أدانت بريطانيا وفرنساوالولايات المتّحدة القمع الذي يمارسه نظام الزّعيم الليبي معمّر القذافي للمحتجّين المطالبين بالديمقراطية، وحثّت النّظام الليبي على بدء الحوار معهم وتنفيذ إصلاحات· في مقابل ذلك، هدّد نظام القذافي بوقف التعاون في مجال الهجرة غير الشرعية إذا شجّعت أوروبا الاحتجاجات المؤيّدة للديمقراطية· وعبّرت الولايات المتّحدة عن قلقها العميق بشأن استخدام السلطات الليبية والبحرينية العنف ضد المتظاهرين· وقال مسؤول أمريكي: "إن الولايات المتّحدة تدرس كلّ التحرّكات الملائمة ردّا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجّين"، وأضاف أن أمريكا تقوم بتحليل كلمة ألقاها سيف الإسلام القذافي عبر التلفزيون لمعرفة إذا ما كان هناك "إمكانية لإجراء إصلاح جادّ" حسب تعبيره· ومن جانبها، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتّحدة سوزان رايس لمحطّة "أن بي سي" الإخبارية الأمريكية "إن بلادها ترفض رفضا قاطعا استخدام العنف ضد المحتجّين المسالمين"· ونفت رايس الاتّهامات الموجّهة لإدارة الرئيس باراك أوباما بعدم اتّخاذ الردّ المناسب حيال موجة الاحتجاجات المنادية بالديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقالت: "إن الولايات المتّحدة تشجّع حكومات المنطقة للاعتراف برغبة شعوبها في التغيير والإصلاح"· من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لقناة "سكاي نيوز" التلفزيونية إنه يتعيّن على المجتمع الدولي ألاّ يتردّد في إدانة ممارسات السلطات الليبية· وطالب هيج الزّعيم الليبي معمّر القذافي باحترام حقوق الإنسان الأساسية الذي رأى أنه لا يوجد مؤشّر على ذلك من خلال ما وصفه بردّ الفعل الرّهيب والمفزع للسلطات الليبية اتجاه هذه الاحتجاجات، محذّرا من أن العالم يراقب ما يحدث في هذا البلد· وفي اتّصال هاتفي مع سيف الإسلام نجل القذافي، حثّ هيج على بدء حوار مع المحتجّين المناهضين للحكومة وتنفيذ إصلاحات· وأبلغ هيج سيف الإسلام أن قمع ليبيا للمتظاهرين غير مقبول وسيثير إدانة عالمية· وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "إن هيج عبر عن الانزعاج بشأن أنباء تعرّض أعداد كبيرة من المحتجّين للقتل أو الهجوم على أيدي قوات الأمن الليبية"، وشدّد على أن غياب كاميرات التلفزة لا يعني أن العالم لن يركّز انتباهه على تصرّفات الحكومة الليبية، ودعا إلى زيادة الضغوط الدولية وإدانة قمع المحتجين· من جهتها، اعتبرت فرنسا أن قمع السلطات الليبية للمحتجّين المطالبين بالديمقراطية أمر "غير مقبول"· وقال الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية لورون ووكياز: "إن باريس قلقة جدّا من الأحداث الجارية في ليبيا"، ووصف الأنباء التي تتحدّث عن ممارسة العنف ضد المحتجّين وسقوط العديد من القتلى بأنه أمر "لا يمكن قبوله"· يأتي ذلك في وقت طالبت فيه "هيومن رايتس ووتش" الاتحاد الإفريقي والدول الإفريقية والعربية بمناشدة الحكومة الليبية وقف أعمال القتل غير القانونية بحق المتظاهرين· وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظّمة سارة ليا ويتسن: "هناك كارثة إنسانية تحدث هذه اللّحظة في ليبيا، مع مقاومة المتظاهرين بجرأة للرّصاص والموت لثالث يوم على التوالي·· ليبيا تحاول حجب المعلومات تماما عن العالم الخارجي، لكن لا أحد يقدر على إخفاء مذبحة"·