إحتشد بعد ظهر الجمعة حوالي ميلوني شخص تلبية لدعوة شباب 25 يناير للاحتفال برحيل الرئيس السابق حسني مبارك والتى أطلق عليها جمعة "الوفاء" أو "النصر" تكريما لشهداء الثورة والضغط على السلطات الحاكمة في البلاد لتسريع تحقيق باقي المطالب. وزحفت الحشود إلى ميدان عبد المنعم رياض المحاذي والى الشوارع المتفرعة عن ميدان التحرير كشارع رمسيس وطلعت حرب وقصر العينى و ذلك بعد أن امتلأ وسط القاهرة عن آخره منذ الصباح. وقد بدأت الاحتفالات عقب انتهاء صلاة الجمعة التي أمها الشيخ يوسف القرضاوى الذي أكد في خطبته أن اليوم هو" يوم أبناء مصر جميعا". وطالب بأن يتم تسمية ميدان التحرير الذى شهد مولد ونجاح الثورة اعتبارا من اليوم بميدان "شهداء ثورة 25 يناير". وقال الشيخ القرضاوى إن هذه الثورة التي شارك فيها كافة فئات الشعب المصري "لم تكن ثورة عادية بل ثورة ملهمة ومعلمة للعالم أجمع" واضاف أن الشباب الذى حقق النصر فى هذه الثورة "لم ينتصر فقط على النظام السابق بل على الظلم والباطلة والسرقة والنهب والأنانية". وقد انتشر افراد الجيش على مداخل الميدان بمساعدة لجان شباب 25 جانفي للتفتيش والتحقق من هوية المتظاهرين تخوفا من حدوث أعمال شغب أو تخريب ولضمان سلامة الحاضرين فى جمعة "الوفاء" في الوقت الذي تتواجد فيه دبابات الجيش بكثافة بالميدان ومحيطه. وأغلقت قوات الجيش جميع الطرق المؤدية إلى الميدان لتأمين الاحتفالات. وتم تحويل خطوط سير السيارات القادمة من شارع القصر العينى بداية من مجلسى الشعب والشورى بالإضافة إلى انتشار عدد كبير من الجنود فى الشوارع الرئيسية والمتفرعة حول المتحف المصرى وشارع طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض. وأقام الشباب مسرحا غنائيا بجوار مبنى الجامعة الأمريكية التي تقع بالميدان بالإضافة إلى نصب تذكارى على شكل برج يحمل صور وأسماء شهداء الثورة وفى الأعلى علم جمهورية مصر العربية. وظلت الحشود تتوافد على وسط القاهرة من مختلف المحافظات حتى بعد صلاة الجمعة رافعين أعلام مصر وصور الشهداء مرددين اغاني واناشيد وطنية والهتافات التي تطالب السلطات الحاكمة في مصر بالإسراع في تحقيق مطالب الشباب. كما ردد الاقباط ترانيم مسيحية للتأكيد على مشاركتهم واسهامهم في نجاح هذه الثورة. ومن المقرر أن تدوم الاحتفالات الى غاية منتصف الليل حيث يتوقع مشاركة فرق موسيقية وفنانين فيها. وذكرت تقارير اعلامية عن تنظيم القوى السياسية وشباب 25 يناير والحركات الشعبية مظاهرات حاشدة مماثلة في مختلف المحافظات للمطالبة "بتنفيذ بنود "الثورة. وتمثلت المطالب فى الإفراج الفورى عن المعتقلين السياسيين قبل وبعد 25 يناير وتغيير الحكومة الحالية والإسراع فى التعديل الدستورى والإعلان رسميا عن إلغاء قانون الطوارئ. وفي المقابل شارك حوالي 10 الاف شخص بعد ظهر اليوم في مظاهرات "جمعة الوفاء" أمام مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية بالجيزة للمطالبة بتكريم الرئيس السابق حسنى مبارك. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب الجيش المصري بتكريم الرئيس السابق ومنحه التقدير اللازم "لما قدمه لبلاده اثناء فترة حكمه".