تعهدت ناشطة يمنية بارزة بأن تحفز الانتفاضة التي يقودها الشباب مستلهمين الثورتين الشعبيتين في مصر وتونس ووصفت وعد الرئيس علي عبد الله صالح بالإصلاح بأنه "ذر للرماد في العيون" واعتبرت مبادرته "مضللة". وأصبحت توكل كرمان شوكة في جنب صالح وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم القاعدة. ويحكم صالح اليمن منذ 32 عاما. وخرج مئات المحتجين إلى الشوارع الشهر الماضي حين ألقت السلطات القبض على كرمان (30 عاما) عضو حزب الإصلاح الإسلامي المعارض لتنظيمها ما وصفته الحكومة باحتجاجات غير قانونية. وأفرج عنها فيما بعد. وانضم عشرات الآلاف إلى الاحتجاجات التي ساعدت في تنظيمها قبل أسبوعين. وقالت كرمان في مقابلة مع رويترز "الثورة في اليمن ستكون اسهل من مصر لأن الفقر في اليمن بل والجوع أكثر من مصر... ولأن الغضب الشعبي في اليمن أكثر منه في اي بلد آخر". ويعيش 40 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم. ويواجه الثلث الجوع المزمن ويمتلك واحد من كل اثنين بالبلاد مسدسا. وتقول كرمان الصحفية إن على الرغم من الترويع الذي تواجهه من قبل الشرطة فإنها مازالت تسير في الشوارع واثقة من أن اليمنيين سيثورون قريبا. وقالت إن رد فعل المجتمع الدولي مشجع. وعبرت عن ثقتها وشعورها بالأمان بعد الموقف المؤيد لتونس ومصر الذي اتخذه المجتمع الدولي وأضافت أن هذا يشجع اليمن على الثورة. ودفع التهديد بحدوث مزيد من الاضطرابات صالح الى تقديم تنازلات من بينها تعهده بالا يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة عام 2013 ودعوة للحوار. وقبلت المعارضة الدعوة. غير أن موجة من الاحتجاجات التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع ازدادت كثافة منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم الجمعة الماضي. وأصبحت الاشتباكات بين المحتجين والموالين لصالح تتكرر بمعدل اكبر. ويشك محللون في أن يشهد اليمن بسرعة ثورة على غرار الثورة المصرية. ومن المرجح أن تحدث اي اضطرابات ببطء ترافقها أعمال للعنف وإراقة للدماء في البلاد التي تحتل فيها الولاءات القبلية أهمية كبيرة. وقد تكون الاحتجاجات التلقائية التي شهدتها الفترة الأخيرة ولم تنظمها المعارضة إيذانا بنقطة تحول. وقالت كرمان "الشباب سيكونون في الخط الامامي وسيرفعون شعار ارحل الآن وليس غدا وستلتحق بهم الاحزاب السياسية". وأضافت "كنا قبل ثورتي تونس ومصر نناضل من اجل الاصلاحات السياسية ولكن السلطة لم تستجب لنا. والآن جاءت لنا ثورتا تونس ومصر بالحل العملي وهو ان البلد سيكون افضل اذا رحل الحاكم".