يعد من الفواكه الصيفية المفضلة باعة التين الشوكي يغزون شوارع ولاية سيدي بلعباس يكتسح التين الشوكي خلال هذه الأيام الصيفية شوارع الكثير من الأحياء بالعديد من بلديات ولاية سوق أهراس وقد يزاحم عديد الفواكه الموسمية على غرار التفاح والعنب وحتى الموز. ق. م حيث يمكن للمتجول عبر شوارع عاصمة الولاية وبلدياتها وحتى عبر حواف بعض الطرق الوطنية والولائية الأخرى أن يلاحظ غزو التين الشوكي لهذه الفضاءات بالنظر إلى الإقبال الكبير للمواطنين على هذه الفاكهة البرية على الرغم من أن أسعارها ارتفعت هذه السنة إلى ما بين 10 و15 د.ج للحبة الواحدة مقارنة بالسنة الماضية. وقد انتصبت مئات الطاولات لبيع هذه الفاكهة المعروفة محليا باسم (الهندي) التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين وحسب بعض الشباب البطالين من باعة هذه الفاكهة فإن جني هذه الثمرة مهمة صعبة ومتعبة بسبب كثرة أشواكها الصغيرة والكثيفة بقشرة حباتها التي يصعب رؤيتها بالعين المجردة. وعلى الرغم من صعوبة جني هذه الثمرة وما يلاقيه الشباب من مشاق وأتعاب جمة في ظل ارتفاع درجات حرارة الصيف إلا أن الكثير منهم جعلوا منها موردا للرزق صانعين بذلك ديكورا مميزا عبر شوارع وسط المدينة على غرار الفوبور وطريق تبسة وأحياء 1700 و400 سكن وأرجع الشاب لقمان الذي لم يتجاوز سنه ال17 سنة والذي اعتاد على بيع وتقشير التين الشوكي كل شهر أوت للمارة لجمع ما يكفيه من مبالغ لمجابهة مصاريف الدخول المدرسي ومساعدة عائلته ارتفاع أسعار هذه الفاكهة إلى متاعب جنيها بالمناطق الجبلية والنائية ونقلها إلى الأسواق المحلية وسط حرارة الطقس. إنشاء أول وحدة لتحويل التين الشوكي على المستوى الوطني وبالنظر إلى تنامي غراسة التين الشوكي بهذه الولاية دخلت مؤخرا أول وحدة لتحويل هذه الفاكهة على المستوى الوطني حيز الخدمة ببلدية سيدي فرج الحدودية حيث تتربع على 5 آلاف متر مربع بطاقة 20 قنطارا في الساعة وقد صممت وحدة التحويل هذه لمعالجة التين الشوكي سواء بتعليبه أو إنتاج زيوته والمواد الصيدلانية وأعلاف للحيوانات ومصبرات وعصير ومربى حسبما أستفيد من السيد محمد محمدي رئيس التعاونية الفلاحية الهندي الحديث الجزائري. ومن شأن هذه الوحدة أن ترفع من مستوى معيشة الفلاحين واستغلالها كزراعة بديلة في المناطق الجافة وشبه الجافة حسب ذات المصدر مشيرا في تصريحه لوكالة الأنباء الجزائرية إلى أن ولاية سوق أهراس تعد من بين الولايات الرائدة في إنتاج التين الشوكي حيث توسعت المساحة من هذه الزراعة إلى 10 آلاف هكتار من بينها 4200 هكتار ببلدية سيدي فرج الحدودية. وأشار السيد محمدي بأن الهكتار الواحد من التين الشوكي ينتج ما بين 120 قنطار إلى 200 قنطار عند اعتماد عملية السقي مضيفا بأنه من شأن هذه الوحدة توفير 30 منصب عمل قار وحوالي 200 منصب موسمي بالإضافة إلى خلق فرص عمل للمرأة الريفية داخل مزارع التين الشوكي. وفضلا عن ذلك فإنه بإمكان هذه الوحدة خلق نشاط اقتصادي جديد بالبلديات الحدودية بهذه الولاية قادر على استحداث مناصب شغل قصد مكافحة ظاهرة التهريب وجعل من التين الشوكي وسيلة فعالة للتنمية المستدامة. من جهته أوضح رئيس غرفة الفلاحة السيد محمد يزيد حمبلي بأن التوجه حاليا بالولاية يرمي إلى تنظيم أنجع للمهن الفلاحية وخلق أقطاب فلاحية جديدة حيث يجري تكثيف زراعة هذه الثمرة بالمناطق السهبية للولاية لما لها من فوائد غذائية غنية بالبوتاسيوم والسكريات وتسمح بتحمل العطش وتساعد على التوازن البيئي. ودعا ذات المتحدث إلى ضرورة إقحام المرأة الريفية في تعاونيات لضمان تأطير تقني لنقل تكنولوجيات الصناعات الغذائية وصناعة مواد التجميل وصيدلانية وتربية النحل لا سيما وأن شجرة التين الشوكي تزهر لمدة شهرين وهو ما يساعد في إنتاج العسل ذي الجودة العالية.