في ملتقى للسيرة النبوية الشريفة دعوة لتكييف الخطاب المسجدي مع احتياجات المجتمع
دعا مشاركون في ملتقى السيرة النبوية الشريفة في طبعته السادسة الذي اختتمت أشغاله أمس الأحد بورقلة إلى تكييف الخطاب المسجدي ليستجيب لاحتياجات المجتمع. وأكد متدخلون من أساتذة جامعيين وباحثين ومشايخ في هذا اللقاء الذي نظم تحت عنوان (دور مؤسسات المجتمع المدني في حماية الأمن الفكري والقيم الإجتماعية للأمة على ضوء السيرة النبوية العطرة) على ضرورة تكييف الخطاب المسجدي بما يمكن أن يستجيب لحاجيات المجتمع ككل باعتباره واحدا من الأدوات التوجيهية التي تساهم في حماية القيم الإجتماعية. وجرى في ذات الشأن التأكيد أيضا على أهمية تفعيل دور المؤسسات الإجتماعية بما يخدم قيّم المجتمع الجزائري ومطالبة المثقف بتفعيل دوره من خلال تبني الأفكار الصحيحة لتحصين المجتمع فكريا. ودعا المشاركون كذلك إلى دعم المقاربة الأمنية التي تقوم على مبدأ الشراكة وبناء منظومة اجتماعية (قوية) تساهم في المحافظة على الهوية وتقبل في نفس الوقت التنوع داخل المجتمع الجزائري وأيضا بناء منظومة لليقظة الفكرية وإبراز دور علماء الجزائر في كل المجالات. وحثّ المجتمعون في ختام هذا اللقاء على ضرورة إرساء ثقافة الحوار والتواصل في الأوساط التربوية والإجتماعية وتكثيف العمل في الإطار الإقليمي لبناء فكر معتدل لمواجهة الفكر المتطرف من خلال تبادل الخبرات إلى جانب وضع خطة إعلامية تعزز الوسطية والإعتدال. وفي هذا الصدد ثمّن المتدخلون مجهودات الدولة المبذولة للحفاظ على الثوابت والقيم الوطنية ووحدة المرجعية الوطنية في ظل التحديات الراهنة داعين في نفس الوقت إلى توخي الحيطة بخصوص توظيف واستعمال المصطلحات تجنبا للوقوع في تسويق الأفكار الهدامة. واقترحت لجنة صياغة التوصيات في أن تكون الطبعة السابعة السيرة النبوية تحت عنوان (الشباب والتحديات المعاصرة). وأتاح هذا اللقاء الذي نظمته مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لورقلة على مدار يومين وحمل شعار (نحو مجتمع آمن فكريا.. مستقرا إجتماعيا) الفرصة لضبط مفهوم الأمن الفكري وتحديد دوره في حماية القيم الإجتماعية وتحديد دور المؤسسات الإجتماعية في صيانة الأمن الفكري حسب ما أوضح المنظمون. وتم في هذا الإطار إثراء محاور أساسية من بينها (الأمن الفكري ضمن الإطار المفاهيمي ودوره في حماية الثقافة الإجتماعية) و(قيم المجتمع الجزائري بين الثوابت والمتغيرات) و(المؤسسات الإجتماعية ودورها في حماية الأمن الفكري والقيّم الإجتماعية) و(دور وسائل الإعلام والإتصال في تحقيق الأمن الفكري وتحصين القيّم المجتمعية).