علمت »أخبار اليوم« من مصادر قضائية أن قاضي التحقيق بمحكمة حسين داي قد أمر بإيداع أربعة عمال من شركة ميدان سباق الخيل بالخروبة، في الجزائر العاصمة، الحبس المؤقت للاشتباه في قيامهم باختلاس 180 مليون سنتيم عن طريق التحايل بأوراق لعب المراهنين، والتي تم اكتشافها بعد الشكوى التي تقدم بها المدير العام ضد النقابيين الذين منعوه من دخول المؤسسة، وطالبوا برحيله وإيفاد لجنة تحقيق لسوء تسييره. القضية تم تحريكها من طرف المدير العام الذي قدّم شكوى لمصالح الأمن ضد العمال الذين شنوا وقفة احتجاجية نتيجة الوضعية الكارثية التي آلت إليها المؤسسة بسبب تراكم الديون وسوء تسيير المدير؛ حيث أغلقوا باب المؤسسة في وجهه وعلقوا شعارات طالبوا فيها وزير الفلاحة بالتدخل العاجل لإنهاء مهام المدير حاجي فريد وإيفاد لجنة تحقيق. وعليه فتحت مصالح الأمن تحقيقا في شكوى المدير بعد أن تبين أن الاحتجاج الذي تم تنظيمه من طرف العمال لا يستند إلى أي نص قانوني. كما أوفدت اللجنة المالية التابعة لوزارة المالية تقريرا مفصلا عن الوضع المالي للشركة، الذي تم إعداده بعدما وصلت معلومات إلى الجهات الوصية عن نهب ما لا يقل عن 50 مليار من الشركة بمختلف فروعها. وقد جاء في التقرير أن وكالة خروبة قد شهدت في ظرف شهرين اختلاس 180 مليون سنتيم على دفعات. كما توصلت التحريات الأمنية إلى تورط رئيس سابق لنقابة عمال الشركة؛ كون هذا الأخير المتابع قضائيا في ملفات تتعلق بالاختلاس، لم يقدم أي تقرير عن الوكالات لمدة عامين، متسترا على عمليات الاختلاس المفضوحة التي تورط فيها العمال، ليتم بعدها اكتشاف اختلاس مبالغ وصلت لما يقارب 180 مليون سنتيم، وذلك بعد الاشتباه في وضعية بعض الموظفين المالية، فمنهم من يملك سيارة فاخرة من نوع »بيام دوبلوفي« مع أنه عامل لا يتقاضى سوى أجره البسيط، الأمر الذي جعل مصالح الأمن وبعد إيداع الشكوى تحيل عددا من الموظفين للتحقيق في قضية اختفاء 180 مليون سنتيم، فتم إيداع أربعة منهم الحبس المؤقت، فيما استفاد الآخرون من الإفراج المؤقت. وتجدر الإشارة إلى أن فرع الشركة بولاية المسيلة تعرّض هو الآخر منذ أسابيع فقط، لسرقة مبلغ 130 مليون سنتيم، تم إيفادها من وكالة الخروبة، حيث قامت السكرتيرة بوضع المبلغ المالي في درج مكتبها، لتتفاجأ في اليوم الموالي باختفائه، وهي الحادثة التي دفعت بالمسؤولين لإقالة مدير ميدان سباق الخيل بالمسيلة وأربعة موظفين آخرين.