بعيدا عن الأضواء، يواصل رياضيو الفيات فوداو تألقهم على الصعيد العالمي، فبعد بروزهم اللافت للانتباه في البطولة العالمية التي جرت عام 2006 بالجزائر بانتزاعهم التاج العالمي، أكدوا جدارتهم وأحقيّتهم بهذا التاج من خلال حصدهم على الكثير من الميداليات الذهبية في جميع الدورات الدولية، ولم يكتف رياضو الجزائر بحصدهم الذهب، بل فرضوا وجودهم في البطولة العالمية التي جرت خلال الصائفة الماضية بألماينا، حيث حلّ المنتخب الوطني في الصف الثاني، متفوقا على أقوى وأعلى المنتخبات العالمية منها إسبانيا وفرنسا وانجلترا واليابان والصين، وينتظر أن يجسد رياضو الجزائر في هاته الرياضة قوتهم على الصعيد القاري من خلال مشاركتهم المنتظرة في البطولة الإفريقية المنتظر أن تقام نهاية هذا العام ببوركينا فاسو· من بين الرياضيين البارزين الذين يصنعون مجد رياضة الفو فينام فيات فوداو نجد الرياضي صابر قندوزي، نائب بطل العالم وأحد الوجوه التي تعمل في الخفاء، حيث يشرف على تدريب اتحاد بلدية خميس الخشنة· أخبار اليوم التقت هذا الرياضي، وأجرينا معه الحوار التالي بخصوص مستقبل هاته الرياضة في الجزائر وكيف تمكنت من مزاحمة أقوى المنتخبات العالمية· *** بداية من هو صابر قندوزي؟ - رياضي جزائري مولع كبير برياضة الفو فينام فيات فوداو، يرجع الفضل في اختياري ممارسة هاته الرياضة إلى الأستاذ محمد جواج الذي يرجع له الفضل في إدخال هاته الرياضة الى الجزائر، وبفضل السياسة الرشيدة المنتهجة من طرف هذا الأستاذ تمكنت أن تستقطب شريحة كبيرة من الممارسين في الجزائر حيث يناهز في الظرف الراهن عدد المنخرطين بصفة قانونية حوالي عشرة آلاف رياضي ورياضية، والعدد مرشح للارتفاع· *** كيف تمكنت هاته الرياضة أن تجد مكانا وسط شريحة كبيرة من الشباب؟ - ليكن في علم الجميع أن رياضة الفو فينام فيات فوداو، هي رياضة ترتكز على تنمية العقل والذهن ورياضة فنية شاملة، ولا علاقة لها بالرياضات القتالية الأخرى كالكاراتي وما شبه ذلك، ويمكن لأي كان ممارستها، فهي لا تحتاج إلى عمر محدد، فيمكن أن يمارسها الطفل الذي لا يتعدى سنه عن الست سنوات، كما يمكن أن يمارسها الكهل الذي تعدى سنه عن الستين· وكل من مارس هاته الرياضة لا يمكنه تركها، فهي رياضة تجعل الرياضي مدمنا وشغوفا بممارستها الأمر الذي جعل عدد ممارسيها في الجزائر يرتفع يوم بعد يوم، وأنا على يقين أنه بعد سنوات قليلة من الآن سيتصدر عدد ممارسي هاته الرياضة بقية الرياضات الفردية الأخرى، وكما سبق الذكر منذ قليل أن هاته الرياضة يمارسها الصغير والكبير لكلا الجنسين، كونها تُنمني العقل وتطور الإتقان على الحركات الفنية· *** تشرف حاليا على تدريب فريق اتحاد خميس الخشنة، لماذا فضلت دخول عالم التدريب؟ - كما لا يخفى على أحد، أن الجزائر لا تملك تقنيين متخرجين من المعاهد العليا في اختصاص هاته الرياضة، باعتبارها رياضة جديدة، وبصفتي بطل عالمي سابق ونائب بطل العالم، وحاصل على أكثر من لقب وطني، ارتأيت أن أضع خبرتي تحت تصرف عشاق هاته الرياضة على مستوى بلدية خميس الخشنة· *** كم يقدر عدد ممارسي هاته الرياضة على مستوى بلدية خميس الخشنة؟ - العدد يقدر ب350 رياضي ورياضية، ومن جميع الأعمار، والعدد مرشح للارتفاع، ونحن نسعد بقدوم أي كان للانضمام إلى الفريق، فغايتنا هي تطوير هاته الرياضة ليس على مستوى منطقة خميس الخشنة بل على المستوى الوطني، خاصة وأن السياسة المنتهجة من طرف الأستاذ محمد جواج ترتكز على توسيع هاته الرياضة لتشمل جميع تراب الوطن، حيث تمارس حاليا على مستوى 24 ولاية· *** كم عدد المدربين الذين يشرفون على تدريب العدد الهائل من الرياضيين على مستوى اتحاد بلدية خميس الخشنة؟ - لدينا ثمانية مدربين، ونحن بصدد رفع العدد، بسبب الإقبال الكبير على الفريق· *** ماهي المشاكل التي تعترض سبيلكم لتطوير هاته الرياضة؟ - ككل الرياضات الأخرى، تعاني رياضة الفوفينام فيات فوداو على قلة الموارد المالية، والهاجس الكبير الذي نعاني منه كرياضيين ومؤطرين، هي عدم وجود اتحادية وطنية لرياضة الفوفينام فيات فوداو، فحاليا نحن نعمل تحت راية اتحادية رياضة الفنون القتالية التي يرأسها السيد يزيد زغبيب، وأنتهز هاته المناسبة لأوجه نداء إلى الساهرين على الرياضة في الجزائر بالنظر إلى هاته الرياضة التي شرفت الوطن في أكبر المحافل الدولية لمنحها اتحادية مستقلة، لتطوير هاته الرياضة وتوسيع ممارستها، فحتى وإن كانت يد واحدة قد تصفق حاليا بالنظر لما تحقق على المستوى العالمي رغم قلة الإمكانيات المادية إلا أن الإرادة وحدها لا تكفي حيث لا يعقل أن نبقى نعتمد على أنفسنا· *** مادور السلطات المحلية لبلدية خميس الخشنة لتطوير هاته الرياضة؟ - هناك كلمة حق يجب أن تقال، فيجب الإشادة بالدور الكبير الذي تقوم به السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس البلدية السيد رابح جعدي، حيث لم يبخل بمساعدته لنا، كما أنوه كذلك بالدور الذي تقوم به مديرية الشبيبة والرياضة لولاية بومرداس برئاسة السيد حسين عبد الله، دون أن أنسى دور وزارة الشباب والرياضة، لكن أعود وأكرر أن هاته الرياضة بحاجة ماسّة إلى اتحادية تلمّ شمل الرياضيين والتقنيين· *** هل من كلمة أو من نصيحة نختم بها حديثنا هذا؟ - نيابة عن جميع ممارسي هاته الرياضة وفي مقدمتهم الأستاذ محمد جواج أتقدم إلى جريدة أخبار اليوم بتشكراتي الخالصة لما تقوم به في تطوير هاته الرياضة، وبدون مجاملة مني الجريدة الوحيدة في الجزائر التي تُولي اهتماما كبيرا ليس لهاته الرياضة فحسب بل لجميع الرياضات خاصة الفردية منها التي تعاني التهميش، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل عن مدى احترافيتكم، كما أتمنى أن يتم تأسيس اتحادية مستقلة لرياضة الفوفينام فيات فوداو، وتأكدوا إذا تحققت أمنيتي هاته سنجعل من هاته الرياضة لؤلؤة الرياضات في الجزائر·