تزيد كثير من العائلات الجزائرية الأعباء على العُرسان الجُدد، وتثقل كاهلهم بالطلبات غير المنتهية، والتي تُبرر بأنها عادات وتقاليد. فمثلا المهيبة التي يحضرها الخطيب لعائلة خطيبته بعد العيد هي مصاريف إضافية، قد تجعل الشباب يلجأ إلى الاستدانة لتوفير المال المطلوب. وهذه الظاهرة ترغم كثيرين على التعجيل بالعرس ولو بأبسط الإمكانات هروبا من تقاليد ضررها أكثر من نفعها للشباب البسيط الدّخل. عادات وتقاليدُ جزائرية كثيرة لا تزال الأسر محافظة عليها، وتعتبرها شيئا مقدسا لا يمكن الاستغناء عنه، حتى ولو تسببت في أضرار. فالمهيبة التي يُحضرها الخطيب لخطيبته في الأسبوع الأول الذي يلي يومي العيد، والتي يجب أن تحوي "كتفا" أو "فخذا" من الأضحية، إضافة إلى ملابس وعطور وحتى قطعة ذهب، هي ظاهرة غريبة حقا، فكيف لعريس بسيط سبق أنه أهدى خطيبته خاتما أو طقما ذهبيا في الخطوبة، ثم يزيد لها قطعة ذهبية في العيد؟ والظاهرة يعتبرها كثير من الشباب تبذيرا لا مبرّر له، وإثقالا للكاهل بمصاريف يمكن أن تستغل لقضاء حاجة أكثر فائدة. وتُبرّر عائلة العروس إصرارها على إحضار عريس ابنتهم للمهيبة، للحفاظ على مكانتهم وسط الحي وبين الأقارب الذين قد يستهزئون بهم إذا لم يحضر العريس شيئا، كما أنها تعبر حسبهم عن تمسك العريس بعروسه، وتوطيد علاقتهما، فيلجأ كثير من الشباب إلى الاستدانة لتوفير مصاريف المهيبة. "دلال"، شابة في الثلاثين من عمرها من العاصمة، تقول: "خطوبتي كانت أسعد حدث في حياتي، لأني انتظرتها طويلا بعد زواج شقيقاتي الثلاث الأصغر مني سنا، وخطيبي شاب بسيط يعمل نادلا في أحد المقاهي، عائلتي وافقت عليه فرحة لأنهم كانوا متخوفين أن "أُعنّس"، لكن وبمجرد قراءة فاتحتنا أصبح والدي يتكلف في طلباته حيث يفرض على خطيبي الحضور في المناسبات وإحضار الهدايا، إلى درجة أن خطيبي امتنع عن المجيء في عيد الفطر المنصرم لأنه لا يملك المال لإحضار هدايا". وينصح رجال الدين العائلات بتيسير الأمور على الشباب وعدم تحميلهم ما لا طاقة لهم به، وأن يجعلوا سعادة بناتهم وسترتهن أولى من الاهتمام بالماديات التي لا تدوم..