قصف متواصل من الخارج وجرائم مروعة في الداخل ** تتواصل حلقات المأساة الدامية في العرق الذي لم يعرف إلى الآن كيفية الخروج من دائرة النار التي تحيط به من كل ناحية ففي الداخل جماعات الحشد الشيعية وجرائم داعش المرعبة وفي الخارج قذائف التحالف التي تترك في مرة آثار جريمتها على العراقيين العالقين في دائرة الموت. ق.د/وكالات سقط عشرات الضحايا من المدنيين لدى قصف طائرات التحالف الدولي مبنى تقطنه عائلات ومنازل مجاورة له بحي الشفاء في الجانب الغربي من مدينة الموصل شمال العراق مع بداية الحملة العسكرية العراقية لاستعادة هذا الجانب من قبضة تنظيم الدولة . بثت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة صورا قالت إنها لقصف جوي أميركي استهدف أبنية سكنية ومحلات تجارية في حي الشفاء وأضافت أن 49 شخصا قتلوا معظمهم أطفال ونساء وجرح 78 آخرين. ولم تعلق قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة ولا الحكومة العراقية على هذه المعلومات. وتعد هذه الحصيلة من بين أكثر الهجمات دموية بحق المدنيين منذ بدء معركة استعادة الموصل في السابع عشر من أكتوبر الماضي. معركة الموصل في غضون ذلك استعادت القوات العراقية الأحد عدة قرى خلال معارك اليوم الأول من الحملة العسكرية الرامية لاستعادة النصف الغربي من الموصل في حين أبدى التنظيم مقاومة شرسة. وقال قائد حملة الموصل العسكرية الفريق الركن عبد الأمير يار الله إن القوات العراقية استعادت 17 قرية و123 كيلومترا مربعا موضحا في بيان صحفي أن وحدات الشرطة الاتحادية والرد السريع التابعة للجيش استعادت قرى العذبة والبوجوراي والجماسة والكنيطرة والكافور والأبيض والزكروطية واللزاكة والكرامة . وأضاف يار الله أن وحدات محور قيادة الفرقة التاسعة من الجيش استعادت أيضا قرى باخيرة والديباجة والحسينية والإبراهيمية والشيخ يونس والحراقيات بينما استعادت قوات الحشد الشعبيقرية إمام حمزة وتل كيصوم غرب الموصل. كما أعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن قواته قتلت 79 من تنظيم الدولة ودمرت 13 عجلة مفخخة و30 عبوة ناسفة مع الاستيلاء على مستوع للمقذوفات. وقال الملازم أول في قوات الشرطة الاتحادية فيصل صباح الخفاجي إن مطار الموصل سيكون الهدف الأول لقوات الشرطة الاتحادية أثناء الحملة العسكرية لتحرير النصف الغربي من المدينة. وفي الجانب الشرقي من الموصل قتل جندي عراقي وأصيب ستة آخرون في هجوم انتحاري نفذه تنظيم الدولة الأحد الذي اصبح خاضعا بالكامل للقوات الحكومية. وقال مصدر من قوات جهاز مكافحة الإرهاب إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف مقرا لقوات الجيش في منطقة النبي يونس (شرقي الموصل) . وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الأحد بدء العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الذي يسيطر على المدينة منذ منتصف 2014. وفي محافظة الأنبار قالت مصادر أمنية عراقية إن تنظيم الدولة شن هجوما على بلدة كبيسة شمال غرب الرمادي. وأضافت أن قصفا بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون واشتباكات مسلحة مستمرة في الجهة الغربية من البلدة بين مسلحي التنظيم من جهة والأجهزة الأمنية والحشد العشائري من جهة أخرى. 350 ألف طفل عالقون وداعش يهدد بالتصفية نبهت منظمة سيف ذا تشيلدرن غير الحكومية البريطانية لمأساة إنسانية قد تقع غرب الموصل. وأشارت إلى أن نحو 350 ألف طفل عالقون في القسم الغربي من مدينة الموصل داعية القوات العراقية وحلفاءها إلى بذل كل ما بوسعهم لحمايتهم . وشدد مدير مكتب المنظمة في العراق ماوريتسيو كريفاليرو على وجوب إقامة ممرات آمنة بأسرع ما يمكن لإجلاء المدنيين في وقت باشرت القوات العراقية الأحد العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم داعش بعدما استعادت السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة. وقال في بيان إن نحو 350 ألف طفل وفتى تقل أعمارهم عن 18 عاماً عالقون في القسم الغربي من الموصل وعواقب عمليات القصف في هذه الشوارع الضيقة والمكتظة بالسكان قد تكون أكثر دموية من كل ما عرفناه حتى الآن في هذا النزاع . داعش يهدد بتصفية الفارين وأوضحت عائلات اتصلت بها المنظمة أن الفرار ليس خياراً مطروحا بسبب تهديد مقاتلي التنظيم بتنفيذ عمليات إعدام سريعة ورصاص القنص والألغام المضادة للأفراد. وقال كريفاليرو الأطفال أمام خيار مروع في الشطر الغربي من الموصل: عليهم أن يختاروا بين القنابل والمعارك والجوع إن بقوا والإعدامات ورصاص القناصة إن حاولوا الفرار . وأضاف على القوات العراقية وحلفائها وبينهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا بذل كل ما في وسعهم لحماية هؤلاء الأطفال وعائلاتهم لافتا إلى أنهم بدأوا يعانون من نقص الطعام والمياه والأدوية . يذكر أن الأممالمتحدة حذرت في وقت سابق من تداعيات معركة غرب الموصل على المدنيين. وقالت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إن الهجوم العراقي المدعوم من الولاياتالمتحدة ضد داعش في غرب الموصل قد يتسبب في نزوح ما يصل إلى 400 ألف مدني وقد يتضمن فرض حصار على المدينة القديمة المكتظة بالسكان. قنابل داعش في الأثناء قتل ثلاثة أطفال يعملون رعاة للمواشي في غرب العراق عندما داس أحدهم على قنبلة زرعها داعش على جانب الطريق حسب ما أعلن مسؤولان محليان. وقال مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي إن ثلاثة أطفال قتلوا بواسطة عبوة ناسفة زرعها تنظيم داعش شمال البغدادي . وأشار إلى أن الضحايا الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاما كانوا يرعون الأغنام عندما انفجرت قنبلة في شمال ناحية البغدادي على بعد نحو 180 كيلومترا شمال غرب بغداد. وقال مسؤول في الشرطة المحلية إنهم لقوا حتفهم على الفور. وقد اتجهت وحدة من الشرطة إلى موقع الانفجار ونقلت جثثهم إلى المشرحة . وكانت ناحية البغدادي لفترة وجيزة تحت سيطرة المتشددين الذين استولوا على حوالي ثلث العراق في عام 2014.