مساع للتعجيل بدفنهم في الجزائر.. ** كشف وزير المجاهدين الطيّب زيتوني أنّ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يتابع بصفة مباشرة قضية جماجم الشهداء المعروضة في متحف الإنسان بالعاصمة الفرنسية باريس مشيرا إلى أن الجزائر لن ترضى ولن تقبل إلا أن تدفن جماجم الشهداء في الجزائر فيما قالت مصادر مطلعة أن الرئيس بوتفليقة يكون قد أمر بتسريع إجراءات التفاوض مع الطرف الآخر بهدف التعجيل بإعادة واسترجاع (جماجم المقاومة والبطولة والشرف). وأفاد زيتوني أن هناك تحركات حثيثة للدبلوماسية الجزائرية تحت إشراف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالتنسيق مع الوزير الأوّل عبد المالك سلال ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة لتشكيل لجان مشتركة. وقال وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم الخميس بالجلفة (أنّنا نعيد الإتّصالات بالسلطات الفرنسيّة. كما انعقدت لقاءات بين ممثّلين في السّفارة الجزائرية في فرنسا ومسؤولي متحف الإنسان في باريس لهذا الشّأن). وذكر الوزير خلال ندوة تاريخية نظمت حول أحداث هجوم مركز ثكنة معمرة بجبل القعدة ببلدية حد الصحاري (80 كلم شمال الولاية) أن هناك تنسيق بين وزارتي المجاهدين والشؤون الخارجية والتعاون الدولي حيث تم محادثة سفيرنا بباريس من أجل معاودة الاتصال بالسلطات الفرنسية في هذه المسألة التي هي محل إجراءات تقنية . وأضاف الوزير قائلا: (نتألم لوضعيتها (الجماجم) وكذا حينما نرى رؤوسا مقطوعة من أجسادها منذ قرن ونصف ونجهل بقيتها أين هي ولكن الشيء الإيجابي في هذا الألم أنه يكشف غطاء فرنسا التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة). واعتبر السيد زيتوني أن قضية الجماجم هي بمثابة قضية شرف لكل جزائري وجزائرية وحتى لكل مسؤول ومواطن وبشأن موضوعها نستعمل كل القنوات الدبلوماسية بكل هدوء ولكن بكل جرأة وسيادة وحتى بإخلاص للذين ضحوا من أجل هذا الوطن . و(طمأن) الوزير الجميع بأن الجزائر موقفها ثابت في هذه القضايا المطروحة مشيرا إلى المتابعة التي تحظى بها هذه الملفات بشكل (يومي) من طرف رئيس الجمهورية والوزير الأول. واختتم السيد زيتوني كلمته بأن علاقات الجزائروفرنسا وحتى تكون طبيعية مفتاحها حل المشاكل العالقة على غرار مسألة الأرشيف الوطني وقضية المفقودين الجزائريين وكذا استرجاع جماجم الشهداء والأبطال من متحف الإنسان بفرنسا. كما ركز الوزير ضمن كلمته على أهمية حفظ الذاكرة الوطنية والاعتزاز بالتاريخ المشرف للثورة التحريرية المظفرة وبسالة أبنائها البررة قائلا أن الذي يحب الجزائر يجب أن يحب ماضيها وتاريخها وثورتها المجيدة وشهدائها ومجاهديها ويعمل بوصيتهم وغير ذلك فهو شقاق ونفاق وسوء للأخلاق. وكان وزير المجاهدين استهل زيارته لولاية الجلفة ببلدية الشارف التي تقع على بعد (50 كلم غرب الولاية) حيث دشن بها مقبرة للشهداء كما دشن بذات البلدية وعلى مستوى موقع المنبع الحموي التي تزخر به مركزا للراحة للمجاهدين رصد له غلاف مالي بقيمة 410 مليون دج. واختتم زيارته بتدشين المقر الجديد لمديرية قطاعه بالولاية بعد أن حضر جانبا من ندوة تاريخية نظمت بمتحف المجاهد الذي طاف على مستواه بمعرض الذاكرة الثورية التي يحوز عليها ويحافظ على مكنوناتها.