4 وسائل معينة على بلوغ الفردوس الطريق إلي محبة رسول الله 1-الصلاة والسلام عليه: يقول عنها ابن القيم: إنها سبب لدوام محبة النبي صلي الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذالك عقد من عقود الإيمان الذي لايتم إلا به لان العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايد شوقه إليه واستولي علي جميع قلبه وإذا اعرض عن ذكره وإحضاره وإحضار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه. ولا شيء أقر لعين العبد المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكره وإحضار محاسنه فإذا جري هذا في قلبه جري لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وتكون زيادة ذالك ونقصانه بحسب زيادة الإيمان ونقصانه في قلبه. أرباح لاتصدق *قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من صلّى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة . *وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من صلي علي واحدة صلي الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات . *وزادك فقال: أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكا عند قبري فإذا صلي علي رجل من أمتي قال ذالك الملك يامحمد..إن فلان بن فلان صلي عليك الساعة . وتفريج الهم أيضا إذا شكوت تزاحم المشاغل علي ذهنك وتوارد الهموم عليك حتى ضاق صدرك وجفاك النوم وآخاك السهر وألفك القلق فصل علي النبي صلي الله عليه وسلم !!. عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال:قلت: يارسول الله.. إني أكثر الصلاة فكم اجعل لك في صلاتي ؟ (دعائي) قال: ماشئت قال: قلت: الربع ؟ قال: ماشئت. وإن زدت فهو خير لك قال: قلت: فثلثين ؟ قال: ماشئت وإن زدت فهو خير لك فقلت: اجعل لك صلاتي كلها ؟ قال: إذا يكفي الله همك ويغفر لك ذنبك. معني الصلاة والسلام عليه أما صلاتنا عليه فهي دعاء وطلب من الله لعلو أمره ورفع مكانته وفيها إظهار فضله وشرفه وأما السلام عليه فهو بمعني التحية والإذعان والانقياد والتسليم لحكمه وأمره.. 2-إتباع سنته: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . ولذالك قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ولست تاركا شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به إني اخشي إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ . احمد يتبع سنة أحمد واسمع إلي حرص أحمد بن حنبل الشديد علي إتباع سنة النبي صلي الله عليه وسلم وتنفيذ كلامه علي انه تعليمات تنفذ وليس دروسا تحفظ. قال رحمه الله:ماكتبت حديثا إلا وقد عملت به حتى مر بي أن النبي صلي الله عليه وسلم احتجم وأعطي أباطيبة دينارا فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت. بل ينقل عنه صاحبه إبراهيم بن هانيء واقعة أغرب من الخيال فيقول: اختبأ عندي أحمد بن حنبل ثلاث ليال ثم قال لي: اطلب موضعا حتى أدور.قلت: إني لا آمن عليك ياأباعبد الله فقال: النبي صلي الله عليه وسلم اختبأ في الغار ثلاثة أيام وليس ينبغي إن نتبع سنته في الرخاء ونتركها في الشدة. أين إيثارك له ؟! قال الإمام ابن تيمية: فمن حقه صلي الله عليه وسلم إن يؤثره العطشان بالماء والجائع بالطعام وانه يجب إن يوقي النفس والأموال كما قال تعالي ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب إن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه . فاعلم إن رغبة الإنسان بنفسه إن يصيبه ما أصاب النبي صلي الله عليه وسلم من المشقة حرام وكذالك من يصون نفسه عن جهاد وعمل وبذل فهو مفضل نفسه علي نفسه الكريمة صلي الله عليه وسلم. *من نام عن صلاة الفجر فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم *من أعطي نفسه ماتشتهي فأطلقها في الحرام فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسم *من أهمل لسانه وسله علي أعراض الناس يغتاب وينم ويفتري الكذب فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم. *من استبدل سماع الغناء لحرام والفاحش من القول بسماع آيات القرآن الكريم فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم. *من طلب مجالس اللاهين وأماكن العصاة وعافت نفسه حلق الذكر ودروس العلم فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم. *من انشغل بتجارته وماله اواهله وعياله عن أداء الفرائض فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم. من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقا طاعة ووفاء 3-قراءة القرآن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف . كان عبد الله بن عمر من سادة المحبين لأنه وصل إلى طريق المحبة بتنفيذ هذه الوصية واسمع إلى شهادة مولاه نافع حين سئل: ما كان يصنع بن عمر في منزله؟ قال: لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما. 4- متابعة أخبار المحبين: * اسمع إلى حب عبد الله بن عمر الذي قال عنه سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر. يقول عنه مولاه نافع: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان صلى فيه حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصب في أصلها الماء لئلا تيبس. * واسمع إلى حب عمرو بن العاص رضي الله عنه: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له حتى لو قيل لي: صفه ما استطعت أن أصفه!! * واسمع إلى حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سئل: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وإبائنا وأمهاتنا وأحب إلينا من الماء البارد على الضمأ. * واسمع إلى حب زيد بن الدثنة رضي الله عنه: وكان أهل مكة قد أخرجوه من الحرم ليقتلوه قال له أبو سفيان ( وهو يومئذ مشرك): أنشدك بالله يا زيد.. أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنت في اهلك؟ فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا في مكانه الذي هو فيه مقيم تصيبه الشوكة وإني جالس في أهلي. فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا. * واسمع إلى شدة شوق ربيعة بن كعب الاسلمي إلى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم أطاقته فراقه ففي الوقت الذي كان الناس يسالون النبي صلى الله عليه وسلم الشاء البعير قال ربيعة: أسالك مرافقتك في الجنة فطالبه النبي صلى الله عليه وسلم بالثمن مقدما: فأعني على نفسك بكثرة السجود .