تناشد 7 عائلات بينها ثلاث عائلات شاركت بالثورة التحريرية قاطنة ب شارع 20 قايد مليك الواقع ببلدية سيدي أمحمد، في الجزائر العاصمة، السلطات المحلية إنصافها بترحيلها إلى سكنات لائقة تنجيهم من المعاناة والكارثة التي يعيشونها في بيوت هي عبارة عن قبو مظلم، تغيب فيه أدنى شروط الحياة الكريمة، حيث منها الهواء الذي لا يعرف طريقه إلى تلك البيوت المغلقة كليا· ولدى تنقلنا للمكان وبمجرد دخولنا من الباب الخارجي الذي تتقاسمه تلك العائلات والتي تشترك في معاناة وظروف واحدة، فوجئنا بالرائحة الكريهة التي تنبعث من قنوات صرف المياه القذرة إلا أن العائلات القاطنة بذات القبو استقبلتنا والحسرة بادية على محياها من بينها عائلة رضوان المتكونة من خمسة أفراد تتزاحم في غرفة واحدة دون احتواء هذه الأخيرة على مطبخ أو حمام، وفي حديثنا معهم سردوا لنا معاناتهم التي تعود إلى حوالي 50 سنة مع حياة أقل ما يقال عنها إنها حياة صعبة وقاسية لا يمكن للبشر تحملها، فأكدت لنا تلك العائلة أن المنزل الذي هو عبارة عن قبو يجمع 7 عائلات تعيش مرارة الحياة في ظل افتقاره لأدنى وسائل وضروريات العيش الكريم والأدهى من ذلك أنها تتقاسم المكان مع الجرذان والحشرات، ناهيك عن البعوض الذي ينتشر بطريقة رهيبة نغص عليهم نومهم وراحتهم· وما زاد من مرارة حياتهم هي تلك الرطوبة التي يعرفها المكان جراء عدم تهويته لكونه لا يحوي على نوافذ لدخول الهواء، مما جعل كل القاطنين يعانون مع أمراض الربو والحساسية حسب ما أكده هؤلاء· وأوضح لنا هؤلاء أن تلك البنايات تواجه خطر الانهيار في أي لحظة بسبب اهترائها وتعرضها لتشققات خطيرة بعد زلزال 2003، لكونها بنايات قديمة جدا أكل عليها الدهر وشرب، حيث أوضحوا لنا أن سقف إحدى المنازل انهار خلال الأيام القليلة الماضية أين حدثت تلك التقلبات الجوية، وأكد لنا هؤلاء أنه وأثناء زيارة السلطات المحلية للمكان قاموا بتكليف إحدى المقاولين بترميمه ولكن هذا الأخير قام بترميم سطحي للمكان بتماطل، مما أجبر تلك العائلات على إعادة ترميم المكان بإمكانياتها الخاصة· خصوصا أن مخاوفهم زادت مع تلك الحادثة وأصبحوا يعيشون مع هاجس انهيار تلك المنازل على رؤوسهم وانتهائهم تحت الردم، هذا لأن السلطات المحلية والولائية ضربت بشكاويهم وطلباتهم عرض الحائط، وبقيت تتلاعب بحياتهم دون أن تبدي أي جهد لإيجاد حل يخفف من خطر موت هؤلاء، رغم أن تلك العائلات قامت منذ ما يقارب 12 سنة بإيداع ملفات طلب السكن دون أن ترى ردا· وفي سياق ذات صلة أكد لنا هؤلاء المواطنون أن الوضع يزداد تأزما مع حلول فصل الشتاء كتلك التي عرفتها الجزائر في الآونة الأخيرة، أين أصبحت تلك المنازل عبارة عن مسابح، جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخلها، كما أن درجة الرطوبة ازدادت أضعافا، مما أدى إلى حرمان العائلات في تلك البيوت من الأمان، وما يزيد من تلك المعاناة هو كون تلك المنازل لم تزود لحد الآن بالغاز الطبيعي الذي أصبح من أولويات الحياة خصوصا في فترة الشتاء· وسط هذه المعاناة التي يعود تاريخها إلى 50 سنة ومازالت قائمة، رفعت تلك العائلات مطالبها للسلطات المحلية والولائية وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل إنصافها وإنهاء معاناتها مع الحياة الحيوانية التي يعيشونها وخطر الموت الذي يتربص بهم، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة تعطي معنى لحياتهم، وللإشارة أن هناك بين السكان عائلات ثورية ضحت براحتها وقدمت أراوحها في سبيل تحرير هذا الوطن·