الدروس الخصوصية وجهة التلاميذ خلال العطلة أولياء مستاؤون من النتائج الكارثية للفصل الأول خرج التلاميذ في عطلة فجائية خاصة وأننا لمحنا الكثير منهم صبيحة يوم الثلاثاء الماضي وهم يحملون محافظهم ويلبسون مآزرهم للدخول إلى الأقسام إلا أنهم عادوا أدراجهم بعد إخبارهم بافتتاح العطلة المفاجئة والتي كانت مقررة يوم الخميس الماضي وهو اليوم الذي استلم فيه الأولياء كشوفات أطفالهم وندبوا حظهم عن المردود الدراسي الكارثي خلال الفصل الأول فيما ابتهجت فئة قليلة من الأولياء حول النتائج المرضية للأبناء. نسيمة خباجة صارت متابعة الأسرة للطفل حتمية لا مفر منها خلال السنوات الأخيرة بسبب تدني وضعف المدرسة الجزائرية في تأدية مهامها إلى جانب الدروس الخصوصية التي صارت بمثابة المدرسة الموازية للمدرسة العمومية والتي تلجأ إليها الكثير من العائلات من أجل إنقاذ مصير أبنائها وتجنب فشلهم الدراسي ولم يكن الأمر كذلك في السنوات السابقة بحيث كان التلميذ يعتمد على نفسه في الدراسة ولا حاجة له للدروس الخصوصية أو حتى متابعة الأولياء الذين كانوا على قدر ضئيل من العلم بل حتى منهم من كانوا يعانون من الأمية إلا أن أبناءهم كانوا من النجباء وهم اليوم أطباء ومهندسون ومعلمون ومحامون وقضاة.... أين نطرح التساؤل ماذا أصاب اليوم المدرسة الجزائرية؟ بحيث أضحى المستوى الدراسي يتدنى من السيئ إلى الأسوأ ناهيك عن بعض الفضائح المتتالية على غرار الاضرابات والاحتجاجات العارمة للتلاميذ ودون هذا وذاك القرار الفجائي للعطلة التي ستستمر لأكثر من 15 يوما في ظل النتائج الكارثية للأطفال والتي دمرت معنويات الكثير من الأولياء وجعلتهم يندبون حظهم حول مصير أبنائهم وتخوفهم من الرسوب المدرسي. اقتربنا من بعض الأولياء عبر بعض المتوسطات في العاصمة من أجل رصد آرائهم حول مستوى أبنائهم والوقوف على بعض نتائج الفصل الأول. إحدى السيدات قالت إنها لم تكن تتوقع أبدا المعدل التي حصلت عليه ابنتها بحيث حازت على معدل 9 من 20 والتي ستجتاز شهادة التعليم المتوسط الأمر الذي أقلقها كثيرا خاصة وأن ذلك المعدل لا يرشحها للنجاح أبدا وقالت إن ابنتها كانت نتائجها أفضل في الطور الابتدائي لكن في الطور المتوسط هي ضعيفة وتساءلت عن مكمن الإشكال على الرغم من تزويدها بالدروس الخصوصية وأبدت قلقها المستمر والخوف من رسوب ابنتها في شهادة التعليم المتوسط وانتقدت سيرورة المدرسة الجزائرية في الوقت الحالي والتي رمت بكل الثقل على الأولياء من أجل متابعة الأبناء على غير العادة ورأت أن بعض المعلمين اليوم لا يعيرون التلميذ أدنى اهتمام فالمهم إكمال وقت مادتهم والخروج دون الاستفسار عن مدى الفهم والاستيعاب الأمر الذي زاد من تفاقم المشكل وأدى إلى ضياع العديد من التلاميذ وهي قررت معاقبة ابنتها بحرمانها من الاستمتاع بالعطلة وستكون الدروس الخصوصية وجهتها في كامل العطلة من أجل الاستدراك وإنقاذ الموقف وكانت أمنيتها الوحيدة نجاح ابنتها في شهادة التعليم المتوسط. أما سيد آخر فقال إنه غير راض على نتائج طفليه اللذان يدرسان في الطور الابتدائي بحيث حصل أحدهما على معدل 5 من 10 والآخر 6 من 10 وهو مستوى متوسط حسب رأيه ورأى أن الظروف المحيطة بالمدرسة تفرض تدني مستوى التلاميذ فبعض المعلمين تجردوا من المسؤولية ورموها كاملة على الأولياء في متابعة الطفل وأضاف أن زوجته تبذل قصارى جهدها لنجاح ابنيهما بحيث تتابعهما في المراجعة وتعيد لهما شرح الدروس كاملة بسبب عدم فهمها في القسم وقال إن الأسرة الجزائرية تعاني في ذلك الجانب على غير ما عهدناه بالأمس بحيث كان الشرح والاستيعاب يتم في القسم ولم نكن حتى في حاجة إلى الدروس الخصوصية واليوم الحمد لله نحن في مناصب محترمة الأمر الذي يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية خاصة وأن نصف التلاميذ نجدهم يركضون إلى الدروس الخصوصية حتى وهم في الطور الابتدائي وذلك عيب وعار. سيدة أخرى قالت إن تعليم أبنائها تحول إلى وسواس قهري يطاردها في المنزل فهي تقف على قدم وساق من أجل متابعتهم في كل صغيرة وكبيرة فيما يخص دراستهم خاصة وأنها ترفض فشلهم الدراسي فالشارع لا يرحم أبدا وعن النتائج قالت إنها لا بأس بها بعد جهد مضن خلال كامل الفصل فابنتها حازت على معدل 13 من 20 وهي تدرس في السنة الأولى متوسط أما ابنها في السنة الثانية متوسط فحاز على معدل 12 من 20. فيما قرر الأولياء الغاضبون من نتائج أبنائهم إدراجهم بالدروس الخصوصية في كامل العطلة وحرمانهم من العطلة من أجل استدراك ما فاتهم وفهم واستيعاب دروس الفصل الأول لعدم حدوث الحشو في الفصل الثاني والثالث على اعتبار أن الدروس هي حلقات متسلسلة.