* القرضاوي: "انتصرنا على الظلم" ع· سفيان احتفل المصريون أمس بأول جمعة بعد رحيل الفرعون حسني مبارك، وقد عاد مليونا مصري إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة للاحتفال بنهاية عصر الظلم والاستبداد، ليجعلوا من يوم أمس يوما مباركا، بعد نجاحهم في "ترحيل" مبارك من قصر الحكم الذي جلس فيه طيلة ثلاثة عقود ذاقوا خلالها ويلات الظلم والقهر·· تجاوزت أعداد المواطنين المحتشدين بميدان التحرير للمشاركة في الاحتفالات ب "جمعة نصر الثورة" المليون ونصف المليون مواطن، وتحدثت بعض المصادر عن أكثر من مليوني متظاهر، وامتدت الحشود المليونية إلى الشوارع المحيطة بالميدان في مشهد مهيب، وذلك بعد أن فاض بهم ميدان التحرير· وظل المصريون الذين توافدوا بقوة على الميدان من مختلف المحافظات رافعين أعلام مصر وصور الشهداء يرددون هتافات "تحيا مصر" ويرددون الأغاني الوطنية المتنوعة، فيما قامت جموع من المحتشدين بإنشاد بعض الترانيم المسيحية تأكيدا على الوحدة الوطنية التي أسهمت في صنع الثورة ونجاحها· وشهدت محطات مترو الأنفاق بميادين التحرير وعبد المنعم رياض ورمسيس حشودا كبيرة من المواطنين الذين خرجوا في سلاسل بشرية مهيبة صوب ميدان التحرير· من جهتهم، قام رجال الشرطة العسكرية بتنظيم الدخول إلى الميدان ومنع دخول السيارات إلى منطقة المحتشدين حفاظا على أمن هذه الحشود الكبيرة وحماية لها· كما لوحظ تواجد لكافة الفئات المهنية من صحفيين ومحامين وأطباء وقضاة وأساتذة الجامعات بالإضافة إلى عدد من رجال الشرطة الذين حرصوا على مشاركة المواطنين في هذه الاحتفالات، تأكيدا على تضامنهم مع الثورة في ملحمة شعبية تاريخية· وعقب صلاة الجمعة انطلقت الاحتفالات الكبيرة بمسيرة لدعم السياحة وأخرى وفاءً للشهداء وتكريم ذويهم بالإضافة لاحتفالية كبيرة بدأت من الساعة الثانية ظهرا واستمرت حتى ساعة متأخرة من المساء، بحضور مجموعة من الفنانين الشباب مثل حمزة نمرة وحمادة هلال ومحمود العسيلي ودي جي وليد الحريري ومحمد المغربي وبعض الفرق الغنائية مثل وسط البلد والمصريون وبعض الشعراء فضلا عن مجموعة من الشخصيات العامة· من جهة أخرى، أكد العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن "اليوم هو يوم أبناء مصر جميعًا؛ مسلمين وأقباط"، مطالبًا بأن يتم تسمية ميدان التحرير الذي شهد مولد ونجاح الثورة اعتبارًا من اليوم بميدان شهداء ثورة 25 يناير· وقال الشيخ القرضاوي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بميدان التحرير وسط حشود مليونية: "إن هذه الثورة لم تكن ثورة عادية؛ بل ثورة ملهمة ومعلمة للعالم أجمع، مؤكدًا أن الشباب الذي حقق النصر في هذه الثورة لم ينتصر فقط على النظام السابق، بل على الظلم والباطل والسرقة والنهب والأنانية"· وأضاف أن الشباب الذي قام بهذه الثورة لم يكن ليُخذل أبدًا؛ "حيث إن الله وعد بنصر المؤمنين وإقرار الحق على الباطل·· فللباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، مشيرًا إلى أن جميع فئات المجتمع المصري شاركت في تلك الثورة بتوجهاتهم الدينية والفكرية والمهنية والسياسية وفئاتهم العمرية في بوتقة واحدة وحققت انتصار الثورة· وعقب صلاة الجمعة وصلاة الغائب التي أدها المتواجدون بميدان التحرير على أراوح الشهداء رددوا هتافات مناوئة للنظام المخلوع من بينها "الشعب يريد تطهير البلاد، ولا حسني ولا أعوانه"، وأدى أكثر من مليوني مواطن صلاة الجمعة بميدان التحرير، الذي احتشدوا به وبالشوارع المحيطة به منذ الصباح الباكر للاحتفال بانتصار ثورة 25 يناير·