إغلاق شامل على الضفة وغزة انتفاضة السكاكين ترعب الصهاينة فرضت سلطات الاحتلال إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة 48 ساعة بدأت منتصف ليلة السبت- الأحد في الوقت الذي شنت قواته فجر أمس حملة اعتقالات واسعة طاولت عددا من الشبان المقدسيين في أنحاء متفرقة من مدينة القدسالمحتلة. وقال الناشط في متابعة أحوال الطرق والحواجز بين المدن الفلسطينية جهاد ياسين في تصريح له إن قوات الاحتلال كثفت من تشديداتها العسكرية على حاجزي عطارة وعين سينيا شمال مدينة رام الله منذ صباح أمس الأحد في وجه المواطنين القادمين إلى المدينة وأوقفت المركبات ودققت في هويات ركابها ما تسبب بأزمة مرورية خانقة بسبب بداية دوام الموظفين الأسبوعي. ولفت ياسين إلى أن كافة الحواجز سالكة أمام المارة وأن قوات الاحتلال تغلق فقط المعابر والحواجز العسكرية الواصلة إلى الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس. إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال تسعة شبان بعد مداهمة منازلهم في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وأربعة من بلدة العيساوية شمالي مدينة القدسالمحتلة وثلاثة من مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين إضافة إلى ثلاثة آخرين من بلدة جبل المكبر جنوب شرقي المدينة. وبحسب ما قال الناطق الإعلامي باسم حركة فتح في مخيم شعفاط ثائر الفسفوس للعربي الجديد فإن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال شاركت في الحملة التي تخللها اندلاع مواجهات استخدمت خلالها تلك القوات الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي خاصة في مخيم شعفاط. واعتقلت قوات الاحتلال أيضا شابين فلسطينيين خلال حملة مداهمات واسعة بالضفة الغربيةالمحتلة وسرقت أموالا عقب مداهمة أحد البيوت بينما اعتقلت شابين آخرين على حواجز عسكرية نصبتها ليل السبت في الخليل ونابلس. وفي غضون ذلك اندلعت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة قباطيا بسبب اقتحام عدد من المنازل وتفتيشها واستجواب أصحابها ما تسبب في إصابة عدد من الأشخاص بحالات الاختناق عقب استنشاقهم للغاز المسيل للدموع. وفي سياق متصل اقتحمت مجموعات متطرفة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى وتجولت فيها تحت حراسة وحماية جيش وشرطة الاحتلال ووسط محاولات المصلين والمرابطين التصدي لهم بصيحات وهتافات التكبير. واعتلى عدد من المستوطنين تلة جبل جويحان شمالي مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة ونصبوا خياما عليها تمهيدا للاحتفال بما يسمى بعيد العرش اليهودي. انتفاضة السكاكين غيّرت أساليب الصهاينة قدم بنحاس عنبري الباحث بشؤون الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية صورة رقمية عن نتائج العام الأول من انتفاضة السكاكين التي أسفرت عن مقتل 42 صهيونيا وإصابة 577 آخرين. وفي مقال له على موقع المعهد الأورشليمي لشؤون الدولة أضاف عنبري -المستشار الإستراتيجي السابق بخارجية الاحتلال ورئيس مركز المعلومات بمكتب الناطق العسكري- أن هذه الانتفاضة قتل فيها 249 فلسطيني بينهم 77 من مدينة الخليل وأكثر من 60 منهم غير منتمين لتنظيمات فلسطينية مسلحة بينما أصيب أكثر من 18 ألف فلسطيني. وفي السياق ذاته تحدث أمير بوخبوط الخبير العسكري بموقع ويللا الإخباري عن أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتفعيل المزيد من وحداته العسكرية والأمنية لإحباط العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال تسليط الضوء على المنفذين المحتملين لهذه الهجمات والقيام بعمليات استباقية لإحباط نواياهم ضد الصهاينة وأوضح بوخبوط أن الجهود المكثفة التي يقوم بها الجيش والشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) نجحت في الحد من العمليات الفلسطينية لبعض الوقت لكنها سرعان ما تجددت وفقا لما ذكره أحد ضباط الاستخبارات في فرقة الضفة الغربية. وقد بات المنفذون الفلسطينيون يصطدمون بالجنود الإسرائيليين أكثر من المستوطنين بسبب الانتشار المكثف للقوات العسكرية الإسرائيلية بمختلف مناطق الضفة مشيرا إلى أن الهجمات الفلسطينية غيّرت وجهها وطبيعتها واتجاهاتها. وأضاف بوخبوط أن الجيش والشاباك كانا يواجهان في الماضي خلايا فلسطينية مسلحة لها رأس يوجهها ونشطاء يجمعون التمويل اللازم لدعمها وأفرادا يقومون بتدريب المسلح على اختيار مكان وزمان العملية مما وفر على أجهزة الاستخبارات الكثير من الوقت والجهد للعثور على المنفذ المحتمل للعملية التي تستهدف الإسرائيليين حتى أن جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) كان يعمل عام 2002 تماما بذات الطريقة التي استخدمها عام 1973 لكنه عام 2016 اضطر لتغيير طريقة عمله. وختم بالقول إن عام 2016 شهد اكتشاف ثلاثين ورشة لصناعة الأسلحة المحلية بالضفة بينما لم تكن أي من هذه الورش موجودة عام 2015 وفي حين وضعت قوات الأمن يدها على 150 قطعة سلاح العام الماضي فقد وصل العدد إلى ثلاثمئة قطعة سلاح منذ بداية 2016 مما يؤشر إلى ارتفاع كلفة المواجهة المسلحة في الضفة أمام الجيش.