رحلة بحثهم عن الأدوية متواصلة والوصاية تنفي ندرتها ** * مرضى يستغيثون: يا سيادة الوزير.. زُر الصيدليات عادت أزمة ندرة الأدوية لتلقي بظلالها بقوة على المشهد الصحي في البلاد وبينما يواصل عدد كبير من المرضى رحلة البحث عن أدوية مختلفة لا أثر لها في صيدلياتنا تزعم المصالح المختصة أنه لا وجود لأي ندرة وهو واقع يدفعنا إلى التساؤل: من نصدق.. الوزارة وبياناتها وتصريحاتها المطمئنة بل والمبشرة بتصدير الدواء إلى الخارج أم المرضى المساكين الذين يقطعون مسافات كبيرة بحثا عن علبة دواء قد تخفف عنهم آلامهم.. وقد لا تفعل؟!.. وأعاد المدير العام للصيدلية المركزية للمستشفيات محمد عياد الجدل بشأن مصداقية التصريحات الرسمية حين زعم انه ليست هناك أي (ندرة) في الأدوية بالمستشفيات الجزائرية مشيرا إلى التطور التدريجي في مجال اقتناء هذه الأدوية منذ بضع سنوات. وردا على تقارير إعلامية تشير إلى تسجيل ندرة مؤخرا في بعض الأدوية (كورتيكوستيرويد) قال السيد عياد خلال ندوة صحفية انه ليست هناك أي ندرة في التموين بهذه المواد على مستوى الهياكل الاستشفائية للبلد. وأشار ذات المسؤول إلى الأدوية المعنية بهذه الندرة المزعومة مؤكدا أن مادة واحدة فقط (ديكساميتاوزون) هي التي توقف إنتاجها لدى الممون الوطني الوحيد للصيدلية المركزية للمستشفيات وهذا كما قال لاعتبارات مرتبطة بالمنتج الأجنبي الأول. وأضاف السيد عياد انه تم الحصول على رخصة استثنائية لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تمكن الصيدلية المركزية للمستشفيات من استيراده مؤكدا أن هذا الدواء من المفروض أن يكون متوفرا بالجزائر خلال الأسابيع المقبلة. واسترسل يقول هناك مخزون سيسمح بضمان احتياجات المستشفيات متوفر على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات مشيرا إلى أن الندرة ربما موجودة على مستوى الوكالات الصيدلانية. وحرص المتدخل على التذكير بأنه مع غياب علاج ما هناك بدائل أخرى (منها الأدوية الجنيسة) متوفرة دائما لتعويض العلاج. وفي نفس السياق أوضح ذات المتحدث أن دفتر شروط يلزم شركاء الصيدلة المركزية للمستشفيات بتبليغه في مدة ثلاثة أشهر مسبقا في حالة ندرة محتملة (تحت طائلة) العقوبات حيث أكد أن هيئته تتعامل مع حوالي خمسين مصدر-منتج وطني و250 مخبر صيدلاني عالمي. وبعد أن أشار إلى (التطور التدريجي) في مجال اقتناء الأدوية منذ السنوات الأخيرة أكد السيد عياد أن الجزائر قامت بشراء ما يعادل 75 مليار دينار جزائري سنة 2016 مقابل 62 مليار دج في 2015 و57 مليار دج في 2014. أما فيما يتعلق بتوزيع هذه المنتجات تم تسجيل ما يعادل أكثر من 81 مليار دج سنة 2016 مقابل 74 مليار دج في 2015 و64 مليار دج في 2014. وفي سنة 2009 بلغ حجم شراء الأدوية مبلغ 27 مليار دج وبلغ ذلك المتعلق بالتوزيع مبلغ 26 مليار دج حسب ما صرح به السيد عياد. وأضاف السيد عياد أنه بناء على 4270 دواء متضمن في مدونة النشاط الوطني وجهت 912 منها إلى الصيدلة المركزية للمستشفيات بما فيها 161 لمعالجة أنواع السرطان مشيرا في ذات السياق إلى أن منظمة الصحة العالمية حددت ب367 قائمة الأدوية التي يمكن أن توجه للتكفل بسكان كل بلد بما فيها 27 لعلاج السرطان. كما لم يفوت المدير العام للصيدلة المركزية للمستشفيات أن يذكر أن الجزائر أصبحت مرجعا فيما يتعلق بتسعيرة الأدوية حيث نجحت في التفاوض على أسعار منخفضة مع المخابر الأجنبية. وكقابل التصريحات الرسمية المطمئنة قامت أخبار اليوم بجولة بسيطة زارت خلالها عددا من الصيدليات في الجزائر العاصمة وسألت الصيادلة عن مدى صحة (الإشاعات) الرائجة بشأن ندرة بعض الأصناف الدوائية فأكدوا أن هناك ندرة فعلا وبعضهم سخر من الروايات الرسمية وقال أن الأمر لا يتعلق بإشاعات تروجها جهات مغرضة بل أمر واقع مؤسف يدفع ثمنه ملايين المرضى ولكن وزارة الصحة في عالم آخر تصر على أنه لا توجد أي ندرة في الأدوية على مستوى الصيدليات الخاصة مثلما يتم (الترويج) له وكم نتمنى أن ينزل سيادة الوزير عبد الماك بوضياف بنفسه إلى الصيدليات ويسأل الصيادلة ليتأكد من حقيقة الموضوع علما أن متعاملين في سوق الدواء يتداولون قائمة تتضمن 300 تسمية علمية للأدوية مفقودة على مستوى الصيدليات وهي قائمة لأدوية خاصة بأمراض عديدة أبرزها أمراض القلب والشرايين والمعدة وأخرى مطلوبة بكثرة على شكل أقراص وشراب وحقن ومضادات حيوية.