجنوبية مع أشهر من الاضطرابات والفوضى ليس فقط في تنظيم الألعاب الأولمبية لكن في كافة أرجاء البرازيل التي تواجه أسوأ ركود اقتصادي في عقود وأزمة سياسية عميقة. بدأ الحفل عن طريق إظهار بداية الحياة نفسها في البرازيل والسكان الذين تشكلوا في الغابات الشاسعة وشيدوا أكواخهم المعروفة باسم (اوكاس) وجاء البرتغاليون إلى الشواطئ في قوارب وتوافد العبيد الأفارقة وانتشروا معا في الغابات ليشكلوا نواة البرازيل الحديثة. وتشكلت المدن الضخمة في البرازيل في عرض باهر بالفيديو إذ قفز أشخاص بحركات بهلوانية من سقف إلى سقف في المباني الناشئة ثم إلى المناطق العشوائية التي كانت في قلب مراسم الافتتاح. ومن المناطق العشوائية جاءت موسيقى الفانك البرازيلية - وهي ايقاعات تعود للقرن 20 - وغنت على أنغامها النجمتان كارول كونكا وإم.سي صوفيا. لقطات من حفل الافتتاح * حضر الرئيس المؤقت ميشيل تامر مراسم افتتاح الأولمبياد بجانب عشرات رؤساء الدول والحكومات. وتولى تامر المهمة خلفا للرئيسة الموقوفة ديلما روسيف التي تواجه مساءلة قانونية وكتبت على تويتر أنها حزينة لعدم وجودها في الحفل. * أثارت تكلفة استضافة الأولمبياد البالغة 12 مليار دولار غضب كثيرين في بلد يبلغ تعداد سكانه 200 مليون نسمة خاصة في ريو حيث يستطيع قليلون فقط رؤية فوائد الحدث الضخم أو حضور المنافسات. * استخدمت الشرطة قنابل الصوت ضد مئات المحتجين على الأولمبياد بالقرب من الاستاد واصطفت الدبابات في الشوارع وواجه 50 ألف شخص حضروا الافتتاح طوابير استمرت لساعتين مع قيام البرازيل بأكبر عملية أمنية في تاريخها. * حرص الأشخاص الذين أشرفوا على مراسم الافتتاح على تقديم عرض لا يزعج دولة في ضائقة اقتصادية لكن يظهر الطبيعة المبهجة الشهيرة للبرازيليين. * قبل دخول آلاف الرياضيين المنافسين في الألعاب أفسحت الإيقاعات المرحة المجال لرسالة رصينة حول تغير المناخ والقطع الجائر للأشجار في غابات الأمازون. * طلب من كل رياضي وضع بذور نباتات ستنمو إلى أشجار في النهاية وسيتم زراعتها في غابة الرياضيين في ريو في غضون سنوات. أشاد بمنظمي ريو توماس باخ وجّه رسالة خاصة للاجئين ألقى الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلمة خلال حفل افتتاح أولمبياد ريو دي ركز خلالها على عمل اللجنة المنظمة ووجه رسالة خاصة إلى فريق اللاجئين الأولمبي الذي يمثل اللاجئين في كل أنحاء العالم. ووجّه توماس باخ التحية في البداية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكارلوس نوزمان رئيس اللجنة الأولمبية البرازيلية رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وكل الحضور من أنحاء العالم. وقال باخ: هذا هو وقت الاستمتاع لكل العالم إنها أول دورة ألعاب أولمبية في أمريكا الجنوبية اللجنة التنظيمية والسلطات وكل البرازيليين يمكنهم الشعور بالفخر الليلة أنجزتم في 7 سنوات فقط ما حلمت به كل الأجيال السابقة وحولتم المدينة الجميلة ريو دي جانيرو إلى مدينة أكثر جمالا. وأضاف: إعجابنا بكم أكثر الآن لأنكم حققتم ذلك في وقت صعب من تاريخ البرازيل كلنا نؤمن بكم شغفكم بالرياضة وطريقة حياتكم تلهمنا.. شكرا لكل المتطوعين نحن نعيش في عالمنا هذا أزمات وحالات من قلة الثقة والخوف. لكن الرد على كل ذلك يأتي هنا هنا الآلاف من أفضل الرياضيين في العالم يتنافسون ويعيشون السلم والأمل في قرية أولمبية يقتسمون فيها الأحلام والطموحات. وتابع: في هذا الأولمبياد يوجد عالم يوحد الجميع الكل فيه متساوون في هذا العالم الأولمبي نرى أن قيم الإنسانية هي أقوى من أي قوة تريد تقسيم الإنسانية.. أدعو كل الرياضيين باحترام بعضهم البعض واحترام القيم الأولمبية التي تجعل الألعاب الأولمبية حالة منفردة في العالم. ووجه رسالة خاصة لفريق اللاجئين الذي يضم عشرة رياضيين ويشارك للمرة الأولى في الأولمبياد قائلاً: باحترام كبير نرحب بكل اللاجئين من خلال فريق اللاجئين الأولمبي. أيها الأعزاء نحن نبعث برسالة إلى ملايين اللاجئين في العالم غادرتم منازلكم بسبب ظروف قاسية من جوع أو حرب أو اختلاف والآن أنتم تقدمون الكثير من خلال روحكم الإنسانية. وأضاف (في العالم الأولمبي نرحب بكم كإثراء لوحدتنا وتنوعنا هناك الملايين من البشر في كافة أرجاء العالم يساهمون في صناعة عالم أفضل من خلال الرياضة). الصبي غوميز يدخل التاريخ الأولمبي بعد دقائق من إيقاد المرجل الأولمبي على ملعب (ماراكانا) العريق في مدينة ريو دي جانيرو إيذانا ببدء الفعاليات رسميا في دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها المدينة حتى 21 أوت الحالي شهدت منطقة الميناء بنفس المدينة إيقاد المرجل الأولمبي الثاني. وبعد إيقاد المرجل الأولمبي في ماراكانا غادرت الشعلة الأولمبية الإستاد الأسطوري إلى الساحة الموجود أمام قصر (بيوس الثاني عشر) والتي تعرف أحيانا باسم (إسبلاندا دي لا كانديلاريا). وهناك كان في انتظارها الصبي الصغير جورجي جوميز 14 عاما حيث أوقد المرجل الأولمبي الثاني الذي سيظل بوسط المدينة خلال فترة الأولمبياد حتى 21 أوت الحالي وأيضا خلال فترة الدورة البارالمبية التي تستضيفها ريو من السابع إلى 18 سبتمبر المقبل. شعلة الأولمبياد ترد الاعتبار للبرازيلي دي ليما تولى العداء البرازيلي فاندرلي دي ليما إيقاد شعلة الأولمبياد في ملعب (ماراكانا) حيث كان آخر حاملي الشعلة الأولمبية خلال حفل افتتاح أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. وكان قيام عداء الماراثون البرازيلي فاندرلي دي ليما بإيقاد الشعلة الأولمبية أخيرا مساء الجمعة بمثابة رد اعتبار له بعد حرمانه من الميدالية الذهبية في أولمبياد أثينا 2004. وفقد دي ليما فرصة التتويج بذهبية سباق الماراثون في أولمبياد أثينا 2004 إثر تعرضه لهجوم من قبل المشجع الإيرلندي كورنليوس هوران الذي قفز إلى مضمار السباق ودفعه إلى خارج مسار السباق وأنهى السباق في المركز الثالث حينذاك ليفوز بالميدالية البرونزية خلف الإيطالي ستيفانو بالديني والأمريكي مبراتوم كليزيجي. وكان دي ليما مرشحا دائما لإيقاد المرجل الأولمبي وزادت فرصته حينما أعلن أيقونة كرة القدم بيليه أنه لن يحضر حفل افتتاح الأولمبياد بسبب مشاكل صحية. وانضم يي ليما إلى قائمة الأساطير الذين أضاءوا الشعلة الأولمبية مثل أسطورة الملاكمة الراحل محمد علي كلاي والعداءة الأسترالية كاثي فريمان اللذان أضاءا المرجل الأولمبي في أولمبياد أطلانطا 1996 وسيدني 2000. البعثة الروسية تقابل صافرات الاستهجان بالابتسامات بابتسامة تعلو الوجوه وبقيادة لاعب الكرة الطائرة سيرجي تيتيوخين دخلت البعثة الروسية إلى أرض ملعب ماراكانا العريق وجاء ذلك رغم الاستقبال الفاتر لدى دخول البعثة إلى أرض الملعب حيث شهد مزيجا من التصفيق وصيحات الاستهجان من قبل الحضور. ولكن هذه الإيقافات لم تؤثر على ابتسامة أفراد البعثة خلال دخولهم إلى استاد ماراكانا بل إن بعض أفراد البعثة حرص على تصوير هذه اللحظات عبر هاتفه الجوال. الشرطة تطلق قنابل مسيلة للدموع لتفريق احتجاج في ريو أظهرت لقطات تلفزيونية قيام شرطة مكافحة الشغب البرازيلية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت لتفريق احتجاج محدود بالقرب من ملعب ماراكانا الذي استضاف حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية. وقال شاهد عيان إن الاحتجاج الذي شارك فيه المئات جاء اعتراضًا على الفساد والإسراف في الإنفاق على الألعاب الأولمبية التي تقام خلال أسوأ ركود اقتصادي في البرازيل منذ عقود.