داعش يخنق السكان والجوع يهددهم الموصل.. الموت بأبشع أشكاله ! يعيش غرب الموصل حالة مأساوية حيث يسجل نقص حاد ف يالمواد الأساسية كالطحين والأرز وحليب الأطفال وغيرها. ويقطن في الساحل الأيمن من غرب المدينة العراقية أكثر من 800 ألف مدني بلا طعام ووسط شح في المياه الصالحة للشرب وغياب تام لحليب الأطفال ما أثار مخاوف متزايدة من ارتفاع حالات الوفاة بسبب الجوع والعطش. ويعمد تنظيم داعش إلى تضييق الخناق على السكان مانعاً التجار من استيراد المواد الغذائية وفارضاً إغلاق المحال التجارية ومروعاً كل من يحاول الفرار من جحيمه . وفي هذا السياق ذكر المرصد العراقي لحقوق الإنسان أن 25 طفلاً لقوا حتفهم خلال جانفي ولا تزيد أعمارهم عن الثلاث سنوات. وأضاف أن الأطفال توفوا بسبب الجوع الذي يضرب الساحل الأيمن منذ بدء عمليات تحرير مدينة الموصل. وما يزيد الحال سوءا منع تنظيم داعش بطريقة متعمدة تجار المدينة من استيراد المواد الغذائية للسكان. وفي شهادة حية قال يونس الحمداني وهو مواطن استطاع الهروب بعائلته خلال انطلاق معارك الساحل الأيمن إن الجوع والعطش سيخلفان ضحايا من المدنيين كما تفعل الحرب لأن داعش ضيق الخناق علينا وبدأ يغلق المحلات التجارية وذلك بسبب وجود العمليات العسكرية والضربات الجوية التي تسقط على المدينة . في حين قالت شيماء إن نساء الحي الذي كانت تسكنه كلهم لا يملكون الطحين ولا الأرز ولا البندورا. وإن كل ما يملكونه هو تمر من النوع الرديء . آبار ملوثة إلى ذلك وهرباً من الموت عطشاً لجأ سكان الساحل إلى حفر آبار المياه واستخدامها رغم أنها غير صالحة للشرب فيما تتزايد دعوات المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات جوية لإلقاء المواد الغذائية وسط مطالبات بالضغط أكثر على الحكومة العراقية لإيجاد حلول لإنقاذ المدنيين وتزويدهم بالأكل ومياه الشرب. وتعتزم الأممالمتحدة استئناف عمليات الإغاثة في الجزء الشرقي من مدينة الموصل العراقية في أقرب وقت والتي كانت قد توقفت الأسبوع الماضي بسبب الوضع الأمني والهجمات التي يشنها مسلحو داعش. يذكر أن الحكومة العراقية قد أعلنت بدء عمليات تحرير الساحل الأيمن في مدينة الموصل العراقية في التاسع عشر من فيفري 2017 بمساندة قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالامريكية. الدواعش الأجانب وفي الاثناء تشتد ضراوة المعارك ضد داعش الإرهابي كلما توغلت القوات العراقية في الشطر الغربي من مدينة الموصل واقتربت من مركز التنظيم حيث يزيد عدد المقاتلين الأجانب الذين يحاربون حتى النهاية لأنه من الصعب عليهم الاختلاط بالمدنيين أو المغادرة. وخلال أحد المعارك قتلت القوات العراقية مسلحا أجنبيا تابعا للتنظيم وعثرت بحوزته على دفتر عناوين صغير يحتوي على أرقام هواتف مقاتلين آخرين. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي: ليس عراقيا وربما لا يكون عربيا كلما اقتربنا من المركز كلما صادفنا الأجانب . وأشار المحمداوي إلى أن المقاتلين الأجانب لا يهربون مثل المقاتلين المحليين التابعين للتنظيم إذ لا يمكنهم الاختلاط بالمدنيين بسهولة وربما الإفلات من قوى الأمن مضيفا أن ليس للمقاتلين الأجانب مهرب ولذلك سيقاتلون حتى النهاية . وبعد الهزيمة في شرق الموصل حاول مسلحو داعش الاستعداد للمعركة في غربها فأحدثوا فتحات في الجدران وطردوا سكان البيوت التي تتيح لهم مواقع ممتازة لإطلاق النار على القوات العراقية المتقدمة. لكن القوات العراقية المشاركة في المعارك غربي الموصل أوضحت أن التنظيم يعاني نقصا في المسلحين هناك وذلك بعد أن عثرت على قطع من الورق مدون عليها إجازات قصيرة لفترات لا تتجاوز اليوم الوحد لمقاتلي داعش مما يعني أنه لم يكن لديهم الوقت أو الأعداد الكافية.