ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن عدداً من أعضاء مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية قدموا أمس استقالاتهم رسميا إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، احتجاجا على تصاعد أعداد القتلى والجرحى في الاشتباكات الدامية بين القوات الليبية والمتظاهرين. وقال مسئول ليبي للصحيفة إن اثنين على الأقل من أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذي قاد مع العقيد القذافي الانقلاب العسكري الذي أطاح في الأول من سبتمبر 1969 بحكم الملك الراحل إدريس السنوسي، بعثا باستقالات مكتوبة إلى القذافي، تعبيرا عن رفضهما لقيام قوات الشرطة ومكافحة الشغب بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرات سلمية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد. ولم يكشف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ما إذا كان العقيد القذافي قد قبل هذه الاستقالات أم لا، لكنه أضاف "نعم تلقى مكتب القائد استقالات، لا نعرف الأسماء لكنهم من رفاقه في الثورة". وتظهر هذه الاستقالات وجود انقسام بين القذافي وباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذين نجح القذافي على مدى 42 عاما من سنوات حكمه في تحييدهم وتعيينهم في وظائف هامشية والانفراد بالسلطة من دون منازع. إلى ذلك، نفت مصادر ليبية رسمية ل"الشرق الأوسط" ما أشيع أمس عن هروب بعض أفراد أسرة عائلة القذافي إلى الخارج مع احتدام المواجهات الراهنة في مناطق مختلفة من ليبيا بين السلطات الأمنية والمطالبين بتنحي العقيد القذافي عن السلطة.