تناشد عائلة برايجي القاطنة رفقة 6 عائلات أخرى بشارع حسيبة رقم 6 ببلدية سيدي أمحمد بالعاصمة السلطات المحلية إنصافها وترحيلها إلى سكنات لائقة تنجيهم من المعاناة والكارثة التي يعيشونها في بيوتهم التي هي عبارة عن قبو مظلم أضحى عرضة للانهيار. ولدى زيارتنا للمكان وبدخولنا من الباب الخارجي الذي تتقاسمه تلك العائلات الثمانية والتي تجمعها معاناة وظروف قاسية لا يتحملها عقل بشر، قابلتنا رائحة كريهة تنبعث من قنوات صرف المياه القذرة التي كانت تنتشر بطريقة عشوائية أمام أبواب تلك المنازل. حيث استقبلتنا عائلة برايجي التي تتكون من ستة أفراد تتقاسم غرفة واحدة، دون احتواء المنزل على مطبخ ولا مرحاض، وفي حديثنا معهم سردوا لنا معاناتهم التي تعود إلى حوالي 45 سنة مع الذل والهوان، فأكدت لنا تلك العائلة أن ذلك البيت أو بالأحرى القبو يجمع 7 عائلات تتخبط في مرارة الحياة التي تتقاسمها مع الجرذان ومختلف الحشرات التي نغصت عليهم حياتهم وراحتهم. وما زاد من تفاقم أوضاعهم داخل ذلك القبر هي تلك الرطوبة التي يعرفها المكان جراء عدم تهويته لكونه لا يحوي على نوافذ لدخول الهواء، مما جعل كل القاطنين يعانون من أمراض الربو والحساسية حسب ما أكده هؤلاء. وأوضح لنا هؤلاء أن تلك البنايات تواجه خطر الانهيار في أي لحظة بسبب اهترائها وتعرضها لتشققات خطيرة منذ زلزال 2003، لكونها بنايات يعود تأسيسها إلى العهد التركي، حيث أوضحوا لنا أن سقف إحدى المنازل وبعض الشرفات انهارت خلال الآونة الأخيرة جراء الهزة الأرضية الأخيرة التي وصلت درجتها إلى 3.7. وأضاف محدثونا أنها بالرغم من أن الهزة كانت طفيفة إلا أنها تسببت في أضرار بالبنايات، فضلا عن التقلبات الجوية والأمطار الطوفانية التي ألحقت أضرارا جسيمة عبر كامل الوطن، وأكد لنا هؤلاء أنه وأثناء زيارة السلطات المحلية للمكان قاموا بتكليف إحدى المقاولين بترميمه ولكن هذا الأخير قام بترميم سطحي للمكان بتماطل، مما أجبر تلك العائلات على إعادة ترميم المكان بإمكانياتهم الخاصة خصوصا أن مخاوفهم زادت مع تلك الحادثة وأصبحوا يعيشون مع هاجس انهيار تلك المنازل على رؤوسهم وانتهائهم تحت الردم، هذا لأن السلطات المحلية والولائية ضربت بشكاويهم وطلباتهم عرض الحائط، وبقيت تتلاعب بحياتهم دون أن تبدي أي جهد لإيجاد حل يخفف من خطر الموت المتربص بهم، رغم أن تلك العائلات قامت منذ ما يقارب 12 سنة بإيداع ملفات طلب السكن دون أن ترى النور. وفي السياق ذاته أكد لنا هؤلاء المواطنون أن الوضع يزداد تأزما مع حلول فصل الشتاء أين تصبح تلك المنازل عرضة للفيضانات، جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخلها، كما أن درجة الرطوبة تزداد في تلك الفترة، مما يحرم على تلك العائلات المكوث في البيوت براحة، وما يزيد من تلك المعاناة هو كون تلك المنازل لم تزود لحد الآن بالغاز الطبيعي الذي أصبح من أولويات الحياة خصوصا في فترة الشتاء، وقال لنا هؤلاء المواطنون إن اقتراب فصل الشتاء أصبح هاجسا كبيرا لديهم يثير مخاوفهم. ناهيك عن شكاويهم من تلك الروائح الكريهة التي تنتشر في المكان بسبب تلك القنوات. ووسط هذه المعاناة التي يعود تاريخها إلى 45 سنة ومازالت قائمة، رفعت تلك العائلات مطالبها للسلطات المحلية والولائية وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل إنصافها وإنهاء معاناتها مع خطر الموت الذي يحدق بها، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.