تعد اللحوم البيضاء بمختلف أنواعها على غرار الدجاج المواد البديلة للفرد الجزائري والمعوّضة للحم الذي فاق سعره كل التصورات، فلم يجد الحل إلا في اقتناء شتى أنواع اللحوم البيضاء وعلى رأسها الدجاج وكذلك الديك الرومي الذي يشهد هو الآخر استهلاكا منقطع النظير من طرف الجزائريين بالنظر إلى معقولية أسعاره. وكثر التهافت على اقتناء اللحوم البيضاء لاسيما بعد أن انخفض سعر الدجاج إلى 160 دينار للكيلوغرام الواحد والديك الرومي إلى 200 دينار خلال الفترة الماضية، إلا انه سرعان ما تفاجأ الكل مع بداية العد التنازلي لحلول شهر رمضان المعظم، بالارتفاع الجنوني الذي شهدته أسعار اللحوم البيضاء بحيث ارتفع سعر الدجاج إلى 280 دينار وهو ما لم يستسغه الكل، خاصة وان العديد من الأسر الجزائرية تعتمد خلال الشهر الكريم على تلك المادة الأساسية المعوضة للحم إلا أن ارتفاع أسعارها التي ستستمر حتما في الارتفاع إلى غاية بلوغ الشهر الكريم سوف يعجز المواطنين عن اقتنائها حتما. مواطنون متذمرون واشتكى العديد من المواطنين في هذه الأيام من الارتفاع الجنوني الذي عرفه سعر الدجاج والذي شهد قفزة نوعية من حدود 160 و180 دينار إلى 280 دينار مرة واحدة، وهو ما لم تتقبله الأغلبية من المواطنين، ونحن على أبواب الشهر الكريم واعتبروها من باب الانتهازية لتحقيق الربح وإعلان الجشع من طرف التجار قبيل الشهر الكريم، وإلا فكيف يفسر ذلك الارتفاع الذي مس مادة تعتبر من المواد الأساسية في الاستهلاك اليومي للمواطنين لاسيما في الشهر الكريم، فالدجاج هو الحاضر الأول على الموائد الجزائرية بغرض تنويع الأطباق في ظل غياب اللحم، وفي الوقت الذي تتخذ فيه الدولة أقصى الإجراءات من اجل تحقيق الاكتفاء والمحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين خلال شهر رمضان باعتمادها على استيراد اللحوم الحمراء لخفض أثمانها في السوق المحلية، يذهب بعض المضاربين إلى القضاء على تلك الأهداف برفعهم للأسعار، وما الارتفاع الجنوني الذي عرفه سعر الدجاج في هذه الأيام إلا دليل على ذلك وهو الأمر الذي أزعج العديد من المستهلكين الذين بينوا تخوفهم من الزيادة التي ستعرفها المواد الأخرى مع العد التنازلي للشهر الكريم. وفي هذا الصدد انتقلنا إلى بعض الأسواق الشعبية على مستوى العاصمة وتأكدنا من الزيادة التي عرفها الدجاج بحيث وصلت أسعاره من 160و180 دينار إلى غاية 280 دينار مرة واحدة ذلك ما أثار غضب المواطنين وأدى إلى تراجع إقبالهم على تلك المادة المعوضة للحم في اغلب البيوت الجزائرية، بالنظر إلى الأسعار الخيالية التي يتداول بها اللحم الذي وصل في الآونة الأخيرة إلى حدود 800 دينار على مستوى القصابات، وبالنظر إلى تأقلم الجميع مع سعره المرتفع الذي ليس هو بالشيء الجديد ذلك ما قابله حيرتهم من الزيادة التي عرفها سعر الدجاج دفعة واحدة بحيث لم تمر فترة طويلة على تداوله بأسعار جد معقولة تجاوب معها الكل، إلا أنهم ما فتئوا أن اصطدموا بتلك الزيادات غير المبررة والت ي يدفع ثمنها المواطن البسيط. عن هذا قال الشيخ محمد القاطن بباب الوادي بالعاصمة انه تفاجأ للزيادة التي مست مادة الدجاج قبل حوالي أسبوعين من حلول شهر رمضان المعظم في الوقت الذي كان يتداول بأسعار بخسة مكنت الجميع من استهلاكه بكميات كبيرة ومن شان تلك الزيادات أن تعجز الكثيرين عن اقتنائه خلال الشهر الكريم لاسيما وان تلك المادة يكثر الإقبال عليها في رمضان فهي القوت اليومي للعائلات المتوسطة التي تعجز عن اقتناء اللحوم الحمراء البعيدة كل البعد عنها، في ظل أسعارها الباهظة التي تبلغ السقف خلال رمضان ليضيف أن تلك الممارسات الهادفة إلى الربح السهل والسريع على حساب المواطن لا تليق بشهر الرحمة والغفران ووجب التعقل والرزانه من اجل عقلنه الأسعار وتوافقها مع القدرة الشرائية للمواطنين كي يتمكن الكل من اجتياز الشهر في أحسن الأحوال. الحاجة مريم هي الأخرى بينت غضبها من المضاربات الحاصلة في أسعار الدجاج وقالت أن تلك المادة هي الغذاء الأساسي للعائلات المتوسطة في الأيام العادية وكذا المناسبات، بحيث يكثر عليها الطلب خلال الشهر الكريم من اجل تحضير بعض الأطباق وتنويعها وفقا لما تتطلبه عادات الأكل في رمضان لدى اغلب العائلات الجزائرية، إلا أننا فوجئنا بالزيادة التي مسته قبل أيام من حلول رمضان المبارك، ما سينقلب سلبا على كافة المستهلكين في ظل ارتفاعه إلى حدود 280 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد . ارتفاع أسعاره في أسواق الجملة هو السبب ولمعرفة سبب ارتفاع سعر الدجاج اقتربنا من بعض محلات بيع الدجاج، بأحد المحلات على مستوى مقاطعة باب الوادي استقبلنا صاحب المحل الذي كان يعرض الدجاج بسعر 270 دينار للكيلوغرام الواحد فيما راح آخرون إلى عرضه ب280 دينار في انتظار الزيادات التي ستعرفها المادة في الأيام المقبلة، حيث قال صاحب المحل أن الزيادة لم تكن هكذا بل تبعتها أسباب على رأسها ارتفاع السعر بسوق الجملة الذي ارتفع من 130 دينار إلى 200 دينار جزائري وهو ما اجبر تجار التجزئة على زيادة السعر وإلا تحملوا هم الخسارة على خلاف ما يشاع لدى المستهلكين عن استغلال التجار الوضع بالنظر إلى التهافت الكبير للمواطنين على تلك المادة تزامنا مع شهر رمضان المعظم، وأضاف أن الأسعار في سوق التجزئة تكون تبعا لأسواق الجملة وما شهدته السوق منذ أيام قليلة هو تداول الدجاج بأسعار جد منخفضة وصلت إلى حدود 150 دينار للكيلوغرام الواحد بعد أن كان اقتناءه من أسواق الجملة لا يتعدى 130 دينار، فالتاجر غايته هو التخلص من السلع المجلوبة من سوق الجملة وأضاف أن المواطنون لم يتأقلموا مع السعر الجديد ولم يهضموه بعد أن ألفوا بخس الأثمان في تلك المادة إلا انه للضرورة أحكام فكيف لنا أن نبيعه ب160 و190 ونحن نقتنيه ب200 دينار ذلك الارتفاع الذي أرجعه مربو الدواجن إلى ارتفاع تكلفة الغذاء والدواء فمن غير المعقول أن ندفع نحن الثمن. وبذلك نجبر على رفع الأسعار تبعا لارتفاعها في سوق الجملة فعملية ضبط الأسعار بمحلات التجزئة هي مرتبطة اشد ارتباط بالأسعار المتداولة في أسواق الجملة على حد قول التاجر. الحل في التجميد بعد أن تيقن جل المواطنين من الزيادة التي سيعرفها الدجاج فروا إلى فكرة التجميد المسبق لكميات منه لينفلتوا ولو قليلا من الميزانية الباهظة التي تشهدها الأيام الأولى من الشهر الكريم ولينقصوا عن كاهلهم الارتفاع الذي مس ذاك الأخير، وهي الحيلة التي تفطنت لها بعض السيدات وربات البيوت بحيث عمدن إلى اقتناء كمية منه قبل ارتفاع سعره وهيئوها للتجميد، وعن هذا قالت مريم ربة بيت "تيقنت من الزيادة التي سوف يشهدها الدجاج لا محالة قياسا على السنوات الماضية، فتلك هي العادة التي اعتاد عليها جل التجار من اجل رفع مداخيلهم على حساب المستهلكين ذلك ما دفعني إلى التزود بثلاثة دجاجات وغسلهم وتجميدهم لاستعمالهم في الأيام الأولى من الشهر الكريم التي ستشهد فيها جل المواد الغذائية ارتفاعا خياليا بدءا بالخضر والفواكه والى غاية أنواع اللحوم الحمراء والبيضاء، وأضافت أنها قامت بذلك للانفلات ولو قليلا من لهيب الأسعار وضبط الميزانية في الأيام الأوائل إلى غاية انخفاض الأسعار في النصف الثاني من الشهر المعظم وهو الحل التي اهتدت إليه العديد من النسوة في الأيام الأخيرة قبل ارتفاع أسعار الدجاج إلى حدود 280 دينار على الرغم من تحديد سعره ب250 دينار من طرف المشرفين على قطاع تربية الدواجن في إطار تجميد أكثر من 4000 طن تحسبا لشهر رمضان المعظم إلا أن التجار سارعوا إلى رفعه إلى حدود 280 دينار وعللوا ذلك بارتفاعه في سوق الجملة. تخوفات واسعة من ارتفاع أسعار بقية المواد يتخوف العديد من المواطنين ويترصدون الزيادات التي ستعرفها المواد الأخرى على غرار الخضر والفواكه التي يتخوفون من أن تشهد ارتفاعا في الأسبوع الأول من رمضان وحتى قبيله بأيام قلائل، بعد أن رأوا البداية بالدجاج واللحوم الحمراء لتقفز تلك الزيادة في الأسعار إلى المواد الأخرى التي يرونها ضرورية في إعداد مائدة رمضان لاسيما الخضر كالكوسة والطماطم وغيرها التي يمسها الارتفاع قياسا على ما عرفته السنوات الماضية ناهيك عن الفواكه التي تصل إلى مستويات مرتفعة ولا تقوى العائلات المحدودة الدخل على اقتنائها في الأسبوع الأول من الشهر الكريم لذلك تفر إلى العصائر وشتى أنواع المشروبات على الرغم من أن الفترة هي فترة صيف المقترن بتوفر شتى الفواكه الموسمية كالتفاح والبطيخ بنوعيه إلا أن الكل يتخوفون من الأسعار التي سوف يصطدمون بها قبل رمضان بأيام قلائل وخلال الأسبوع الأول منه. وطالب جل من تحدثنا إليهم بضرورة فرض الرقابة على تلك النشاطات التجارية من حيث الأسعار المتداولة لمنع التجار من تسليط جشعهم على المستهلكين الذين سوف يزيد من لهيب صيامهم في عز الصيف التهاب الأسعار كذلك.