يعرف المشهد الامني في العراق مزيدا من التقدم الميداني لصالح الجيش العراقي, اثر تحرير عدة أحياء من الجانب الأيمن لمدينة الموصل, مركز محافظة نينوى (شمال البلاد), و استعادة السيطرة على عدد من مناطق كانت خاضعة لتنظيم داعش الارهابي غرب المدينة. و يتزامن هذا مع تزايد موجة النزوح لعشرات المدنيين الذين عبروا الخطوط الأمامية للمعارك اتجاه مناطق اكثر أمنا, في ظل مخاوف تؤشر بحدوث كارثة انسانية وشيكة. و كانت القوات العراقية التي بدأت في 19 فبراير الجاري عملية استعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل ,قد تمكنت من استعادة عشرات القرى والمناطق فضلا عن استعادتها لمطار الموصل الدولي ومعسكر الغزلاني الذي يعد أكبر القواعد العسكرية للجيش العراقي السابق. وأعلن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية, حيدر العبادي, انطلاق عملية استعادة الجانب الغربي من مدينة "الموصل" نتج عنها حتى الآن استعادة عشرات القرى والمناطق فيما تواصل القوات تقدمها ومحاصرتها لأحياء أخرى. تقدم لافت للقوات العراقية, و مخاوف من اندلاع أزمة انسانية بعد الانتصارات التي سجلتها القوات العراقية في الجانب الايسر من المدينة التي تخضع منذ عام 2014 لسيطرة ما يسمى ب"تنظيم الدولة الاسلامية-دعش" , في اطار معركة "قادمون يا نينوى" ما فتئ يسجل الجيش العراق المدعوم من التحالف الدولي برئاسة الولاياتالمتحدة و الحشد الشعبي. و تمكنت القوات العراقية, من إسترجاع المزيد من القرى المتواجدة على الجانب الأيمن من مدينة الموصل, و قضت خلالها على عدد من عناصر تنظيم داعش في غارات جوية شنتها ضد مواقع التنظيم الارهابي ما تسبب في خسائر فادحة في صفوفه وعتاده. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق شاكر جودت, في بيان, إن القوات الاتحادية "تتقدم بثبات لتحرير الجانب الأيمن من الموصل", مشددا على أن التنظيم الارهابي يخسر قدرته على المقاومة و"بات على مشارف الهزيمة". و في ظل هذا التقدم الميداني, حذرت الاممالمتحدة من ان العملية العسكرية الواسعة في المنطقة ضد داعش , قد تتسبب في نزوح ما يصل إلى 400 ألف مدني , وقد يتضمن فرض حصار على المدينة القديمة المكتظة بالسكان. ويتوقع القادة العسكريون أن تكون المعركة "أكثر صعوبة" بسبب عدم قدرة الدبابات والمدرعات على المرور في الشوارع الضيقة والأزقة فضلا عن أسباب أخرى. وقالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق, ليز غراندي, ان "هذه معركة مختلفة لها تبعات على المدنيين, يجب أن نواجه احتما لفرض حصار على المدينة القديمة", واضافت أن الأممالمتحدة بحثت العديد من الخيارات لضمان وصول الغذاء والدواء والماء للمدنيين حال حدوث مثل هذا السيناريو. و يحاصر الجيش العراقي العدو لكنه ترك مخرجا للمقاتلين لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين والحد من الدمار في المنازل والبنية التحتية. وتقدر الأممالمتحدة أن ما يصل إلى 800 ألف مدني يعيشون في الأحياء الغربية بالموصل. و ترى ان نحو نصفهم قد يفرون من منازلهم "في أسوأ الأحوال" وهو ما يمثل ضعف عدد من نزحوا بسبب معركة السيطرة على شرق الموصل. و لاحتواء موجة النزوح تتبني الحكومة ووكالات إغاثة مواقع للطوارئ جنوبالمدينة وتخزن فيها إمدادات رئيسة. وقالت الأممالمتحدة إن إمدادات الغذاء والوقود تتضاءل غرب الموصل وأغلقت الأسواق والمتاجر وندرت المياه الجارية وانقطعت إمدادات الكهرباء في عدد من الأحياء أو أصبحت تأتي على فترات. ولم تصل إلى المدينة إلا القليل من الإمدادات التجارية منذ قطع الطريق الرئيس إلى سوريا نهاية نوفمبر الماضي.