إقبال محتشم في الأيام الأولى من انطلاقها حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية لا حدث عند الجزائريين البروفيسور بقاط: 4000 شخص يتوفون بأعراض الأنفلونزا سنويا في الجزائر انطلقت يوم الأحد حملة التلقيح الوطنية ضد الأنفلونزا الموسمية حيث خصصت وزارة الصحة هذه السنة مليوني ونصف جرعة لقاح وقد أكدت من جهة أخرى على ضرورة تلقيح الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة والأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة بالإضافة إلى الحوامل وعمال قطاع الصحة كما جعلت الوزارة الوصية التلقيح مجانيا في المصالح الصحية العمومية ومتوفر كذلك عند الصيدليات وقد نشرت وزارة الصحة العديد من البيانات في الكثير من وسائل الإعلام لحث الناس على التلقيح إلا أن العديد منم غير مهتمين بهذا النوع من العلاجات. عتيقة مغوفل أكد الأستاذ إسماعيل مصباح مدير الوقاية وترقية الصحة بالوزارة على أهمية حملة التلقيح لأنها تهدف إلى حماية حياة المواطنين وخصوصا المرضى منهم الذين يتعرضون لمضاعفات الأنفلونزا الموسمية والتي تؤدي إلى حالات وفاة مؤكدة حيث تحصي وزارة الصحة كل سنة الآلاف من الوفيات ورغم كل الإمكانيات التي توفرها وزارة الصحة إلا أن المواطنين لا يهتمون بهذا النوع من اللقاحات رغم مجانيتها في المراكز الصحية العمومية إلا حين تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.
مواطنون لا يثقون في اللقاح حتى نعرف مدى تفاعل الجزائريين مع حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية التي أطلقتها وزارة الصحة الوطنية قابلت (أخبار اليوم) بعض المواطنين الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة والذين لا بد لهم من الخضوع إلى اللقاح ومن بين هؤلاء السيدة دليلة في العقد السادس من العمر هذه الأخيرة تعاني من ارتفاع كبير في مستوى السكري في الدم ما يضطرها إلى استعمال حقنة الأنسولين حتى تعدله إلى المستوى المطلوب سألنها إن سمعت بحملة التلقيح التي أطلقتها وزارة الصحة وإن كانت ستخضع لها فردت علينا هذه الأخيرة أنها سمعت بالحملة عبر وسائل الإعلام الوطنية ولكنها لن تقوم بالتلقيح لأنها لم تفعل ذلك أبدا في حياتها وذلك لخوفها من هذا النوع من اللقاحات التي من الممكن أن تؤذيها وتسبب لها مشاكل على حد تعبيرها فحسبها فقد تعرض الرضع مؤخرا إلى الوفاة بسبب لقاح البنتفالون المرخص من وزارة الصحة لذلك فهي تعتقد أنه حتى لقاح الأنفلونزا الموسمية من شأنه أيضا أن يودي بحياة الكبار في حال تم التطعيم به لذلك هي تفضل العلاج بالطب التقليدي في حال ما إذا مرضت بالأنفلونزا لأنه أأمن على حياتها من أية لقاحات كيميائية أخرى. بعد أن سمعنا رأي السيدة دليلة أردنا أن نعرف آراء أخرى في التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية الذي أطلقته وزارة الصحة لنلتقي هذه المرة بالسيد محمد في العقد الرابع من العمر هذا الأخير يعاني من ارتفاع ضغط الدم وبشكل كبير للأسف سألناه كسابقته إن كان سمع بانطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية التي أطلقتها وزارة الصحة فأجابنا بأنه سمع بها عبر وسائل الإعلام المختلفة ولكنه أخبرنا أنه لن يخضع للتلقيح هذه السنة وذلك لأنه لا يثق في هذا النوع من اللقاحات فحسبه فقد خضع للقاح السنة الماضية إلا أنه ورغم ذلك فقد أصيب بالأنفلونزا وكانت حادة للغاية أرقدته الفراش لمدة ثلاثة أيام لذلك قرر عدم الخضوع للتلقيح هذه السنة. ...وآخرون يأخذون اللقاح في كل سنة ولكن ومن جهة أخرى هناك فئة من المواطنين من يخضعون للتلقيح كل سنة وقد أصبح من ضروريات حياتهم ومن بين هؤلاء الناس الآنسة سعاد في العقد الثالث من العمر هذه الأخيرة واحدة من الناس الذين يقومون بالتلقيح كل سنة ضد الأنفولونزا الموسمية ولديها قناعة تامة بهذا النوع من اللقاحات وفي خضم حديثنا إليها أخبرتنا أنها لم تسمع بانطلاق حملة التلقيح الوطنية ولكنها ستقوم بإجرائه وهي متعودة عليه فكل شهر ديسمبر من كل سنة تقوم بتلقيح نفسها ضد الأنفلونزا وقد أكدت لنا أن اللقاح ينفعها دوما ولا تتعرض لأعراض الأنفلونزا لذلك فإنها ستلقح نفسها هذا العام أيضا مثلما تفعل دوما. 4000 شخص يتوفون بسبب الأنفلونزا في الجزائر سنويا وحتى نعرف مدى ضرورة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالبروفيسور بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الذي أكد لنا بدوره أن هذا النوع من اللقاحات موجه أساسا للفئات الضعيفة من المواطنين أي للأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة وذلك لأن أعراض الأنفلونزا قد تسبب لهم مضاعفات خطيرة دون أن يدركوا مثل ارتفاع كبير في مستوى السكري أو أنها ترفع لهم نسبة الضغط في الدم ما قد يعرض حياتهم للموت بسبب النوبات التي يمكن لهم أن يصابوا بها. وقد أكد لنا ذات المتحدث من جهة أخرى أنه يتم تسجيل ما بين 1000 إلى 4000 حالة وفاة بأعراض الأنفلونزا سنويا وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة لهذه الفئة من الأشخاص. من جهة أخرى أكد لنا البرفيسور أن الأشخاص الأصحاء الذين يتراوح سنهم ما بين 18 إلى غاية 65 سنة ولا يخضعون للتلقيح وقد يصابون بالأنفلونزا فهم يكبدون خزينة الدولة خسائر كبيرة دون أن يعلموا لأنهم سيضطرون للبقاء في البيت وبالتالي فإن مصالح الضمان الاجتماعي ستضطر لدفع العطل المرضية لهم كما أنها ستعوض لهم مبالغ الأدوية التي يستهلكونها بسبب الإصابة بالأنفلونزا لذلك عليهم الخضوع للتلقيح المجاني في المراكز الاستشفائية أحسن من أن تتكبد الدولة كل هذه الخسائر.