لم يعد الإقبال على أسواق البيع بالجملة يتم من طرف أصحاب المحلات فقط من أجل جلب السلع بكميات معتبرة وبيعها بسوق التجزئة، بل أصبحت الملاذ المفضل للمواطنين الذين باتوا يتوافدون عليها من كل حدب وصوب للاستفادة من شتى معروضاتها المتنوعة وكذا أسعارها البخسة التي لا تقارن بما هو حاصل في أسواق التجزئة، والنهب والجشع المعلن من طرف أصحاب بعض المحلات، مما أدى إلى فرار المواطنين إلى تلك الأسواق المنتشرة عبر العاصمة وضواحيها لجلب السلع بكميات متزايدة والاستفادة من أسعارها المنخفضة· لهيب الأسعار والزيادات المعتبرة التي يفرضها أصحاب محلات التجزئة جعلت الكثير من الزبائن يفرون منهم متخذين وجهة أسواق البيع بالجملة التي تعرض كافة المواد سواء تلك الغذائية أو المستعملة في أشغال البيت أو حتى الأدوات الكهرومنزلية بعد أن أصبح الكثيرون يقصدون تلك الأسواق فمن ناحية يستفيدون من المبالغ المنخفضة، ومن ناحية أخرى تنوع السلع يفسح لهم المجال لانتقاء ما يحتاجونه دون أدنى إشكال· وانتشرت تلك الأسواق على خلاف أنشطتها في بعض نواحي العاصمة وأصبحت مقصد العديد من الزوار من باب الفضول وكذا اقتناء بعض السلع بعد تفقد أسعارها الملائمة، والتي تبتعد بكثير عما هو متداول بأسواق التجزئة على غرار ناحية المنظر الجميل بالقبة التي تنتشر فيها محلات اختصت في البيع بالجملة للعديد من الأغراض على غرار مستلزمات التغليف والحلويات وكذا الأواني المنزلية···· وكذا سوق الحميز المختص في عرض الأدوات الكهرومنزلية والذي يقصده الكثيرون من كل حدب وصوب، دون أن ننسى ناحية السمار التي اختصت فيها محلات كثيرة في عرض المواد الغذائية بأثمان معقولة وصارت مقصد العديد من العائلات اللاهثة وراء استقرار ميزانيتها تلك التي لا يضمنها التعامل مع محلات التجزئة التي تفرض أثمانا باهظة بعد إدخال الكثير من الأعباء في حسابها وجعلها على كاهل الزبون على غرار الكهرباء والضرائب· انتقلنا إلى بعض تلك الأسواق للوقوف على مستوى الإقبال، بناحية السمار بالعاصمة انتشرت بعض المحلات التي اختصت في بيع المواد الغذائية كالسكر، الزيت، القهوة، الطماطم وصارت وجهة العديد من أرباب الأسر وربات البيوت لاقتناء أكبر نسبة ممكنة من المواد الغذائية التي تلزمهم في كامل الشهر والاستفادة من رخص أثمانها كونها تعرض وفق أثمان الجملة حتى على الزبائن، فشاهدنا ذلك التوافد الكبير على تلك المحلات· التقينا بسيدة فقالت إنها تعكف كل شهر تزامنا مع أجر زوجها على زيارة تلك المحلات لاقتناء ما تحتاجه الأسرة طيلة شهر كامل من زيت وسكر وبنّ وطماطم وهي ترى أن الأثمان معقولة مقارنة مع ما هو حاصل بمحلات التجزئة التي تكيف الأثمان وفق هواها بالنظر إلى انعدام الرقابة الدورية، فكانت تلك المحال التي تعرض المواد الغذائية بالجملة الحل لها، وللعديد من الأسر التي تعتمد على اقتناء بعض السلع بالجملة والاستفادة منها لوقت طويل بدل اقتنائها من المحلات وفقا لأثمانها المرتفعة· وفي جولتنا إلى أسواق أخرى على غرار الحميس وكذا بلفور بالحراش تيقنا أن همّ الجزائريين لم يعد فقط في ملء القفة اليومية، بل أصبحوا يترددون حتى على أسواق الجملة المتخصصة في بيع الأجهزة الكهرومنزلية كالحميز وكذا أسواق الهواتف النقالة للاستفادة من تلك الأسعار المعقولة وكذا التنوع الواسع للسلع·