منظمات ومعاهد ووسائل إعلام غربية توليها اهتماما متزايدا ** الجزائر ترفض أن تتلقى الدروس من الأعداء و الخلاطين مناصرة: هؤلاء يتربصون بالجزائر.. وهكذا نحميها ع. صلاح الدين لن نذيع سرا إن قلنا أن الجزائر قد باتت في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى تحت مجهر (مخابر التخلاط) العالمي الساعية إلى إثارة البلبلة من خلال تقارير لمنظمات ومعاهد ووسائل إعلام غربية أصبحت تولي اهتماما متزايدا للشأن الداخلي لبلادنا التي عبّرت رسميا عن رفضها لتلقي دروس من (الخلاطين العابرين للقارات) ومن جهات لا تريد لها الخير.. وجاء البيان الأخير لوزارة الشؤون الخارجية بخصوص قيام بعض الصحف بنقل (تصريحات منسوبة لأشخاص معروفين أو حتى مجهولين ودراسات يزعم أنها أكاديمية ومواد إعلامية أخرى غايتها تضخيم التقييمات المغرضة حول الوضع في الجزائر وآفاقه) ليشير إلى استياء رسمي لدى الجزائر من استمرار حملات إثارة البلبلة التي تستهدف بلادنا من جهات مشبوهة لديها سوابق غير إيجابية في كثير من البلدان العربية التي قادتها وصفات (مخابر التخلاط) العالمي نحو الدمار وأنهار من الدماء وها هي المخابر نفسها تتربص بالجزائر بهدف إدخالها نفقا مظلما جديدا.. هؤلاء يتربصون بالجزائر.. في مقال مطول له تحت عنوان (من يهدد الجزائر ومن يحميها؟) تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه رصد عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير الاهتمام الغربي المتزايد بالشأن الجزائري وهو اهتمام قال مناصرة أنه يبعث على الشك ويدعو للدراسة بغية معرفة النوايا والخفايا لأن الجزائر تظل مستهدفة. وأحصى رئيس جبهة التغيير عددا كبيرا من المساهمات التي صدرت من دوائر غربية قريبة من صناعة القرار اهتمت بالوضع الجزائري مسلطة للأضواء على المستقبل الغامض والتخوف من التطورات.. وذكر بعض الشواهد على سبيل المثال لا الحصر: أولا: الدوائر الأمريكية: 1- مقال مجلة politico الأمريكية المنشور في 18 أوت 2016 الذي أثار ردود فعل قلقة من الخارجية الجزائرية حيث تطرق المقال إلى موضوع الاستثمارات الأوروبية في مجال الطاقة ونقلت المجلة عن مسؤول أوروبي فضل عدم ذكر اسمه: أن تحقيق المصالح الأوروبية المتعلقة بأمنها الطاقوي مرتبط أساسا بتجاوز الانسداد السياسي في الجزائر. 2- نشر معهد المؤسسات الأمريكية AEI في 24 أكتوبر 2016 تقريرا أعدّه جون ميشال ريبان مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية والذي صنف الجزائر ثالثا بعد موريتانيا في قائمة 10 دول مهددة بعدم (الاستقرار على المدى القريب) وزعم أن الجزائر ستكون ضمن الدول التي ستجتاحها الموجة الثانية للربيع العربي مشيرا إلى أن هناك أكثر من خطر يحيط بها ويهدد استقرارها ويجعلها على حافة الانهيار. 3- أكثر من تقرير نشره مركز كارنيغي للسلام حول الجزائر في عام 2016 والتي تتنبأ كلها بصعوبة الموقف من بينها التقرير المنشور في 28 أفريل 2016 للباحثة دالية غانم يزبك والمعنون ب: (الجزائر على حافة الهاوية: ماذا حققت السنوات السبعة عشر من حكم بوتفليقة). 4- تقرير مجلة فورين أفيرز Foreign Affaires الأمريكية الشهيرة في شهر 27 ماي 2016 والمعنون ب: Algeria on the brink) الجزائر على حافة الهاوية ( والذي تحدثت فيه أن بعد خمس سنوات من الربيع العربي تتواجد الجزائر على حافة انتفاضة شعبية ما لم تسارع الحكومة إلى احتواء الوضع عن طريق إطلاق الإصلاحات الضرورية.. لاحظ أن نفس العناوين تتكرر !!! 5- تقرير صدر عن جامعة كولومبيا في الولاياتالمتحدة في 10 أكتوبر 2016 قارن فيه بين أزمة سعر النفط الحالية 2014 - 2016 بالنسبة للجزائر بمثيلتها في نهاية الثمانينات 1986-1988 تحت عنوان: (آثار الأسعار المنخفضة للنفط على الجزائر) أين يؤكد التقرير أن الاقتصاد الجزائري بالرغم من امتلاكه هامشا يمكنه من مواجهة الأزمة في المدى القصير إلا أن البلاد تحتاج إلى إصلاحات هيكيلية عميقة للخروج من المعضلة. 6- مقال بمجلة (nationalreview) الأمريكية بعنوان هل ستكون الجزائر مرشحة للثورة Will the Next Arab Revolt Be in Algeria? صدر في 03 فيفري 2017 واعتبر صاحب المقال BENJAMIN WEINTHAL أن الدين الاقتصاد والديموغرافيا عوامل تشكل خليطا ينذر بالإنفجار في الجزائر. ثانيا: الدوائر الأوروبية والفرنسية: 1- التقرير البرلماني الفرنسي الأخير في 20 جانفي 2017 والذي تناول مستقبل العلاقات بين أوروبا ودول المغرب العربي أعده النائب عن الحزب الاشتراكي جان غلافاني والنائب عن الحركة من أجل الجمهورية غي تيسيي بعد زيارتهما للجزائر تم عرضه في اجتماع للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي أين رسم صورة هشة بالنسبة للدول المغاربية الثلاث: المغرب وتونس والجزائر إذ تعيش حسبه حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني.. 2- تصنيف (الصندوق من أجل السلام (FFP)) في مقياسه للدول الهشة 2016 Fragile State الذي صنف الجزائر في خانة (التحذير المرتفع) ب7.8 نقطة في المرتبة 76 عالميا من بين 178 دولة شملها التصنيف. 3- تخصص الجرائد والمجلات الفرنسية مساحات واسعة لمتابعة الوضع الجزائري أين تعبر في مجملها عن شكوك إزاء مستقبل الجزائر سواء اليمينية أو اليسارية منها عبر تقارير لاتركز فقط على التطورات السياسة ولكنها تستعرض أيضا مخاوف اجتماعية وتصور مشهدا قاتما يحوم حول الجزائر. 4- دراسات في مجلات بحثية فرنسية تناولت الوضع الجزائري ركزت في مجملها على مقاربة الوضع الجزائري من خلال البحث في ثنائية الانسداد الداخلي وغياب الاستقرار الخارجي ومن أهمها العدد الخاص بالجزائر في مجلة (Politique Etrangère) التي تتبع المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) في سنة 2015 والموسوم ب: L_Algerie nouvelle force regionale حيث خلص العدد إلى أن الجزائر وبشكل غريب تبدو هادئة رغم البيئة المحيطة بها المشتعلة من كل جانب والتي تعج بالأزمات. 5- تصريحات بعض الزعماء اليمينيون خاصة في فرنسا ممن ترشحوا للرئاسيات: حيث يعتبرون أنفسهم معنيين مباشرة بالواقع الجزائري وتطوراته خاصة في حالة اتجاه الأوضاع إلى عدم الاستقرار السياسي وصعوبة انتقال السلطة أو تزوير الانتخابات فحسبهم سينعكس عليهم الأمر بتزايد موجات الهجرة وتغذية منابع الإرهاب وهذا يقض مضاجعهم ويرعبهم بعد الذي عاشوه في السنوات الأخيرة. 6- مقال الصحفي (ستيفان بولارد) Stephan Pollard في موقع spectacor البريطاني في 1 ديسمبر 2016 الذي اشتغل سابقا كرئيس تحرير جريدة jewish chronicle المتصهينة والمتطرفة المعنون ب: How Algeria could destroy the EU? أي كيف يمكن للجزائر أن تتسبب في تدمير الاتحاد الأوروبي... 7- مقال رأي في صحيفة la librebelgique البلجيكية نشر في 17 ديسمبر الماضي كتبه بيار دوفراني Pierre defraign وهو مدير تنفيذي لمركزMadariage College الأوروبي ومدير عام شرفي في المفوضية الأوروبية عنونه ب: Apres Alep l_Algerie ?) بعد حلب الجزائر) يحذر فيه الدوائر الأوروبية من أن سيناريو الحرب الأهلية في سوريا وبالخصوص ما وقع في حلب قد يتكرر في الجزائر ومن ثم فاحتمال انهيار الجزائر ب40 مليون من سكانها يمثل تهديدا محدقا بأوروبا. 8- جريدة ( la croix) الفرنسية ذات التوجه المسيحي الكاثوليكي نشرت تقارير بتاريخ 01 فيفري 2017 تبحث عن إجابات لأسئلة مثل من يحكم الجزائر؟ وهل ستشهد الجزائر اضطرابات مستقبلا؟ وتنحو منحى التهويل والتخويف والإثارة.. أي خلفيات؟ ويتطرق مناصرة في مقاله التحليلي إلى خلفيات هذه المقالات والدراسات فيقول أن هذه المساهمات والتي رسمت المشهد الإعلامي والبحثي والسياسي في الغرب في سنتي 2016 و2017 شكلت من خلالها صورة للجزائر كدولة على حافة الانهيار وعلى استعداد للانفجار ومرشحة للفوضى وفق تصنيف مرتفع للخطر وإذا تتبعنا بدقة هذه المقالات والدراسات والتي تعد بالمئات في مصادر مختلفة يمكن تصنيف أهداف وخلفيات أصحابها إلى ثلاث: 1- كتابات محذرة: تهدف من ورائها إلى تقديم تحذيرات لدوائر صنع القرار في بلادها من مغبة استمرار الوضع الجزائري على حاله وخطورته بالنسبة لمصالح بلادهم الحيوية سواء في الجزائر أو على المستوى الإقليمي وتقدم لهم خلاصات وتوصيات لكيفية التعامل مع هذه الحالات. 2- كتابات محرضة: تهدف إلى إشعال حرب نفسية كمقدمة لفتح ثغرات واختراق الجزائر لإحداث الفوضى والفتنة وضرب استقرار البلاد.. وتحرض على الاحتراب بين الجزائريين بحجج واهية لم تعد تنطلي على شعب المليون ونصف مليون شهيد. 3- كتابات متنبئة: تهدف من ورائها بنظرة أكاديمية إلى استشراف مستقبل الجزائر كدولة لها ثقلها الإقليمي وبعدها الاستراتيجي في أمن الضفة الجنوبية لأوروبا استنادا إلى مؤشرات الواقع وخلفيات الماضي. ما الحل؟ في ختام مقاله المتميّز يتساءل رئيس جبهة التغيير: (ما الحل لتجاوز الخطر المحدق؟).. ويرد على تساؤله بنفسه قائلا: لا يمكن أن نختم هذه الرسالة التي قد تبعث على اليأس والخوف من المستقبل دون أن نذكر الحلول اللازمة للخروج بالجزائر إلى بر الأمان فتقريبا أغلب تلك الدراسات والأبحاث والمقالات والتصريحات التي ذكرنا البعض منها تتحدث على أن تصويب المسار ومنع الفوضى وضمان الاستقرار وتحصين البلاد في الجزائر يمر عبر: - إجراء إصلاحات سياسية. - إجراء إصلاحات اقتصادية. ومن جهتنا نقول أن التحصين يكمن في: 1- التوافق الوطني بين أبناء الوطن الواحد. 2- الحوار الجاد والمسؤول بين الحكومة والشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين. 3- المنافسة السياسية النزيهة من خلال تنظيم انتخابات نزيهة وفق المعايير الدولية فالجهود يجب أن تتوجه نحو الفعل الديمقراطي الانتخابي وتحويل الفعل الاحتجاجي إلى فعل تغيير ديمقراطي وإجراء مصالحة بين الشعب الجزائري وصندوق الانتخابات بالشكل الذي يحفظ العدالة بين الناس ويضمن الحريات ويحقق النمو الاقتصادي. 4- تنظيم الانتقال الديمقراطي السلس بعيدا عن مظاهر الفوضى أو تدوير السلطة أو تجاهل مطالب المعارضة المشروعة. 5- مسؤولية كل مكونات المجتمع في التوحد من أجل حماية الجزائر لأن الجزائر بالأمس حررها الجميع واليوم يحميها الجميع. 6- مسؤولية القوى السياسية في تشكيل أحزاب قوية تجعل من هدفها العمل من أجل حماية البلاد من المخاطر والتهديدات ومن ثم فمشروع الوحدة بين جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم هو احسن جواب على كل التحديات التي ذكرت سابقا ويعتبر لبنة أساسية لزرع الأمل بدل اليأس في المجتمع ويفتح أبواب الإصلاح بدل الفساد والإفساد وهي وحدة خادمة للإسلام لأنه مستهدف بالتزييف والتحريف والتكفير والإرهاب ورافعة للوطن تقوية وتحصينا وتوحيدا وداعمة للديمقراطية ضد الاستبداد والفساد والتزوير فلا ديمقراطية بدون أحزاب كبيرة وقوية تستوعب الاختلاف والتنوع وتمنع أن يتحول كل خلاف إلى انقسام. فرسالتي إلى الجميع هي أن الجزائر مستهدفة وعلينا جميعا سلطة ومؤسسات وشعب وأحزاب ومجتمع مدني ان نحميها وننمّيها ونحصّنها بالحرية والحوار والديمقراطية والمصالحة والتضامن والعدل والحق. **** هكذا ردت الجزائر على التخلاط .. أشارت وزارة الشؤون الخارجية في بيانها الصادر أمسية الثلاثاء إلى أن (بعض الصحف الوطنية تتناقل أحيانا وبصفة تهويلية تصريحات منسوبة لأشخاص معروفين أو مجهولين وكذا دراسات يزعم أنها أكاديمية ومواد إعلامية اخرى غايتها تضخيم التقييمات المغرضة حول الوضع في الجزائر وآفاقه). وأضافت الوزارة (أنه مهما كان مصدرها: فرنسا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية أو بلد آخر ومهما كان طابعها: علميا أو قائما على تكهنات فإن علامات غياب الموضوعية والصور النمطية التي تحملها هذه المقالات المرسكلة بكثرة لتزييف الواقع الحالي وآفاق الجزائر لا يمكنها الصمود امام أي تحليل مهما كان بسيطا يبرز التاريخ البطولي للشعب الجزائري وتمسكه الثابت باستقلاله وبعدم التدخل في شؤونه الداخلية). وحسب وزارة الشؤون الخارجية فإن (هذا النوع من التعبير العلني عن آراء أجنبية ليس له بطبيعة الحال أي تأثير لا من حيث المضمون ولا من خلال البلد أو المؤسسة التي يحرص على إبداء انتسابه إليها ولا حتى من خلال التنكر للمواصفات الإيجابية والاستثنائية التي تتميز بها الجزائر من حيث الإنجازات الوطنية الملموسة أو الإسهامات الأكيدة في إحلال السلم والأمن الدوليين). وأكدت الوزارة أن (الجزائر التي تسعى بثبات بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى التجسيد الفعلي للتطلعات المشروعة لشعبها مع فرض نفسها كفاعل مسؤول في العلاقات الدولية لا يمكن أن تتأثر بأي شكل من الأشكال بمثل هذه التجاوزات). وجاء في بيان الوزارة أنه (في عالم مثقل بالضغوطات والمخاوف المترتبة عن التحديات الشاملة والإقليمية التي تهدد الإنسانية قاطبة فإن الدول على شاكلة الجزائر التي نجحت في التحرر من غياهب الاستعمار والقضاء على الإرهاب تعتبر قيمة أكيدة لا يمكن أن تهزها الرياح).