''كأنه عريس يُعد ليوم زفافه ويشرف على إعداد قاعة الفرح قبل ساعات من بدء الاحتفال''.. هكذا يتحرك محمد القصاص، أحد ثوار 25 جانفي وعضو ائتلاف ثورة الغضب، يشرف على ترتيبات احتفالات ''جمعة النصر'' وتكريم الشهداء التي يشهدها ميدان التحرير اليوم بعد ثلاث جمع من الغضب والثورة وأسالت دماء الشهداء. سيشهد ميدان التحرير، اليوم، مظاهرة مليونية للمرة الرابعة على التوالي، ولكن هذه المرة ليست لإسقاط النظام ولكنها ''جمعة النصر'' احتفالا بإسقاط نظام الرئيس مبارك وسقوط الفاسدين من رجال الحزب الوطني ومحاسبة من استولوا على أموال البلاد سيمت ''جمعة تكريم الشهداء''، حيث سيرتدي الجميع شارات الحداد على أرواح من سقطوا خلال الثورة والذين تجاوز عددهم 500 شهيد.. كما ستعلق صور الشهداء في كافة أركان الميدان. وفي قلب الميدان سيقف الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ليخطب الجمعة في جموع المصريين، بعدما ظل خلال الجمع الثلاث الماضية حاضرا من خلال خطب حماسية وداعمة للمتظاهرين عبر شاشات التلفزيون. وقد وصل الشيخ القرضاوي، أمس الخميس، إلى القاهرة بعد دعوة شباب ائتلاف ثورة الغضب له لمشاركة المصريين فرحة النصر، بعد أسبوع من رحيل مبارك عن حكم البلاد، وهي الدعوة التي رحب بها القرضاوي. ويعد القرضاوي من القلائل الذين دعموا الثورة من رجال الدين بشكل واضح منذ اندلاعها، حيث وجه العديد من الرسائل للرئيس مبارك يطالبه بالرحيل حرمة استباحته لدماء المصريين، وكان يدعو الثورة للثبات والصبر وبشّرهم بالشهادة والجنة. وتبدأ الاحتفالية، التي يتوقع أن يشارك فيها أكثر من خمسة ملايين، مع نسمات الفجر، حيث دعا شباب الثورة لصلاة فجر جماعية في ميدان التحرير، يعقبها إعداد مسرح الاحتفال وكذلك ترتيب الميدان وتقسيم الشباب بين منظمين ولجان نظام لتنظيم القادمين لميدان التحرير وتفتيشهم، على غرار ما كان يحدث طيلة الجمع الماضية، وبعد خطبة الشيخ القرضاوى سيتبعه الشيخ محمد جبريل للدعاء لمصر وللشهداء، كما سيلقي العديد من الدعاة والمشايخ كلمات لأهالي الشهداء لتثبيتهم. ومن المقرر أن يذاع فيديو قصير لصور الشهداء وأحاديث مع أمهاتهم كما، سيذاع فيلم قصير عن الثورة وماذا حدث بها خاصة خلال الأيام التي قطع فيها الأنترنت والهواتف المحمولة والتي وصلت لعشرة أيام من عمر الثورة، ومع تمام الساعة السادسة مساء سيقوم المنظمون للحفل بإذاعة بيان عمر سليمان الذي أعلن فيه تنحي الرئيس مبارك في ذات التوقيت الذي أذيع فيه الأسبوع الماضي. كما أعلن كل من الفنان محمد منير وعلي الحجار وحمزة نمرة ومحمد حماقى أحياءهم لاحتفالات النصر بميدان التحرير، كما أكد الشباب أن المجال مفتوح أمام الجميع شريطة ألا يكونوا ممن تتضمنهم ''قوائم العار''. وكان الشباب قد أعدوا قوائم بالفنانين والمطربين الذين انتقدوا الثورة ودعموا النظام السابق ومنهم تامر حسني وإيهاب توفيق. ورغم الإعلان أن اليوم، الجمعة، يوم للنصر، إلا أنها تحمل رسائل ضمنية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم لمصر الآن بأن الثورة لم تخمد، وأن الاعتصام معلق لحين تحقيق كافة المطالب، ومن المتوقع أن يوجه شباب الائتلاف رسالة للمجلس يطالبه فيها مجددا بالإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة، وكذلك الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، وكذلك تشكيل مجلس رئاسي وتحديد جدول زمني لتنفيذ المطالب، ويأتي في قمته رحيل حكومة شفيق، كما سيقوم شباب الائتلاف بطرح عدد من الأسماء خلفا لشفيق، ومنها الدكتور كمال الجنزوي رئيس الحكومة الأسبق، وكذلك الدكتور أحمد جويلي وزير التموين الأسبق، والدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق. وسيشارك المحتفلين عدد من الدعاة ورجال الإعلام والفن ومنهم عمرو خالد وصفوت حجازي ومصطفى حسني ومعز مسعود ومحمود سعد وهالة فهمي وخالد النبوي وخالد الصاوي وخالد يوسف وعمرو وأكد وزكي فطين وتيسير فهمي. كما دعا الائتلاف قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالحضور ومشاركة الشعب فرحته.. وفي سياق متصل أعلن عدد من مؤيدي الرئيس مبارك عن تنظيم مظاهرة موازية تحت مسمى ''يوم الوفاء ورد الجميل للرئيس مبارك''، ومن المقرر أن تنطلق من أمام مسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين. وتعمل مجموعات شبانية على الإعداد لاحتفالية المليونية بالنصر، بينهم الشاب محمد القصاص، الذي يعمل ضمن مجموعة مشكلة من 15 شابا يقومون منذ يومين بالتحضيرات من خلال تقسيم ميدان التحرير والإعداد للمسرح وأجهزة الصوت. بينما يقوم فريق آخر بتزيين الميدان بالورود وأعلام مصر. ويقول القصاص، الذي كان ممن أطلقوا الثورة ولم يرحل عن ميدان التحرير منذ شهر، إن احتفالية النصر هي بداية جديدة لمصر والإعلان عن مولد جديد لها.