أظهرت دراسة لمنظمة أوكسفام للتنمية أن الهوة بين الأغنياء والفقراء تباعدت منذ عام 2015 بشكل غير مسبوق حتى الآن. وحسب الدراسة التي أعلنت عنها أوكسفام بمناسبة المنتدى العالمي للاقتصاد في دافوس أن أغنى ثمانية أشخاص من أغنياء العالم وجميعهم من الرجال يمتلكون ثروة تقترب مما يمتلكه نصف فقراء البشرية إجمالاً. كما أظهرت الدراسة أن أغنى 1 من سكان العالم يمتلك منذ عام 2015 أكثر مما تمتلكه جميع بقية العالم. واستندت الدراسة إلى بيانات متعددة المصادر قامت أوكسفام بتجميعها وتحليلها منها على سبيل المثال تقديرات مجلة فوربس بشأن ثروة أغنى ثمانية رجال في العالم بالإضافة إلى بيانات بنك كريدي سويس بشأن ثروة العالم. وتظهر البيانات أن الفجوة تزايدت بين الأغنياء والفقراء حيث ازداد الدخل العالمي في الفترة بين 1988 حتى عام 2011 بنحو 11.9 تريليون يورو وأن أغنى 10 من سكان العالم هم الأكثر استفادة من هذه الزيادة حيث حصل هؤلاء على 45 من هذه الزيادة. وازدادت ثروات أغنى 1 من سكان ألمانيا على سبيل المثال بنسبة 34 . وعزت منظمة أوكسفام هذا التفاوت الشاسع في الثروات إلى تطورات سلبية في المجال السياسي والاستثمار وطالبت الدول المعنية بتعزيز التعاون فيما بينها بدلاً من التنافس فيما بينها في خفض الضرائب لصالح الشركات. كما أوصت المنظمة الدول بتشجيع التوجه الاستثماري الذي لا يهدف إلى توفير رؤوس الأموال للشركات المستثمرة بقدر ما يهدف لتوفير المزيد من فرص العمل ورعاية العمال والحرص على البيئة. وانتقدت المنظمة اعتبار إجمالي الناتج القومي مؤشراً على الرخاء وشددت على أن هناك أعمالاً لا يحصل أصحابها على أجور مثل النشاط والأعمال العائلية تساهم بشكل جوهري في رخاء المجتمع ولكنها لا ترصد ضمن إجمالي الناتج القومي.