بادرت مؤخرا لجنة أوفدتها وزارة السكن والعمران، وذلك بمعية مصالح الأمن بولاية المدية إلى فتح تحقيق معمق، حول الأوضاع التي آلت إليها مديرية السكن والتجهيزات العمرانية بذات الولاية، وهذا بعد رفض المدير الحالي التوقيع على مناقصات ووثائق إدارية كانت حبيسة الأدراج منذ زمن المدير السابق. وحسب مصادر »أخبار اليوم« فإن وزير السكن أمر بفتح تحقيق حول من يقف وراء الفوضى العارمة التي شهدتها مديريته في المدة الأخيرة على مستوى المدية، والتي أثرت سلبا على مشاريع القطاع التنموية على مستوى بلديات 19دائرة بذات الولاية. وأضافت مصادرنا مؤكدة أنه من بين الأسباب الدافعة لإيفاد لجنة تحقيق في موضوع مشاريع القطب الحضري، يعود أساسا إلى الخروقات الفاضحة في قانون المناقصات، كوجود فواتير الأشغال الإضافية التي تجاوزت نسبتها المائة بالمائة، وهذا خلافا للقانون الساري العمل به والذي يحدد نسبة هذه الأشغال بأن لا تتعدى العشرين بالمائة، كما أكدت ذات المصادر بأنه من بين الأسباب التي أدت إلى رفض المدير الأول التوقيع على الكثير من الصفقات والمناقصات التي أجريت على مستوى مديريته في مشروع القطب وجود بعض المشاريع قد تم إنجازها مرتين على غرار الطريق المزدوج الذي يربط القطب بمقبرة الشهداء لمسافة تفوق 1.5 كيلومتر بمبلغ تعدى ال 04 ملايير سنتيم، والذي أنجز للمرة الأولى شتاء2009، حيث تم تزفيته تحضيرا لزيارة وزير القطاع، ومن ثمة تم إعادة إنجازه للمرة الثانية وبنفس المبلغ وعلى يد نفس المقاول، كما كان للغموض الذي ساد الطرق التي تمت بواسطتها تسليم بعض المشاريع إلى مقاولين على شكل استشارات بدل مناقصات، دون إشهارها عبر اليوميات الوطنية حسب ما ينص عليه قانون الصفقات العمومية. كما -أضافت- مصادرنا أن المدير السابق السيد »الواعر« كان قد رفض التوقيع على الكثير من أمثال هذه الصفقات والمناقصات بسبب الغموض الذي سادها، مما أدى إلى توقف الأشغال ببعض هذه المشاريع الهامة وأثر سلبا على بعض المقاولين الذين أنجزوا المشاريع المسلمة لهم بفعل توقف الدعم المالي لهم، غير أن رفض المدير الجديد هو الآخر التوقيع على هذه الصفقات والوثائق بمبرر عدم معاينتها في حينها، هو الذي دفع بوزير السكن إلى فتح تحقيق حول سبب هذا الرفض ومعاقبة المتسبب. وحسب بعض الجهات العليمة فإن مشروع القطب الحضري الكبير بالمدية استهلك أكثر من 3000 مليار سنتيم لغاية اليوم، في مشاريع منها من انتهت بها الأشغال ومنها من أعيد إنجازها للمرة الثانية قبل التسليم للمشروع، وحسب ملاحظة بعض المتتبعين لقضايا التنمية بهذه الولاية، يشيرون إلى وجود أياد خفية تريد إثبات آرائها أمام الجميع بأنها تتحكم في زمام المشاريع التنموية بالمدية، وأنها فوق القانون فهل تتوصل اللجان الموفدة من قبل وزير السكن إلى كشف حقائق تسليم وإنجاز المشاريع التنموية بهذه الولاية.