هواتف نقالة.. ذهب.. ومبالغ مالية المهيبة.. ضريبة إضافية تثقل كاهل الشبان في الجزائر * عبء إضافي على العائلات تزامنا مع عيد الأضحى بعد أقل من شهرين عن عيد الفطر المبارك تستقبل الأمة الإسلامية عيد الأضحى المبارك وبينما تستعد العائلات الجزائرية للمناسبة باقتناء الأضاحي وباقي مستلزماتها من سكاكين وأدوات الطبخ والشواء وغير ذلك تستعد فئة أخرى أيضا لبذل مصاريف إضافية زيادة بما يشبه الضريبة الإجبارية هي فئة المخطوبين أو المقبلين على الزواج والضريبة ببساطة هي المهيبة أو الهدية التي تستقبلها الخطيبة من خطيبها بمناسبة عيد الأضحى وترتبط المهيبة عند الجزائريين ارتباطا وثيقا بالمناسبات الدينية وما أكثرها. نسيمة خباجة عيد الفطر عيد الأضحى ثم محرم فعاشوراء والمولد النبوي الشريف ويناير وغير ذلك من التواريخ والمناسبات التي تحتفل بها الأسرة الجزائرية يعتبر حضور المهيبة شرطا أساسيا بل ومقدسا قد لا تستغني عنه الكثيرات ويعتبرنه حقا إلزاميا لهن وعلى الخطيب أيا كانت مكانته أو مستواه أن يخصص لها ميزانية وأن يتدبر أمره مهما كلفه ذلك وإلا فإنه سيعرض نفسه لوابل من السخط واللوم والعتاب من خطيبته وأسرتها. المهيبة تقليد متوارث تقول (نوال) التي لم يتبق على زفافها أقل من شهر ونصف بعد عيد الأضحى مباشرة أنها وطيلة فترة خطوبتها التي امتدت لثلاث سنوات تقريبا استقبلت من خطيبها عشرات الهدايا فمثلها مثل شقيقاتها تعتبر المهيبة في عائلتها تقليدا متوارثا وواجبا على العريس ولا تقتصر المهيبة على الهدية التي يقدمها لها العريس بل يشترط معها أيضا حمله لمستلزمات العشاء من دجاج ورشتة وخضر وغير ذلك تقول إن المهيبة وسيلة لتوطيد أواصر المحبة والتقارب بين العائليتن رغم أنها اعترفت بأن خطيبها لطالما اشتكى وامتعض من الموضوع خاصة وأنها كانت تنتقي هداياها بنفسها بما يتناسب وما تحتاجه في استكمال جهاز عرسها. يقول فريد متهكما حول الموضوع وهو الذي احتفل بخطوبته قبيل عيد الفطر مباشرة إنه تفاجأ بخطيبته تطلب منه مهيبة العيد بعد أقل من أسبوعين من الخطوبة ثم تفاجأ بها قبل يومين تطلب منه ألا ينسى مهيبة العيد الكبير وأضاف الحمد لله أن المهيبة غير مطلوبة في الأعياد والمناسبات الوطنية ك 5 جويلية و 1 نوفمبر و 20 أوت وإلا لكانت الطامة أكبر وأثقل. وعلى المنوال ذاته سارت (أمل) المخطوبة أيضا منذ نحو عام لتقول إن قيمة المرأة تظهر من قيمة الهدايا التي يقدمها لها خطيبها وبالتالي فهي لا ترضى أن تتنازل أو تفكر في الاستغناء عن المهيبة وبما أن عائلتها تحضر مأدبة عشاء خاصة بكل مناسبة دينية لدعوة أسرة خطيبها فعليهم بالتالي حمل هدية مناسبة لها وتقول ان المهيبة من صميم عادات وتقاليد العائلات الجزائرية العريقة ومن غير المعقول أن نغير في عاداتنا وتقاليدنا _ حسب قولها-. هدايا متنوعة تستنزف مبالغ ضخمة تختلف الهدايا التي تقدم في المهيبة باختلاف رغبة كل فتاة بين العباءات أو الفساتين أو الحقائب اليدوية والعطور إلى جانب هدايا أخرى كهاتف نقال مثلا أو قطعة ذهبية ويختصر بعض الخطاب المسافة فيمنح خطيبته مباشرة مبلغا من المال لتقتني به ما تريد ويرتاح هو من مشقة اقتناء الهدية والتفكير إن كانت ستنال رضاها وإعجابها ورضى عائلتها. تبدو المهيبة في ظاهرها وسيلة لتعزيز وتمتين أواصر المحبة والتقارب بين الخطيبين من جهة وبين الأسرتين من جهة أخرى لكن بعض أهل العلم والدين يرونها ضريبة إضافية تثقل كاهل العريس وليست بالشرط الإلزامي ولا الضروري فمستلزمات وتكاليف الزواج اليوم كبيرة جدا وهدية صغيرة لن تغير في الأمر شيئا بالنسبة لاثنين سيعيشان حياتهما كلها معا وأمامهما العمر كله ليتهادا فيه وفي هذه النقطة بالذات تقول (لامية) إنها لم تفرض على خطيبها أن يحمل لها أي مهيبة من أي نوع وأن يوجه تلك المبالغ المالية لتأثيث واستكمال تجهيز بيت الزوجية فهي ترى أن المهيبة من الأمور الكمالية التي لن ينتهي العالم أن تم التخلي عنها.