لاتزال عائلات جزائرية تحافظ على عادة تقديم ”المهيبة” خلال المولد النبوي الشريف، وتتمثل في تقديم العريس هدايا للعروس قصد توطيد علاقات المحبة والوفاء والتواصل بينهما، رغم غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، وذلك عملا بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:”تهادوا تحابوا”. لاتزال عائلات جزائرية تحترم عادة تقديم ”المهيبة” في مختلف المناسبات الدينية، ومنها المولد النبوي الشريف، الذي احتفلت به الأمة الإسلامية يوم الثلاثاء الفارط، فيدرج الجزائريون ”المهيبة” أو”التيزري” كما يطلق عليها بمنطقة الميتجة، ضمن العادات والتقاليد العريقة التي توارثها عن الأجداد منذ القدم. وفي هذا الصدد، أكدت لنا الآنسة فوزية أن العائلات الجزائرية تعطي اهتماما خاصا بالمهيبة، خاصة الفتيات المخطوبات، وذلك لما له من أثر إيجابي عليهن، حيث يقدم العرسان المستقبليون مجموعة من الهدايا إلى بيت الخطيبات، ويكون مقدار هذه الهدايا حسب الإمكانيات المادية التي تتوفر لدى الخطيب. وتختلف الهدايا وتتنوع بحسب الذوق والميزانية، فقد تكون خاتما من ذهب أوسلسلة أو حذاء وبعض مستلزمات الزينة والتجميل كالعطور وأدوات الماكياج. كما قد تكون في شكل هواتف نقالة أوشرائح جيل الثالث!. في حين أشارت السيدة فاطمة إلى تكرار ”المهيبة” أكثر من مرة في السنة، إذ يتوجب على العريس تقديمها في مناسبة عيد الفطر، عيد الأضحى، المولد النبوي الشريف وعاشوراء، وأحيانا حتى في أعياد رأس السنة وأعياد الميلاد، مؤكدة أن العائلات الجزائرية متمسكة بهذه العادة مهما كان وضعها المادي ضعيفا، إلا أنها تقدم هدية ولو كانت رمزية فقط. وكثير من الفتيات تنتظرن بشوق كبير مختلف المناسبات للاطلاع على الهدايا من باب الفضول ومعرفة ذوق الزوج المستقبلي، كما تجبرن بعضهن خطابهن على تقديم هدايا باهضة الثمن للتفاخر على الأهل والصديقات، وهو ما يعد ”نقمة” على ذوي الدخل البسيط المقبلين على الزواج، خاصة إن طالت فترة الخطوبة.. فالمهيبة تثقل كاهل الشاب البسيط في ظل غلاء المعيشة، وهو ما أكده لنا ”بلال”، شاب مقبل على الزواج، الذي يجد نفسه مجبرا على تقديم المهيبة في كل مناسبة دينية، وهو ما يعجز عنه بالنظر إلى دخله المحدود الذي لا يتجاوز 18 ألف دج. كما أن شبانا يقدمون لخطيباتهم في مناسبة المولد النبوي الشريف، حلويات وعلبا من الشموع ومفرقعات (..) إلى جانب بعض الهدايا، على أن تحضر عائلات العرائس صينية القهوة والشاي المرفقة بالحلويات و”الطمينة” رمز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. كما تحرص بعض العائلات على تقديم ”عشاء المولود” لعائلة العريس إن سمحت إمكانياتهم المادية بذلك.