تواجه خطر الموت ردماً عائلات القبو في بولوغين تستعجل الترحيل إثر الحالة الكارثية التي آل إليها قبو العمارة الذي تسكنه 10 عائلات وما لحق به من انهيارات جزئية والتي تهدد بقبر العائلات بداخل سكنات القبو وبالأحرى شبه سكنات ناشدت هذه الأخيرة المسؤول الأول للهيئة التنفيذية لولاية العاصمة استعجال ترحيلهم إلى شقق لائقة قبل حدوث ما لا يحمد عقباه. مليكة حراث تطالب العائلات القاطنة بأقبية العمارات بشارع خالد رقم 5 ببلدية بولوغين بالعاصمة والبالغ عددها 10 عائلات السلطات المحلية إنصافها بترحيلها إلى سكنات لائقة تنتشلهم من حياة الذل والهوان والوضعية الكارثية التي يتكبدونها داخل تلك البيوت التي هي عبارة عن قبو تغيب فيه أدنى شروط الحياة حيث أن الهواء لا يعرف طريقه إلى تلك البيوت المغلقة كليا. ولدى زيارتنا للمكان وبدخولنا في الباب الخارجي الذي تتقاسمه تلك العائلات العشرة كما تتقاسم معاناة العيش في تلك الظروف قابلتنا رائحة كريهة تنبعث من قنوات صرف المياه القذرة التي كانت تنتشر بطريقة عشوائية في ذلك الحي وتتواجد أمام أبواب تلك المنازل بحيث وبعدما تجاوزنا مسلك الحي استقبلتنا عائلة بشير التي تتكون من ستة أفراد تتقاسم غرفة واحدة دون احتواء المنزل على مطبخ ولا حمام وفي حديثنا معهم أسردوا لنا معاناتهم التي تعود إلى أزيد من 40 سنة مع حياة كارثية ومأساوية وصفها هؤلاء (بالميزيرية) فأكدت لنا تلك العائلة أن القبو يضم 10 عائلات تعيش مرارة الحياة التي تتقاسمها مع الجرذان والحشرات فضلا عن مختلف الحشرات الضارة سيما الناموس الذي ينتشر بطريقة رهيبة على مدار السنة حتى في الشتاء نظرا لتسرب المياه ناهيك عن الرطوبة التي يعرفها المكان جراء عدم تهويته لكونه لا يحوي على نوافذ لدخول الهواء مما جعل كل القاطنين يعانون مع أمراض الربو والحساسية.
خطر الانهيار في أيّ لحظة وأوضحت لنا العائلات المعنية أن تلك البنايات تواجه خطر الانهيار في أي لحظة بسبب إهتراءها وتعرضها لتشققات خطيرة بعد زلزال 2003 2014 لكونها بنايات قديمة جدا حيث أوضحوا لنا أن سقف إحدى المنازل انهار خلال الأشهر الأخيرة بعد التقلبات الجوية التي شهدتها العاصمة وهذا بسبب حالة الاهتراء التي وصل إليها القبو وأكد لنا هؤلاء أنه وأثناء زيارة السلطات المحلية للمكان على رأسها المير السابق قاموا بتكليف إحدى المقاولين لترميمه ولكن هذا الأخير قام بترميم سطحي للمكان بتماطل مما أجبر تلك العائلات على إعادة ترميم المكان بإمكانياتها الخاصة وفي السياق ذاته أكد محدثونا أنهم يعيشون مع هاجس انهيار تلك المنازل على رؤوسهم وانتهائهم تحت الأنقاض في كل مناسبة تشهد فيه المنطقة اضطربات جوية و-يضيف- رغم أن السلطات على علم بوضعيتهم إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود الكاذبة التي لم تعرف تجسيدها على ارض الواقع لحد الساعة ضاربة حياتهم عرض الحائط دون أن تكلف نفسها عناء لإيجاد حل شاف يخفف من الخطر المتربص بهم رغم أنها قامت بإيداع ملفات طلب السكن منذ سنوات إلا أن الردود عليها تصب في الوعود التي لم تعرف أي جديد. زوخ مطالب باحتواء الوضع الكارثي وفي سياق ذي صلة أكد لنا أحد المواطنين أن الوضع يزداد تفاقما وتدهورا خصوصا بعد تهاطل الأمطار الأخيرة أين تحولت تلك البيوت إلى مسابح جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخلها كما أن درجة الرطوبة تضاعفت بشكل ملفت للانتباه مما يحرم على تلك العائلات المكوث في البيوت بسلام وما يزيد من تلك المعاناة هو كون تلك المنازل لم تزود لحد الآن بالغاز الطبيعي الذي أصبح من أولويات الحياة خصوصا في تلك الفترة. وأمام هذه الوضعية المأساوية التي تتكبدها العائلات رفعت صرختها للسلطات المحلية والولائية في مقدمتها المسؤول التنفيذي الأول لولاية العاصمة عبد القادر زوخ من أجل إنهاء معاناتها مع خطر الموت المحاط بها وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة خصوصا بعد الوعود التي أطلقها والي العاصمة بترحيل سكان الأقبية والبيوت الهشة الموزعة عبر إقليم العاصمة.