بعد أن ودّعت شقق الموت بحي سيدي الهواري آلاف العائلات الوهرانية تستعيد طعم الحياة في السكنات الجديدة
تغيرت حياة آلاف العائلات الوهرانية إثر عمليات إعادة الإسكان نحو القطب الحضري الجديد لبلقايد بشرق وهران بعدما كانت تقطن لعقود من الزمن في بيوت هشة وأحياء فقيرة تحت هاجس التقلبات الجوية والانهيارات والظروف غير الصحية وباعتراف هذه العائلات التي حظيت بالترحيل فإن حياتها قد أخذت منعطفا إيجابيا بعد سنوات من العناء والأوضاع المزرية حيث يأملون حاليا في التخطيط إلى مشاريع جديدة والتأهب بشكل أفضل للمستقبل. خ. نسيمة /ق. م حلم السكن هو حلم كل إنسان يعيش أزمة السكن في بيوت ضيقة أو بيوت هشة مهددة بالانهيار وبالتالي الموت تحت الأنقاض والعمليات المتتالية للإسكان التي تمس مختلف ربوع الوطن في مختلف الصيغ الاجتماعية وكذا في إطار وكالة عدل للبيع بالإيجار فكت الغبن عن الكثيرين وولاية وهران هي من بين الولايات التي استفاد سكانها من دفعات الترحيل والتي مست الأحياء الهشة من بينها حي سيدي الهواري الذي عانى سكانه الأمرين في أحواش مهددة بالانهيار والتي يعود إنجازها إلى أكثر من قرن من الزمن مما أدى إلى تآكلها وظهور تصدعات تخاطر بحياة القاطنين وكان ترحيل العائلات من هناك إلى القطب الحضري ببلقايد بمثابة الفرج وبدؤوا حياة جديدة في ذلك الحي الجديد. آمال جديدة في سكن جديد (لقد غير ترحيلي إلى بلقايد حياتي وحياة عائلتي وحتى طريقة تفكيرنا قد تغيرت اليوم آفاق جديدة قد فتحت أمامنا كانت لدينا مشاريع في السابق وظهرت من جديد على السطح. لقد بدأت ملامح مستقبلنا ترتسم نحو الأحسن) حسبما أبرز توفيق وهو أستاذ يبلغ من العمر 38 سنة تم ترحيله منذ سنتين إلى شقة بثلاث غرف ببلقايد مع والدته وزوجته وطفليه. (كنا نقطن في غرفتين صغيرتين ومطبخ صغير بحوش قديم بسيدي الهواري يتجاوز تاريخ إنجازه قرن من الزمن. كانت المراحيض مشتركة بين جميع سكان الحوش. وقد بدأت الانهيارات منذ بضعة عقود وأصبحت حياتنا كابوسا لأننا كنا نخشى أن ندفن تحت الأنقاض) يضيف توفيق. وأشار إلى أن الآفاق كانت موصدة ومن الصعب التخطيط للمستقبل. (لم نكن نفكر في شيء آخر ولم نكن نقتني الأثاث ولا نرغب في تجديد أي شيء. شقة جديدة لائقة للعيش هي التي كان بوسعها أن تغير كل شيء وهذا ما حصل كما أبرز نفس المتحدث. ويقطن كل من الهواري ومحمد وجمال وهم على التوالي ممرض وحرفي في البناء ونجار من الجيران القدامى لتوفيق بحي سيدي الهواري وأيضا جيرانه ببلقايد في نفس العمارة. في سيدي الهواري لم يكونوا يقطنون بنفس البناية ولكن حياتهم كانت متشابهة تقريبا. لقد واجهوا نفس التساؤلات والتخوفات وآفاق مسدودة أمامهم ولم يكن هناك سبيل للتغيير كما قالوا إلا عن طريق الحصول على مسكن جديد. توفر المرافق الضرورية بعد ترحيلهم والتغيير الجذري الذي طرأ على حياتهم ومشاعر الفرحة والسعادة الناتجة عن ذلك يبدأ سكان الأحياء الجديدة لبلقايد حياة أخرى في طمأنينة في البداية وجد السكان الجدد صعوبات عدة جراء نقص المحلات التجارية والنقل حتى وإن كان القطب الحضري الجديد لبلقايد يتوفر على جميع المتطلبات لاسيما المؤسسات التربوية ومكاتب البريد وغيرها من المرافق. (لقد كان التزود بالحاجيات الضرورية والتنقلات في البداية بمثابة مشكلة مستعصية حيث كان علينا قطع مسافة إلى غاية دوار بلقايد أو بئر الجير لاقتناء مستلزماتنا اليومية. غير أنه شيئا فشيئا بدأت الأمور تتغير. فقد بدأت المحلات تتزايد. الكثير من محلات بيع المواد الغذائية فتحت أبوابها وكذا باعة الخضروات والمخابز والمساحات الكبرى للتسوق وصالونات الحلاقة وحتى مركز تجاري كبير كما يقول توفيق وجيرانه مضيفين بأن خطوط للنقل الحضري تربط حاليا بين الأحياء السكنية الجديدة لبلقايد وبئر الجير ووسط المدينة وأحياء أخرى.
صداقات مع الجيران الجدد وقد أصبح للمستفيدين من عمليات الترحيل عادات جديدة وأقاموا روابط مع جيرانهم الجدد الذين جاؤوا من أحياء أخرى من وهران. لقد نسجوا صداقات جديدة واعتمدوا نمط حياة جديد. (إننا لا نحس بأننا غرباء. الكثيرون من جيراننا القدامى يقطنون اليوم بنفس الأحياء. إننا لا نفتقد حينا القديم لأننا عشنا فيه سنوات طويلة كانت صعبة) حسبما ذكر توفيق وجيرانه. للإشارة فإنه قد تم خلال السنتين الأخيرتين ترحيل نحو 6.000 عائلة من مواقع هشة مختلفة بوهران إلى القطب الحضري الجديد لبلقايد منها 650 عائلة من سيدي الهواري و315 من ابن سينا و 300 من شارع مستغانم (القطاع الحضري الأمير) و200 عائلة من فلاوسن (سان بيار سابقا) بذات القطاع الحضري و189 عائلة أخرى من نفس الحي وكذا و1.430 من بلانتير (رأس العين).