من 1962 إلى 2017 27 شخصية ترأست الفاف (الجزء الثاني والأخير) إمبراطورية روراوة... سنتناول في الجزء الثاني عن بقية الشخصيات التي كان لها شرف رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من منتصف الثمانينيات إلى وقتنا الحاضر وأهم ملاحظة قد نتوقف عندها خلال الألفية الحالية هو استقرار منصب رئيس (الفاف) حيث لم يتداول عليه إلا شخصيتين فقط الرئيس الحالي محمد روراوة وحميد حداج الأول وبعد انتهاء عهدته اول امس بمناسبة انعقاد الجمعية العامة بعد عهدتين أولمبيتين خلفا لحميد حداج وقبل مجيئ هذا الاخير ترأس محمد روراوة (الفاف) في الفترة مابين نوفمبر 2001 إلى جانفي 2006. ولنبدأ من حيث توقفنا في عدد أمس مع حقبة الراحل عمر كزال الذي ترأس (الفاف) لعدة فترات متقطعة. من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 ومن جويلية 1989 إلى نوفمبر 1992 ومن أفريل 2000 إلى أوت 2001 عمر كزال يعد عمر كزال رحمه الله الوحيد في تاريخ (الفاف) الذي ترأس هذه الهيئة لثلاث مرات المرة الأولى كانت من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 والمرة الثانية امتدت من شهر جويلية 1989 إلى شهر نوفمبر 1992 والمرة الثالثة كانت من أفريل 2000 إلى أوت 2001. يمكن القول أن رئاسة كزال للاتحادية شهدت الكرة الجزائرية مستويات متباينة فإذا كانت الفترة الأولى قد بلغ فيها منتخبنا نهائيات كاس أمم إفريقيا عام 1984 بكوت ديفوار واحتلاله الصف الثالث فان في الفترة الثالثة نال فيها منتخبنا الوطني التاج القاري عام 1990 بتفوقه على المنتخب النيجيري بالجزائر كما سجل المنتخب الوطني في عهدته مهزلة خلال دفاعه عن لقبه القاري بالسنغال حيث أقصي المنتخب بقيادة الشيخ كرمالي رحمه الله في الدور الأول. الفترة الثالثة تزامنت مع الأيام السوداء التي ميزت الكرة الجزائرية وكان من نتاج ذلك سوء الاستقرار على رأس الاتحادية مباشرة بعد مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2000 التي أقيمت بغانا ونيجيريا وخرج فيها في الدور الأول وغادر الراحل قصر دالي إبراهيم في شهر نوفمبر من س السنة الموالية دون ان يكمل عهدته وهي نفس الميزة التي ميزت عهدتيه الأولى والثانية حيث لم يكملهما تاركا منصبه للرئيس الحاي محمد روراوة. من ماي 1984 إلى أفريل 1986 يسعد دومار نرك عمر كزال منصب (الفاف) في شهر أفريل من عام 1984 إثر إخفاق منتخبنا الوطني من بلوغ أولمبياد لوس انجلوس أمام المنتخب المصري وتم تعويضه بيسعد دومار وخلال حقبة هذا الأخير تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986 وإلى نهائيات كاس أمم إفريقيا بمصر لكن المشاركة الهزيلة للمنتخب في دورة مصر بخروجه في الدور الأول بتعادلين أمام زامبيا والمغرب وخسارة أمام الكاميرون 3/2 كانت من الإياب الرئيسية بترك يسعد دومار لمنصب الفاف في شهر أفريل من عام 1986. من أفريل 1986 إلى جويلية 1987 محمد مكيراش وصف عهدة خليفة يسعد دومار وهو محمد مكيراش الأقل منذ تأسيس الاتحادية في شهر أوت من عام 1962 حيث لم تدم فترة هذا الرجل إلا عام وشهرين فقط كان له شرف حضور مونديال المكسيك الذي شارك فيه منتخبنا الوطني لكن للأسف أقصي في الدور الأول. وتزامن رحيل مكيراش من (الفاف) مع تدشين ملعب 19 ماي بعنابة من خلال اللقاء الذي فاز به منتخبنا الوطني بهذا الملعب على المنتخب السوداني 3/1 في إطار إقصائيات أولمبياد سيول الذي اخف فيه منتخبنا في التأهل بعد فضل في تحطي عقبة المنتخب النيجيري. من سبتمبر 1987 إلى أكتوبر 1988 بلعيد لكارن حطم بلعيد لكارن الحكم الجزائري في مونديال إسبانيا 82 الفترة الزمنية القصيرة التي سبقه إليها محمد مكيراش حيث لم تدم ففترة لكارن على رأس (الفاف) إلا 11 شهرا فقط. أرغم لكارن على الاستقالة بسبب التخلاط على مستوى الاتحادية. من أكتوبر 1988 إلى فيفري 1989 رشيد مخلوفي بعد محمد مكيراش الذي اعتبر أول رئيس يترأس الفاف لأقل فترة ب14 شهرا وبعده بلعيد لكارن ب11 شهرا جاء الدور لرشيد مخلوفي فرغم ماضيه الكروي ورغم البرنامج الطموح الذي جاء به خدمة الكرة الجزائرية إلا أن المسكين وجد نفسه مرغما لترك منصبه وهذا بعد أربعة أشهر من انتخابه على رأس الفاف. رحيل مخلوفي عن الفاف ترك هذه الهيئة بدون رئيس حيث تم تعيين سي محمد بغدادي ولمدة أربعة أشهر إلى أن تم انتخاب عمر كزال كما سبق الذكر. من نوفمبر 1992 إلى سبتمبر 1993 الفاف بدون رئيس رحيل عمر كزال عن رئاسة الاتحادية في مطلع شهر نوفمبر من عام 1992 كان له الأثر السلبي على هذه الهيئة حيث بقي منصب الرئيس شاغرا عشرة أشهر. من سبتمبر 1993 إلى جويلية 1994 المولدي عيساوي خلال شهر نوفمبر من سنة 1993 انتخب اللاعب السابق لاتحاد العاصمة المولدي عيساوي خلال جمعية عامة لكن الرجل لم يكمل عهدته حيث أرغم على الاستقالة في شهر جويلية من العام الموالي دون أن يكمل ولو عام واحد من فترة رئاسته حيث ترك منصبه مرغما بعد الذي حدث للمنتخب الوطني بخسارته لقاء السنغال على البساط بعد إدراج اللاعب كعروف وهو تحت طائلة العقوبة في لقاء الذهاب أمام المنتخب السنغالي الأمر الذي كلف منتخبنا الوطني عدم بلوغ نهائيات كاس أمم إفريقيا التي جرت في ربيع من عام 1994. من جويلية 1994 إلى جانفي 1995 الراحل رشيد حرايق بعد استقالة المولدي عيساوي انتخب خلفا له الراحل رشيد حرايق لكن لعنة السياسة والسياسيين دفع هذا الأخير ثمنا غاليا حيث اغتيل في مطلع شهر جانفي تاركا وراءه أكثر من علامة استفهام من قتل رشيد حرايق؟ ومن المستفيد من اغتياله؟ رحم الله رشيد حرايق ورحم جميع موتى المسلمين. من جانفي 95 إلى أفريل 96 العربي بريك دفعت الكرة الجزائرية ثمن اغتيال رشيد حراي الأثر السلبي على الاتحادية حيث تميزت باللاستقرار فعلى مدار أقل من ثلاث سنوات تعاقب على رئاسة (الفاف) ثلاثة رؤساء الأول العربي بريك الذي كان يشغل رئيس رابطة وهران الجهوية حيث ترأس (الفاف) لمدة 16 شهرا. من أفريل 96 إلى جوان 96 سعيد عمارة في شهر أفريل من سنة 1996 ترك العربي بريك منصبه لابن مولودية سعيد عمارة الذي ترأس هذه الهيئة لمدة شهرين فقط بسبب الفوضى العارمة التي كانت تشهدها الكرة الجزائرية. من أوت 96 إلى نوفمبر 96 محمد العايب على غرار العربي بريك وسعيد عمارة لم تدم فترة الرئيس الحالي لاتحاد الحراش محمد العايب إلا ثلاثة أشهر فقط حيث أرغم على ترك منصبه. من نوفمبر 1996 إلى جوان 1999 سبعة رؤساء مؤقتين والراحل ذيابي من نوفمبر 1996 إلى جوان 1999 تداول على رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سبعة رؤساء بعضهم مؤقتين والبعض الآخر منتخبين وفي مقدمتهم الراحل محمد ذيابي الذي سبق له وان ترأس فريق مولودية قسنطينة المتوج بلقب البطولة الوطنية موسم 1990/1991 مع المدرب رشيد بوعراطة. وبلغة الأرقام تداول على رئاسة الفاف بمعدل رئيس كل سبعة أشهر معدل يعكس الواقع المزري للكرة الجزائرية في تلك الفترة العويصة التي كنت تعيشها كرة القدم الجزائرية بل الجزائر ككل وهي الفترة التي تدخل ضمن الفترة السوداء التي ميزت الجزائر. أربعة رؤساء من بين السبعة ترأسوا الفاف لفترات مؤقتة ويتعلق الأمر بكل من محمد بغورة من نوفمبر 1996 إلى سبتمبر 1997 وسعيد بوعمرة من سبتمبر 1997 إلى نوفمبر 1997 وبن عمار برحال من شهر جويلية 1999 إلى الشهر الموالي من نفس العام وحسن الشيخ من شهر أوت 1999 إلى أفريل 2000 وبين فترة برحال وحسن الشيخ ترأس الفاف بالاقتراع الراحل ذيابي وهذا في الفترة مابين شهر نوفمبر 1997 إلى شهر جوان 1999. وخلال هاته الفترة لم تحقق الكرة الجزائرية اي انجاز يذكر اللهم تأهل المنتخب الوطني مرتين إلى نهايات كاس العالم لكن مشاركته افي دورة بوركينا فاسو عام1998 كانت كارثية بقيادة المدرب عبد الرحمن مهداوي بعد أن مني المنتخب الوطني بثلاث هزائم منهيا هاته الدورة بدون نقطة وهي اسوء مشاركة للريق الوطني في نهايات كاس أمم إفريقيا على مدار جميع مشاركاته. من نوفمبر 2001 إلى جانفي 2006 ومن فيفري 2009 إلى وقتنا الحالي محمد روراوة في الثامن نوفمبر من سنة 2001 انتخب الرئيس الحالي محمد روراوة رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في الجمعية العامة الانتخابية المنعقدة بمكتبة الحامة متفوقا ببضع أصوات على منافسه الوحيد رشيد بوعبد الله الذي كان يشغل انذاك رئاسة فريق شباب باتنة. وشهدت الفترة الأولى لمحمد روراوة صراعا مفتوحا مع وزير الشباب والرياضة خلال تلك الفترة الدكتور يحي قيدوم بسبب القرار الوزاري الشهير 07/2004 والدي يحدد العهدة الرئاسية لرؤساء الاتحادية الرياضية إلى فترة واحدة ورغم سعي روراوة إلى إعادة النظر في هذا القرار إلا انه فشل في ذلك واستسلم للأمر الواقع لكن حتى وان ترك روراوة منصبه في شهر جانفي من سنة 2006 إلا أن ظله بقي يخيم على تسييره دواليب الفاف بدليل أن خليفته المنتخب حميد حداج يعد ساعده الأيمن. حميد حداج من جانفي 2006 إلى فيفري 2009 بعد نهاية الفترة الأولى للرئيس الحالي محمد روراوة في شهر جانفي من سنة 2009 انتخب ساعده الأيمن خلفا له ولم يغدر حداج منصبه إلا في شهر فيفري من سنة 2009 خلا الجمعية الانتخابية وهذا بعد أن وجد روراوة وحيدا في السباق الأمر الذي سهل مهد له الطريق للعودة مجددا لرئاسة الفاف. تلكم باختصار شديد جميع الشخصيات التي كان لها شرف رئاسة اكبر هيئة كروية بلادنا من فجر الاستقلال إلى وقتنا الحالي راجيين من العلي القدير أن يتغمد من وافته المنية وان يسكنهم جناته العالية أما الأحياء منهم نتمنى أن يطول الله في أعمارهم وان يقيهم شر الأمراض.